توقف الشاب بدر الذي لم يتعد العقد الثالث من عمره عن تناول الهيروين قبل ثلاثة أعوام. ويستذكر قصته قائلا : كان سبب إقلاعي عن الإدمان موقف يستحيل نسيانه، ففي إحدى الليالي حينما حان موعد الجرعة ولم أجد ثمنها تسللت إلى غرفة والدتي وسرقت مصوغاتها. ويضيف: المفارقة المؤلمة أن اخي كان يستعد للزواج في تلك الأيام وحينما تم اكتشاف السرقة توجهت الأنظار صوبه ووجهت أصابع الاتهام إليه وأصبح موقفه في غاية الحرج أمام أفراد العائلة إلى حد أن حالته الصحية بدأت تسوء، وما زاد موقفه حرجا أنه لم يكن في المنزل في الليلة التي اختفى فيها الذهب سوى شخصين أنا وهو، ولأنني كنت الابن المدلل لوالدي وكانا يؤثرانني عليه فلم تحم حولي الشكوك وألقوا شكوكهم عليه. كان كثيرا ما يوجه نظراته نحوي صامتا وكأنه يسألني لماذا فعلت ذلك؟ إلى أن كان يوم رأيت دموع والدتي تنهمر بغزارة ونظرات الحزن تملأ وجهها فلما سألتها عن سبب بكائها، قالت وهي تجفف عبراتها : تمنيت أن أموت قبل أن أشهد اليوم الذي ارى فيه فلذة كبدي يسرقني، فقطعت كلماتها قلبي، وهزت مشاعري إلى حد أنني لم أذق ليلتها طعم النوم. وأذكر أن ضميري استيقظ منذ ذلك اليوم، حتى بت أصيح وأنا أتمزق من فرط الندم، ولم أستطع أن اتحمل الكوابيس التي تطاردني في صحوي ومنامي، ولا عذاب ضميري الذي لم يكف لحظة عن لومي وتقريعي منذ أن شاهدت دموع أمي، وفي ضحى يوم شعرت وكأن الله قد استجاب دعائي بالهداية، صليت وأكثرت من الاستغفار وذهبت إلى أمي باكيا نادما وقررت الاعتراف لها وطلب العفو منها واعتذرت لأخي فأشفقوا علي وقدروا الظروف العصيبة التي كنت أمر بها، فشجعوني على الذهاب إلى المستشفى ووقفوا بجانبي، حتى أن أخي نسي العتاب واللوم وفعل كل ما استطاع فعله من أجلي، والحمد لله أقلعت عن الإدمان وتماثلت للشفاء، وعدت إلى الاتجاه الصحيح. إنني أحث الشباب على أن يتمسكوا بدينهم، ويحافظوا على أنفسهم، ويبتعدوا عن رفاق السوء ويدركوا أن السعادة الحقيقية هي في رضى الله سبحانه.
مشاركة :