أصل فشلنا الكروي

  • 4/10/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يتعرّض مجلس ادارة الاتحاد البحريني لكرة القدم لانتقادات لاذعة منذ انتخابه إلى الآن، ولا غرابة في ذلك؛ لأنه قضى ثلاثة أعوام تستحق فعلاً لقب سنوات الإخفاق، لكنّ الغرابة تكمن في عدم تعرض الأندية لأيّة انتقادات خلال تلك السنوات، وإن حدث فإنه كان نقدا عابرا يمشي على استحياء، رغم أن المتفحص يعرف أن الأندية هي منبع الإخفاق، ومنبته، وأساسه وصُلبه، إذ أن اتحاد الكرة ليس سوى واحد من مخرجات الأندية، ولا يقل جودة عن بقية مخرجاتها في واقع الحال! طوال سنوات الإخفاق، انشغل معظم قادة الرأي العام وصنّاعه من النقّاد والكتّاب في تفريغ شحنات غضبهم على اتحاد الكرة، ونسوا في الكثير من الأحيان وجود 19 ناديا تُمارَس فيه كرة القدم، فنْسي الرأي العام -بنسيانهم- وجود تلك الأندية، التي لو كنت أحد المسؤولين فيها لسرّني الوضع، وتمنيتُ أن يستمر إلى أبد الآبدين، فأنا لا أقوم بعمل حقيقي، ولا أضيف شيئا للعبة، وربما استخدمت موقعي لتحقيق مآربي الخاصة ومصالحي الشخصية، دون وازع ولا رادع، لأنني بمأمن كامل عن أي شكل من أشكال النقد، إذ أن معظم صنّاع الرأي العام مشغولون بنقد اتحاد الكرة، الذي بات بؤرة جاذبة لأفكارهم، وهدفا مغريا تستهويه سهامهم. وبالمناسبة، إن هذا التوجه في ممارسة النقد أثار ولايزال، الشكوك حول آفاق واتجاهات العديد من قادة الرأي العام، وبما أننا لسنا بمعرض الحديث عن ذلك، إذا فلنتطرق إلى طبيعة الاعتقاد السائد أن الأندية غير راضية عن أداء اتحاد الكرة، وانها تعتبره عائقا في مسيرة تطورها، هل تؤمنون فعلاً بطبيعة ذلك الاعتقاد والقالب المطروح فيه؟ أراه في تصوّري حقا أريد به باطل، الحق أن اتحاد الكرة مُحاصر بالإخفاقات من كل جانب، والباطل هو مراد العديد من إدارات الأندية بتذمرها الشديد منه، وتحميله الإخفاق بالكامل، لأنها في حقيقة الأمر تريد أن تكون خارج دائرة المحاسبة، وبمنأى عن الانتقادات. أعتقد أن الأمر يسير كالتالي: تحرص معظم إدارات الأندية كلّ الحرص على انتخاب اتحاد محدود الفكر والإمكانيات، وثمّ تعمل على عرقلة مسيرته من أجل إفشاله، والتأكد من خيبته، لأن ذلك يعني أنها -أي الأندية- ستظل بمنأى عن الانتقاد، وخارج دائرة المحاسبة، لأنه في حال أُنتخِب اتحاد كفؤ، وكُتب له النجاح، سيسقط الستار، وسيتكشف للرأي العام المصدر الحقيقي للفشل، وسيطال النقد اللاذع كل مقصّر في الأندية، وذلك ما لم أكن لأتمنى حدوثه لو كنت مسؤولا في أحدها، بل كنت سأبذل قصارى جهدي للحيلولة دون وقوعه. لسنا نحن من يشير على النقّاد بما يجب أن يكتبوه، ولا على القيادة الرياضية بما يجب أن تفعله، يكفي رجاؤنا إليهم بالقيام بالصواب من أجل الشباب البحريني المحروم من كرة قدم تتناسب مع تطلعاته.. وسيكون لقرائنا الأعزاء لقاء مع هذا العمود يوم الأحد من كل أسبوع بمشيئة المولى.

مشاركة :