الدائرة الثالثة... كويت مصغّرة

  • 4/4/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تكتسب الدائرة الانتخابية الثالثة، المسماة بـ «كويت مصغرة» خصوصية كبيرة بين الدوائر الانتخابية الخمس، خاصة أنها تحمل الفكر الشبابي وصوت النساء، وتضم جميع التيارات السياسية والطوائف الدينية، ودائماً ما تكون مخرجاتها متنوعة تبعاً لفكر ناخبيها، فمن بين نوابها رجال ونساء وأكاديميون وقانونيون ونواب مخضرمون وشباب. وتعتبر «الثالثة» الدائرة الوحيدة التي لم يغب عنها صوت النساء كنائبة، حيث في كل انتخابات غالبا ما تكون هناك امرأة منها بالمجلس، وفي الدورتين الأخيرتين تسيدت الموقف د. جنان بوشهري، التي تنافس بقوة على أحد المقاعد العشرة بالدائرة في «أمة 2024». يبلغ عدد الناخبين في الدائرة الثالثة 143693 ناخباً، بينهم 68991 من الذكور، بينما يبلغ عدد الناخبات 74702 ناخبة، وتأتي في المرتبة الثالثة من حيث عدد الناخبين بعد الدائرتين الأولى والثانية، ويبلغ عدد مرشحي الدائرة 32 مرشحاً، بينهم 8 نساء، وبذا هي الدائرة الأكبر من حيث المرشحات النساء. شرّعت مراكز الاقتراع في اللجان التابعة للدائرة الثالثة أبوابها أمام الناخبين والناخبات البالغ عددهم 143693 ناخبا وناخبة، الراغبين في الإدلاء بأصواتهم الساعة عند الثانية عشرة من ظهر اليوم، في ثاني انتخابات تُجرى خلال شهر رمضان المبارك، بعد مرور أكثر من 10 سنوات على انتخابات 2013. الدائرة الثالثة المعروف عنها بأنها دائرة الفكر و»كويت مصغرة»، والتي في الغالب يذهب الصوت إلى صاحب الفكر المقنع والرؤى الجديدة، بدأ توافد الناخبين فيها قبل فتح باب الاقتراع، ويتوزعون على 135 لجنة في 22 مدرسة، وكان الإقبال جيدا مع بداية فتح أبواب لجان الاقتراع، ووصف المشهد في عدد من لجان «الثالثة» بالهادئ نسبيا، وكان لافتا وجود عدد من المرشحين ومناديبهم داخل المدارس لاستقبال الناخبين والترحيب بهم، وحثّهم على المشاركة والتأكيد عليهم بـ «لا تنسونا وهالله هاللتكم فينا». ومع إقبال متواضع في منطقة الجابرية بمدرسة محمد عبدالله الوهيب للإناث، أشاد المستشار خالد العسعوسي بسير العملية الانتخابية وسلاستها، مشيرا الى أن اختلاف التوقيت لم يؤثر على عملية التصويت، ومتوقعا زيادة الإقبال عقب المغرب في فترة الإفطار. ومن أمام «ثانوية عبدالله العتيبي للبنين»، بمنطقة الخالدية، بدأ إقبال الناخبين في الدقائق الأولى من فتح باب الاقتراع ضعيفا، مع توقّعات بارتفاع حجم المشاركة مع مرور الوقت. أما في منطقة العديلية، فقد سارت الأجواء الانتخابية خلال فترة النهار بهدوء وسلاسة، نتيجة التنظيم والمسارات المنصوبة خارج مدخل مركزَي الاقتراع الرجالي والنسائي، التي توصل إلى موقع التصويت. الساعات الأولى وأدى ارتفاع درجة الحرارة دورا في تراجُع أعداد الناخبين خلال الساعات الأولى من فتح أبواب الاقتراع، مما حول مداخل ومخارج مراكز الاقتراع إلى حركة يسودها الهدوء والإقبال المتواضع وتوافد خجول من قبل الناخبين. وكان لافتا تأثير قرار البلدية بمنع خيام المرشحين من أمام مراكز الاقتراع الذي ساهم بشكل كبير في منع التجمعات والحشود، الأمر الذي ساهم في خفض درجة الحماس والتوتر الانتخابي المنخفض أصلا بسبب شهر رمضان. وشهدت اللجان الانتخابية في مدرسة ثانوية أبرق خيطان «ذكور»، التي تضم 3573 ناخباً موزعين على 4 لجان انتخابية إقبالا جيدا، إذ بلغ متوسط عدد الناخبين في كل لجنة نحو 30 صوتا بعد أقل من ساعة من فتح باب الاقتراع، ليصل إجمالي عدد المقترعين إلى 120 ناخبا. وهو نفس العدد تقريبا بالنسبة للجنة الإناث في مدرسة أبرق خيطان المتوسطة للبنات، التي تضم 3882 ناخبة موزعين على 4 لجان أيضا. كما شهدت اللجان الأربع في مدرسة سالم الحسينان المتوسطة للبنين بمنطقة الخالدية إقبالا هادئا خلال الساعات الأولى من فتح باب الاقتراع، وقد بلغ عدد الناخبات اللاتي أدلين بأصواتهن في اللجنة الأصلية واللجان الفرعية بالمدرسة حتى الساعة الواحدة والنصف ظهرا نحو 250 مواطنة، وفق إفادة رؤسائها، وسط ترجيحات بارتفاع أعداد الناخبين خلال الفترة المسائية. وضع مختلف واختلف الوضع في مدرسة خباب بن الأرت في منطقة الجابرية (ذكور)، حيث شهدت حضورا واقبالا وصف بالجيد جدا من قبل الناخبين من مختلف الأعمار، ولاسيما كبار السن وذوي الإعاقة. وقال رئيس اللجنة الأصلية في المدرسة، عبدالله عثمان، اليوم، إن الاقبال جيد (حتى الآن)، حيث بلغ عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم خلال الساعات الأولى نحو 10 بالمئة من إجمالي عدد الناخبين، بمعدل 110 أصوات من أصل 964 صوتا. وأشاد بسير العملية الانتخابية، حيث لم يتم رصد أي مخالفات أو معوقات، آملًا أن يزداد الإقبال في الفترة المسائية. أما بالنسبة إلى لجان ثانوية احمد مشاري العدواني بمنطقة العديلية فقط، كان الإقبال جيدا وسط حضور لافت لفئة كبار السن، حيث بلغت نسبة المشاركة 14 بالمئة حتى الساعة 2:30 بعد فتح مراكز الاقتراع عن الساعة 12 ظهرا. وقال رئيس اللجنة الرئيسية، وكيل النيابة سلمان النصف، إن الإقبال كان جيدا مع بداية فتح الأبواب، وهناك تزايد في أعداد الناخبين الراغبين في الإدلاء بأصواتهم، وهذا إن دل على شيء، فإنه يدل على وعي المواطنين الكويتيين وحرصهم على ممارسة حقهم في العملية الديموقراطية. بدوره، ذكر رئيس اللجنة الفرعية، وكيل النيابة طلال العبدالرزاق، إن عدد من صوتوا حتى الساعة بلغ 158 من أصل 1100، وهو عدد لا بأس به اذا ما لاحظنا أننا في شهر رمضان، لافتا الى أنه من المتوقع تزايد الأعداد بعد صلاة العصر. من جانبه، قال وكيل النيابة رئيس اللجنة الفرعية 28 بمدرسة أحمد مشاري العدواني إن عدد الناخبين في هذه اللجنة يبلغ 940، صوّت منه حتى الساعة 2:30 حوالي 150 ناخبا. العيسى: نأمل حسن الاختيار قال وزير التربية الأسبق، د. بدر العيسى إن كل الانتخابات النيابية مهمة، واليوم نرى الإقبال على لجان الاقتراع، رغم أن اليوم الانتخابي في بدايته. وأضاف العيسى أثناء إدلائه بصوته في اللجنة رقم 11 بثانوية عبدالله الجابر بمنطقة الروضة: مع الأسف شهدنا في هذه الانتخابات وخلال فترة الحملات الانتخابية هجوما كبيرا وغير مبرر على وزير الداخلية، ونأمل أن تسفر هذه الانتخابات عن وجود نواب يعملون لمصلحة البلد وتطويره والنهوض به. ضبط سمسار لشراء الأصوات تداولت أوساط ضبط الفرق الميدانية بوزارة الداخلية، الخاصة بمكافحة شراء الأصوات، سمسارا لشراء الأصوات في الدائرة الثالثة، أمام إحدى المدارس، حيث ضبطت معه كشوفا وأوراقا تستهدف ناخبين لشراء أصواتهم، وتمت إحالته إلى الجهات القانونية المختصة. لقطات • حرصت مجاميع من الشباب المتطوعين على المساهمة في تنظيم دخول الناخبين ومساعدة كبار السن وذوي الإعاقة في الوصول الى لجانهم والإدلاء بأصواتهم. • كان لافتا وجود فرق الطوارئ الطبية وسيارة الإسعاف عند كل لجان الانتخابات، وذلك تحسبا لأي طارئ ومساعدة من يحتاج إلى المساعدة، لاسيما مع أجواء الصيام وحرارة الصيف التي تزامنت مع الانتخابات. • كان للحضور الأمني وحسن التنظيم ورقيّ تعامل رجال الأمن مع الناخبين وتسهيل أمورهم في الدخول والخروج من مراكز الاقتراع أثر كبير في سلاسة وحسن سير العملية الانتخابية. • زار وفد من منظمات دولية يرافقه فريق من جمعية الشفافية الكويتية، إحدى اللجان، بحضور عضو الجمعية ارشيد الرشيدي، حيث اطّلع الوفد على آلية التصويت وكيفية دخول الناخبين الى لجان التصويت والحرية المطلقة التي تمنح لهم للإدلاء بأصواتهم بكل سرية وأريحية. الصالح لـ الجريدة.: اختيار الأكفاء المتسامين على خلافاتهم الشخصية... فمصلحة الكويت فوق كل اعتبار اعتبر غير المؤمنين بالعمل الديموقراطي «مستكثرين على الكويتيين حقهم بتقرير مصيرهم» تزامناً مع الساعات الأولى لانطلاق عملية الاقتراع في الدائرة الثالثة، كان الوزير الأسبق أنس الصالح في طليعة الناخبين المشاركين في العملية الانتخابية، حيث أدلى بصوته في أحد مراكز الاقتراع، امتثالاً لنداء الوطن بضرورة المشاركة بهدف إنجاح العرس الانتخابي «أمة 2024». وفي تصريح لـ «الجريدة»، ناشد الصالح المواطنين رجالاً ونساء ضرورة الاتجاه إلى مراكز الاقتراع والتأكيد على المشاركة الفاعلة بهذا اليوم الانتخابي والديموقراطي، مطالباً المواطنين باختيار الأشخاص الأكفاء من نواب الأمة الذين يبتعدون عن الخلافات الشخصية ويتسامون عن هذه الخلافات ويضعون مصلحة الكويت في مقدمة أولوياتهم وفوق كل اعتبار. واعتبر أن المشاركة الفعالة وحسن الاختيار في الانتخابات «أبسط دور نقوم به تجاه بلدنا الحبيبة الكويت من خلال المشاركة الإيجابية وتقرير مصيرنا»، مشدداً على أهمية عدم إعطاء الفرصة لغير المؤمنين بالعمل الديموقراطي في أن ينجحوا، معتبراً إياهم «مستكثرين على الكويتيين حقهم في تقرير مصيرهم». وقال «لا نملك إلا أن نتفاءل، وعلينا المشاركة في هذه الانتخابات وممارسة دورنا وبالتالي متى ما أحسنا الاختيار ووضعنا الاشخاص الذين نعتقد انهم يغلبون مصلحة البلد على المصالح الشخصية، فإننا بإذن الله سنوفق وسنساهم في نهضة ورفعة بلدنا الكويت».

مشاركة :