تختزل عبارة "درعية واحدة، وأحداث مُتعددة تستحق أن تُروى" ذلك الإرث الهائل، والتاريخ المتراكم، والثقافة العريقة للدرعية والقصص البطولية لرجالها ونسائها لقرابة 300 عام منذ تأسيس الدولة السعودية، بل قبل ذلك بمئات السنين منذ تأسّست "دولة المدينة" على يد الأمير مانع بن ربيعة المريدي عام 850هـ/ 1446م، الجد الثالث عشر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله-. قصص وروايات بداية رحلة الدرعية كدولة مدينة، وقصة تأسيس الدولة السعودية الأولى، قصص أبطالها النوعيّة، والأحداث التحوّلية المميّزة والمواقع التي شهدت تلك المحطات، تستحق أن يعرفها النشء ويُسهموا بروحهم الشغوفة في نقلها وروايتها؛ فخرًا بما حملته من تضحياتٍ كبيرة، وقيمٍ نبيلة، أسهمت في أن نصل إلى ما نحن فيه، وتخليدًا لجهود أبطال هذه القصص، تعاقبت بعدهم الأجيال لتُكمل المسير وفق رؤيةٍ طموحةٍ وعزمٍ متّقد. التاريخ الشفوي.. وتنوّع الأحداث والتاريخ لعل الحديث عن الأجيال ودور رجالها ونسائها في بناء لبنات هذا التراث الضارب في أعماق التاريخ، يتوافق مع مبادرة "راوي الدرعية" التي تسلّط بدورها الضوء على الأبطال والأحداث والمواقع والوقائع، وتسرد بموضوعيةٍ وتشويقٍ جملةً من القصص التي أسهمت في تشييد هذا التاريخ المشرّف، بهدف التوعية بالثقافة والتراث السعودي، وتوظيف التاريخ الشفوي عبر إبراز هذه القصص حول الدرعية والدولة السعودية، وترسيخ التراث والحضارة في وعي النشء، إلى جانب تقديم جيلٍ من الرواة الشباب والشابات، بما يخدم إرث الدرعية وتاريخها، ويواكب أهداف رؤية المملكة 2030، في ظل ما تتّسم به المنطقة من تنوّعٍ في الأحداث التاريخية، وثراء قصصها بقيم الإنسان وأصالة ثقافته. إتقان السرد القصصي تهدف مسابقة "راوي الدرعية" إلى تطوير قدرات الطلاب والطالبات من مختلف أنحاء المملكة على إتقان أسلوب السرد القصصي عبر عددٍ من القصص الثقافية والتاريخية المرتبطة بتاريخ الدرعية والأحداث التحوّلية التي مرّت بها المنطقة، مما يُسهم في ترسيخ المبادئ والقيم الوطنية وتعزيز الولاء وغرس الاعتزاز بهذا الإرث العريق في نفوس النشء، لا سيما أن الدرعية هي مهد انطلاق الدولة السعودية، حيث تضم في طيّات قصصها أسماء شخصياتٍ وطنية وأحداثًا بطولية ومواقف تاريخية، تحت إشراف ومتابعة مختصين من هيئة تطوير بوابة الدرعية، بالشراكة مع وزارة التعليم. الرواة والأحداث، و"يوم التأسيس" خلال تلك الفترة، قبل وخلال وبعد تأسيس الدولة السعودية على يد الإمام محمد بن سعود، عام 1727م، الموافق لعام 1139هـ، بَرَزَت مجموعةٌ من قصص الأشخاص، وروايات المكان، والعديد من الحكايات التي تستحق أن نستذكر تفاصيلها، إذ تُسهم المبادرة بدورها في بعث الفخر في النفوس من خلال إبراز هذه القصص التي حدّدت تكويننا كسعوديين، وبَنَت من خلالها هويّتنا التي شكّلت دولةً بأيدي أبنائها؛ ليتجذّر هذا الشعور في قلوب وأذهان الأجيال المقبلة. وعبر "راوي الدرعية"، تُبرز هيئة تطوير بوابة الدرعية قيم المجتمع ومواقف الأبطال وقصص التحوّل، كما تُمكّن الجيل الناشئ من أن يكون جزءًا من روايتها عبر أحداثها المختلفة وبالشراكة مع عددٍ من الجهات. النسخة الثانية.. نجاح يتوالى تأتي مسابقة "راوي الدرعية" في نسختها الثانية، بعد النجاح الذي حقّقته النسخة الأولى التي تم إطلاقها أواخر عام 2020م، إذ قُدّر عدد المسجلين في النسخة الأولى بنحو ربع مليون طالبٍ وطالبة، تجاوزت مشاركاتهم 12,000 مشاركة، تأهّل منهم 100 طالبٍ وطالبة للمرحلة النهائية، وتُوّج من بينهم 12 طالبًا وطالبةً من مختلف مناطق المملكة. كما تأتي هذه النسخة امتدادًا لسابقتها؛ بمشاركة أكثر من 180 ألف طالبٍ وطالبة من 6825 مدرسةً مشاركةً من مختلف أنحاء المملكة، إضافةً إلى المعلمين والمشرفين الذين حظوا بجوائز مستحدثة في هذه النسخة، فيما حصل الفائزون والفائزات بلقب "راوي الدرعية" في النسخة الثانية على 12 سيارة مقدمة من شركة "إكسيد للسيارات".
مشاركة :