أحمد شعبان (القاهرة) اتفق خبراء في علم النفس والاجتماع وعلماء دين على أن الظروف الاجتماعية والاقتصادية تلعب دوراً كبيراً في تشكيل فكر أفراد الجماعات المتطرفة والمنظمات الإرهابية، وأن المجتمع له دور كبير في مواجهة تلك الجماعات المتأسلمة، ومحاربة الفكر المتطرف بالفكر. وأشاروا إلى أن هذه الأفكار المتطرفة تأتي نتيجة عدم وجود وعي سليم بالقضايا الإنسانية، وأن من ينتمي إلى الجماعات الإرهابية إنسان لا فكر له ولا ضمير ولا وطن ولا انتماء، وهو إنسان يعاني نفسياً كثيراً من الأمراض النفسية، وأن الإرهاب الذي تعانيه المجتمعات الآن هو امتداد لجذور الشر والظلم القديم، وإن اختلفت صوره وأشكاله، وأن على المسلمين وجميع شعوب العالم التعاون والتخطيط لمواجهة هذا الشر والقضاء عليه حتى يتحقق لهم الأمن والاستقرار والحياة الكريمة. تقول نبيلة الشوربجي، أستاذ علم الاجتماع بكلية رياض الأطفال جامعة المنوفية «الفقر والجهل والمرض أسباب رئيسة في خلق وتكوين شخصية هذه الجماعات والمنظمات الإرهابية، وإن معظم الجماعات الإرهابية تخرج من أسر أمية فقيرة، ومنهم أطفال الشوارع، وهم غير متعلمين يتم تدريبهم من الصغر على الإجرام والعمليات الإرهابية، فأطفال الشوارع قنبلة موقوتة ممكن أن تنفجر في المجتمع العربي والمجتمعات الأخرى، لأنهم بلا مأوى، وليس لهم من يرعاهم في المجتمع، ويتم تمويلهم بالأموال وتدريبهم وتنشئتهم على معتقدات وقيم منحرفة ومتطرفة، وتبث في عقولهم أفكار شاذة بأن هذا العالم كافر ويتحتم «الجهاد» والقتال في سبيل الله لدخول الجنة.. هذا هو فكر الجماعات التي تعتنق الفكر السياسي المتطرف، والتي تحاول جذب الفئات الفقيرة والمحرومة والجاهلة التي تعيش تحت حد الفقر والمرض، فلا يخرج الإرهاب من الأسر العريقة، وهذا يؤكد أن الظروف الاجتماعية والاقتصادية تلعب دوراً كبيراً في تشكيل فكر أفراد تلك الجماعات المتطرفة». وأضافت «إذا تتبعنا تاريخ الجماعات المتطرفة، وجدنا أن كثيراً من هؤلاء المتطرفين يتم تشكيلهم وهم صغار في مرحلة الروضة، وقالت: «رأيت طفلاً عمره 3 سنوات يقول إن من يغني سيدخل النار والغنى حرام، فبعض الجماعات الإرهابية تحاول أن تعبث بعقول الأطفال والشباب من خلال توغلهم في العملية التعليمية من الروضة وحتى الجامعة حتى يسعون في الأرض فساداً. فالفقر والجهل والبطالة والمرض، أسباب رئيسة لظاهرة الإرهاب الذي ينعكس على المجتمع ويعيق تنميته، ولمواجهة هذا الفكر الإرهابي المتطرف يجب القضاء على الفقر والجهل والبطالة واحتضان أطفال الشوارع الذين يعيشون بلا مأوى. ولذلك فإن أوروبا تستخدم هؤلاء الإرهابيين في تخويف المجتمعات الغربية من الإسلام السياسي المتطرف كما يصفونه». وأشارت إلى أن المجتمع له دور كبير في مواجهة تلك الجماعات المتأسلمة، ومحاربة الفكر المتطرف بالفكر أيضاً، من خلال التعليم مثلما فعلت اليابان، وقالت: «يجب أن نبدأ بالروضة وتعليم الأطفال وتنشئتهم على القيم والأخلاق السليمة، وحب الانتماء للوطن، وعدم تكفير المجتمع، وتعليمهم دينهم الصحيح وحفظ القرآن وطاعة الله سبحانه وتعالى، فكل الجماعات الإرهابية لا علاقة لهم بالدين، ولم يدرسوا الشريعة الإسلامية الصحيحة». وأشارت إلى أن الإرهاب يستهدف الدول العربية لتفتيتها وتفتيت جيوشها، ولا يقترب من إسرائيل التي تدعم الإرهاب هي وأميركا من خلال تجنيد بعض الشباب واستقطابهم تحت مسمى الديموقراطية والثورة الخلاقة التي جعلت المتطرفين يطفون على السطح لتفكيك الدول العربية من الداخل، وهذا مخطط لمحاربة الإسلام بعقول مارقة متشددة وقتلهم بعضهم بعضاً ثم تفتيت الدول العربية. وقال رشاد عبد العزيز، أستاذ الصحة النفسية: «إن الإرهاب أصبح ظاهرة عالمية ليس فقط في الدول العربية، ولكنها انتشرت أيضاً في أوروبا وأميركا، وأصبحتا تعانيان تعاني من ردة فعل الإرهاب عليها، ونحن نتذكر حادثة برجي التجارة في أميركا 11 سبتمبر 2001، فالإرهاب أصبح الآن يجوب كل أنحاء العالم شرقه وغربه جنوبه وشماله». ... المزيد
مشاركة :