شخصيات إسلامية.. سفيان بن عيينة

  • 3/23/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

هو سفيان بن عيينة بن أبي عمران ميمون الهلالي الكوفي، ثم المكي، الإمام الكبير، شيخ الإسلام. مولده بالكوفة، في سنة سبع ومئةٍ للهجرة، وهو علم من أعلام تابعي التابعين، وإمام من أئمة الهدى، الإمام سفيان بن عيينة طلب الحديث وهو غلام، ولقي الكبار، وحمل عنهم علمًا جما، وعمر دهراً، وازدحم الخلق عليه يطلبون العلم عنده، وانتهى إليه علو الإسناد، ورحل إليه من البلاد، وتتلمذ عليه أئمة كبار، منهم: الإمام الحميدي، والإمام الشافعي، وعلي بن المديني، وغيرهم. وكان سفيان رأساً في الزهد والعلم والورع، كان ناطقاً بالحكمة، متصفاً بصفات الصلاح، وقد أثنى عليه العلماء ثناءً عطراً: قال الإمام الشافعي: لولا مالك وسفيان بن عبينة لذهب علم الحجاز. وقال عنه أيضاً، ما رأيت أحدًا فيه من آلة العلم ما في سفيان بن عيينة، وما رأيت أكف عن الفتيا منه، قال: وما رأيت أحداً أحسن تفسيراً للحديث منه. وقال عبد الرحمن بن مهدي: كان ابن عمينة من أعلم الناس بحديث الحجاز، وقال بشر بن المفضل: ما بقي على وجه الأرض أحد يشبه ابن عيينة. من أقواله المأثورة الجميلة التي فيها عبرة وعظة: قال: ليس العالم الذي يعرف الخير والشر، إنما العالم الذي يعرف الخير فيتبعه، ويعرف الشر فيجتنبه، وقال: من عمل بما يعلم كفي ما لم يعلم، وقال: من رأى أنه خير من غيره، فقد استكبر ثم ذكر إبليس. وقال: من تزين للناس بشيءٍ يعلم الله تعالى منه غير ذلك شاءه الله. وقال: إذا كان نهاري نهار سفيه، وليلي ليل جاهلٍ، فما أصنع بالعلم وكان من خوفه من الله تعالى وتواضعه يفر من الفتوى، قال علي بن المديني: كان سفيان إذا سئل عن شيءٍ، يقول: لا أحسن، فتقول: من نسأل؟ فيقول: سل العلماء وسل الله التوفيق... وقال سفيان لما بلغت خمس عشرة سنة دعاني أبي فقال لي يا سفيان، قد انقطعت عنك شرائع الصبا فاتبع الخير تكن من أهله، ولا يغرنك من اغتر بالله فمدحك بما يعلم الله خلافه منك... قال سفيان فجعلت وصية أبي قبلة أميل معها ولا أميل عنها.

مشاركة :