"فضائلنا وعيوبنا لا ينفصلان.. مثل القوة والضعف.. إذا انفصلا لا يصبح الإنسان إنساناً".. مقولة "نيكولا تيسلا" أحد أعظم المخترعين والعلماء على مر العصور.. ولد نيكولا تيسلا في م لأب وأم صربيين قي قرية سميلجان الإمبراطورية النمساوية في منطقة تابعة لكرواتيا حالياً.. كان تيسلا الرابع بين إخوته.. لأب كاهن بالكنيسة الأورثوذوكسية.. وأم لا تتقن القراءة ولكن تحفظ القصائد الملحمية الصربية.. ولد أثناء عاصفة رعدية عنيفة كما تقول أسرته.. وقالت القابلة.. إن ولادته نذير شؤم.. وإن الطفل سيكون في الظلام.. لكن والدته ردت قائلة: لا، إنه سيكون من الضوء..! درس تيسلا الهندسة الكهربائية وبدأ حياته كمهندس كهرباء في بودابست ثم إنضم إلى شركة "توماس أديسون" في باريس م.. واخترع الملف الكهربائي وعمره عاماً.. براءات اختراع تيسلا وأعماله النظرية هي التي وضعت الأسس للطاقة الكهربائية ذات التيار المتناوب بالإضافة إلى اختراعه المحرك الكهربائي الذي يعمل على التيار المتناوب.. وقد ساعدت هذه الاختراعات البشر على النهوض بالثورة الصناعية الثانية..! كان حلم طفولته الذهاب إلى أميركا لتسخير الطاقة من شلالات نياغرا حيث قدم طلباً للعمل مع توماس أديسون في نيويورك وتم قبوله.. ومن ثم قام بالانتقال إلى نيويورك عام ومعه رسالة توصية من "ريتشارد باشلر" كتب فيها لأديسون "أعرف اثنين من الرجال العظماء أنت واحد منهم والآخر هو هذا الشاب"، ومنذ ذلك ظل في أميركا لمدة عاماً حتى وافته المنية م.. عمل مع أديسون في مختبره الخاص ثم بعد ذلك انفصل عنه وأنشأ مختبراً خاصاً له وحصل بينه وبين أديسون مساجلات كلامية عندما وعده أديسون بمبلغ مالي كبير خمسين ألف دولار إن هو أعاد تصميم المولدات غير الفعالة لتصبح جيدة واقتصادية أكثر.. ولكن أديسون لم يقدم المكافأة له بسبب عدم وجود سيولة مادية كافية لدى العبقري أديسون.. وفي ظل أن شركة أديسون عرف عنها انخفاض أجور العاملين بها وادعى أديسون أنه كان يمزح فقط وقال لتسلا "يبدو أنك لا تفهم حس الدعابة الأميركي" وزاد أجره دولارات ليصبح راتبه الأسبوعي دولاراً لكنه رفض وقدم استقالته..! ورغم الخلاف بين تيسلا وأديسون إلا أن العبقري أديسون أقنع القوى الكهربائية ورجال الأعمال بكفاءة ابتكار تيسلا للتيار المتناوب واستخدم هذا التيار في جميع أنحاء العالم.. ومن أعمال تيسلا بناؤه لمحطة التوليد الكهربائية على شلالات نياغرا..! نال الجنسية الأميركية.. وتكرست شهرته كمخترع ومهندس ميكانيكي وكهربائي.. وعُرف بسبب مساهماته الثورية في مجال الطاقة الكهرومغناطيسية في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين..! أطلقت على تيسلا عدة تسميات منها "أبو الفيزياء" والرجل الذي اخترع القرن العشرين.. وبعد أن أعلن تيسلا عن أعماله في مجال الاتصالات اللاسلكية واختراعه للراديو المذياع وانتصاره في حرب التيارات حصل على احترام كبير كأعظم مهندس كهربائي أميركي.. ساهم آيضاً في تقدم الربوتيكس "الإنسان الآلي" والتحكم عن بعد والردار وحتى علوم الكمبيوتر والتمدد البالستي والفيزياء النووية والنظرية.. وكان هناك خلاف عظيم حول من اخترع المذياع فيما بين دي فورست ونيكولا تيسلا إلى أن صدقت المحكمة العليا في أميركا عام على أن تيسلا هو مخترع المذياع.. الباحثون المعاصرون لتيسلا اتفقوا دولياً على تسمية وحدة كثافة الفيض المغناطيسي بالتسلا.. تمجيداً لعبقريته..! يوجد له متحف في بلغراد.. وركن في نيويورك.. التي أمضى حياته بها.. منها آخر عقدين في فندق نيويورك وفي غرفتين فقط.. لم يتزوج ولم يكن لديه المال رغم شهرته وعظمة اختراعاته! من أقواله "لا يمثل المال القيمة التي يعول الإنسان عليها.. فجميع أموالي استثمرتها باختراعات جديدة تمكن البشرية من الحصول على حياة أسهل"، "السلوك غير الاجتماعي هو أحد سمات الذكاء في عالم مليء بالمقلدين"، "لو كان بالإمكان تحويل الكره إلى كهرباء لأضأنا العالم بأسره"..!!