قبل 30 عاماً، قرر الباحث الهولندي الأصل، إريك مازور، التوقف عن إلقاء المحاضرات في الجامعة، وبدلاً من ذلك قدم ما عرف بـ«تعلم الأقران»، الذي من خلاله يتعلم طلابه حول موضوع ما من خلال المناقشة في مجموعة. وقد تم تقليد أسلوبه في تدريس فصول المحاضرات الكبيرة بشكل تفاعلي من قبل العديد من زملائه في جامعة هارفارد، حيث يشغل منصب العميد الأكاديمي لكلية الهندسة والعلوم التطبيقية، وكذلك أستاذ الفيزياء والفيزياء التطبيقية في منطقة بلكانسكي. والآن أطلق مازور، الذي يتبنى الذكاء الاصطناعي، منصة تعليمية خاصة به، يرتادها 4.4 ملايين طالب على مستوى العالم. وفي ما يلي مقتطفات من الحوار الذي أجرته معه «إلبايس»: ■ هل تستخدم الذكاء الاصطناعي في فصولك الدراسية؟ ■■ نعم. أخبر طلابي أنه يمكنهم استخدام أي شيء يريدونه، وأي مورد قد يستخدمونه لاحقاً في حياتهم المهنية، ولكن عندما نقيمهم، فإننا نقيمهم كأفراد، غالباً وجهاً لوجه. ولا يمكنهم الاستعانة بهواتفهم للإجابة، وعليهم أن يعرفوا كيف يفكرون، لذلك أقوم بتدريبهم على استخدام كل ما هو متاح لهم، بما في ذلك الإنترنت و«تشات جي بي تي». ويتعين على الجامعات أن تتوقع ذلك، وأن تعدل تعليمها بما يتوافق مع المستقبل. كثير من الناس خائفون، ويعتقدون أننا يجب أن نمنع الطلاب من استخدام «تشات جي بي تي»، وهذا هو أغبى شيء يمكن القيام به، لأن طلابنا سيحتاجون إلى استخدام هذه التقنية، وقد تم حظر الآلات الحاسبة وأجهزة الكمبيوتر في الفصل عندما ظهرت للمرة الأولى. ■ هناك جدل حاد حول الاستخدام التعليمي للشاشات؟ ■■ إنها ليست التكنولوجيا. إنها ليست الشاشة نفسها، وما هو على الشاشة هو المهم. وإذا كانوا يستخدمون «فيس بوك» طوال اليوم، فلن يساعد ذلك في تطويرهم كأفراد. أتأكد دائماً من أنهم يستخدمون التكنولوجيا في الفصل لتحقيق ما يحتاجون إليه. ■ لكن طلابك في القمة؟ ■■ نعم، إنهم كذلك، لكنهم غير متحمسين على الإطلاق. وكل عام أسألهم سؤالاً مهماً: إذا كان عليك الاختيار بين مواجهة التحديات أو الحصول على درجات جيدة، فماذا تختار؟ إنهم يختارون الدرجات عوضاً عن التحديات. ■ لكن خريج جامعة هارفارد سيكون لديه دائماً وظيفة؟ ■■ لا توجد علاقة بين درجات الطالب في جامعة هارفارد والنجاح في العمل في المستقبل. سمعت في مكتب التطوير أن أكبر المانحين للجامعة يأتون من أسفل الصف، لكنهم كانوا أكثر نجاحاً في الحياة المهنية، وكانت لديهم أشياء أفضل للقيام بها، أثناء الدراسة، بدلاً من مجرد محاولة إرضاء معلميهم. ليست الدرجات بلا معنى فحسب، بل إنها أيضاً مثبطة للتعلم العميق. وإذا كنت تريد أن تكون مبدعاً، عليك القيام بأشياء جامحة وتجربتها، وقد تفشل في أشياء كثيرة. ■ يقال إن جامعة هارفارد، إلى جانب الفاتيكان، هي أغنى مؤسسة خاصة في العالم؟ ■■ إنها غنية جداً بالتأكيد، ولكن وضع جامعة هارفارد الآن يعود إلى إنجازات الماضي، وليس إلى إنجازات الحاضر. ■ قال لاري باكو، الرئيس السابق لجامعة هارفارد، في الصيف الماضي إنه قبل هذا المنصب لأنه شعر أن الجامعة في خطر؟ ■■ الجامعات حول العالم في خطر، ومثلما تجعل الآلة الحاسبة من غير الضروري استخدام قاعدة الشرائح، أو الإنترنت يجعل من غير الضروري حفظ الكثير من المعلومات، فإن الذكاء الاصطناعي سيجعل الكثير من المهام أكثر كفاءة، وبالتالي فإن العديد من الأشخاص الذين ندربهم لن يحصلوا على وظيفة بعد الآن. ونحن بحاجة إلى إعادة التفكير حقاً في كيفية تدريب الناس. ■ مكانة الجامعة تتراجع.. أليس هذا صحيحاً؟ ■■ هذا صحيح! المجتمع لم يعد يُقدر الجامعات، وأعتقد أن ذلك لسبب وجيه، لأننا لا نستمع حقاً لاحتياجات المجتمع. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :