أشار خبير إستراتيجي أمريكي مخضرم في مجال الاستثمار إلى أن الاقتصاد الصيني يشهد موسم الربيع مع ظهور البراعم الخضراء واكتساب الانتعاش الاقتصادي زخما. وقال بريندان أهيرن، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة ((كرين فاندز أدفايرز إل إل سي)) لإدارة الأصول ومقرها الولايات المتحدة، وهي شركة متخصصة في إدارة الاستثمارات تركز على الصين والمناخ وغيرها من الأصول غير المترابطة، إن مؤشر مديري المشتريات لقطاع الصناعات التحويلية الرسمي في الصين لشهر مارس تجاوز التوقعات بشكل كبير، و"هذا يدل على أنه في أعقاب العام الصيني الجديد ستشهدون هذا التسارع وهو يحدث في الاقتصاد الصيني". وصرح أهيرن لوكالة أنباء ((شينخوا)) يوم الاثنين بأن هذا مؤشر قوي للغاية على أن السياسات التي تنتهجها الحكومة الصينية للمساعدة في تحفيز الاقتصاد تنفذ إلى داخل الاقتصاد الحقيقي، كما أنه مؤشر جيد لكل من الاقتصاد الصيني والاقتصاد العالمي. وقال أهيرن إن الأرقام القوية لمبيعات السيارات في الصين خلال مارس، وخاصة السيارات الكهربائية، تُبين "أن المستهلك في الصين يعود، فضلا عن التأثير الإيجابي للدعم السياساتي". وفي معرض إشارته إلى أن مؤشر مديري المشتريات لقطاع الصناعات التحويلية في الصين تجاوز جميع توقعات 21 خبيرا اقتصاديا قدموا تقديراتهم إلى ((بلومبرغ))، ذكر أهيرن "في بعض الأحيان قد يكون هناك تشاؤم متأخر. وأنا أعتقد أنه لا شيء يمكنه أن يغير تصورات الناس أكثر من البيانات. البيانات لا تكذب. وهنا تعطينا البيانات إشارة قوية جدا". وقال الخبير الإستراتيجي إن التحسن يُظهر أن الصين تخرج من تأثيرات كوفيد، حيث يستمر اقتصادها في اكتساب الزخم وتبني ثقة المستهلك بمرور الوقت. وذكر أن الانتعاش الاقتصادي سيستمر في اكتساب الزخم، ولا سيما نتيجة "الدورتين" السنويتين اللتين دار فيهما الكثير من الحديث بشأن مواصلة الدعم السياساتي واحتمالية مواصلة خفض أسعار الفائدة. وأشار أهيرن إلى أن الحكومة الصينية اتبعت نهجا حصيفا وصبورا حيث تعلمت بذكاء من الحكومات الغربية، التي أنفقت الكثير من الأموال سعيا لتحفيز الاقتصاد، ما أدى إلى ارتفاع التضخم وتفاقم مشكلات الديون بالنسبة لبعضها. وذكر أهيرن أن أرباح الشركات الصينية بلغت أدنى مستوياتها ثم أخذت تستقر وتتحسن في العام الماضي وبدأ الاقتصاد الأساسي يُظهر بعض التسارع، مع إقبال المزيد من المستهلكين على تناول الطعام في المطاعم والإكثار من السفر محليا ودوليا. وقال أهيرن لـ((شينخوا)) "لذلك نحن نرى أن هذه، نوعا ما، براعم خضراء...لقد بدأ موسم الربيع ونرى هذا الربيع من حيث الاقتصاد الصيني". وأضاف أن "العشب لن يستمر في النمو إلا بعد هذا الشتاء الطويل ونحن نرى بالفعل ذوبانا للجليد من حيث تحسن الاقتصاد الصيني". وذكر أهيرن إنه مع عودة المستهلكين في الصين، سيتوسع الاستهلاك إلى ما هو أبعد من "المحركين الأوائل" مثل المطاعم ووكالات السفر ليمتد إلى مبيعات التجزئة التقليدية مثل الأجهزة المنزلية، مضيفا أن مبيعات السيارات كانت قوية جدا. ولفت الخبير المتخصص في مجال الاستثمار إلى أنه بالإضافة إلى ذلك، فإن التحديث المستمر في قطاع التصنيع الصيني فضلا عن زيادة الاكتفاء الذاتي في العديد من التكنولوجيات يعد بمثابة رياح خلفية مؤاتية أخرى للاقتصاد الصيني. وقال "أعتقد أن اقتصاد الصين يمضي قدما وصعودا ولن يستمر إلا في التحسن". كما حث أهيرن المستثمرين على النظر إلى ما وراء معدل النمو الاقتصادي للصين ومتابعة قيمة النمو الاقتصادي للصين، التي لم تكن من قبل أعلى مما هي عليه اليوم.■
مشاركة :