اقتنص الأهلي ثلاث نقاط غالية، بعد تخطيه عقبة الجزيرة بهدفين مقابل هدف مساء أمس، ليصل «الفرسان» إلى 56 نقطة، جعلته يحافظ على القمة في السابق الثنائي مع العين على الدرع، وتجمد رصيد «فخر أبوظبي» عند 28 نقطة. فارق الإمكانيات مال إلى حد ما لمصلحة الأهلي، رغم اعتماده على سو وحيداً في المقدمة، والذي نجح في إحراز هدف السبق، بعد ربع ساعة على صافرة البداية، لكن هذا الأمر لا يعني غياب الجزيرة على الصعيد الهجومي، إذ بحث عن الثغرات التي تتيح له تهديد المرمى، عبر الاعتماد على مبخوت مهاجماً وحيداً، والذي بذل جهداً مضاعفاً، في ظل عدم نضج عمليات البناء في وسط الملعب. ويبدو أن القدرات الهجومية الطيبة التي أظهرها الجزيرة مع مرور الوقت، ورغم تأخره بهدف أدت إلى إغراء مدربه تين كات بإجراء تغييره الأول في وقت مبكر، عندما قرر الدفع بجونز بدلاً من سالم علي، سعياً إلى اللعب بمهاجمين، لكن التبديل يعد مغامرة فنية، لأن أداء الفريقين غلفته الالتحامات الشديدة التي أدت إلى حصول يعقوب ويونج على إنذارين، أي أنهما مهددين بالطرد في أي لحظة، وهذا ما حدث فعلاً عندما خرج الأخير بالبطاقة الحمراء، إثر تدخله العنيف على إسماعيل الحمادي، ومن هنا، فإن تين كات أصبح مطالباً بـ «لملمة» خيوط الجزيرة من جديد، بغية تجاوز تداعيات النقص العددي الذي طرأ على الصفوف، خاصة بعدما سعى الأهلي لاستغلال الموقف من خلال الانتشار السريع في منتصف ملعب الجزيرة، فيما تبقى من عمر الشوط الأول الذي شهد خروج سالمين خميس بالبطاقة الحمراء. وفي الشوط الثاني، ورغم معاناة الفريقين من النقص العددي، إلا أن الأهلي ظل هو الأفضل بفضل قدرات لاعبيه، في حين أن الجزيرة لم يظهر بالصورة الفنية العنيدة الموازية لحضور منافسه، باستثناء علي مبخوت الذي غرد وحيداً خارج السرب، بسبب روحه القتالية العالية، وسعيه الدائم إلى تحسين هجوم الفريق، في حين أن التبديل الذي أجراه مدرب الجزيرة بإشراك سعيد حزام بدلاً من ربيع هو محاول منه لتصحيح رؤيته الفنية الخاطئة في الشوط الأول، عندما أشرك جونز في وقت مبكر للغاية، وبعدما سعى للهجوم أصبح يتطلع إلى الدفاع في مطلع الشوط الثاني، أما دخول صنقور في الأهلي فهدفه ضبط دفاع الفريق، عقب خروج سالمين بالبطاقة الحمراء، ومن هنا فإن أفضلية الأهلي أسفرت عن هدف التعزيز بإمضاء الكوري كيونج. ولأن الجزيرة لم يعد هناك ما يخسره إثر تأخره بهدفين، فقد اندفع لاعبوه بطريقة شبه ارتجالية في محاولة لتصويب الوضع ومعالجة الأخطاء التي شابت أدائهم في الجانبين الدفاعي والهجومي، إذ أظهر الفريق قدرة على الامتداد نحو مرمى الأهلي، لينجح في الحصول على ركلة جزاء، جاء منها هدفه الأول بتوقيع علي مبخوت، ولكن الأهلي عمد إلى رفع شعار أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم، ومن هنا فإن البديل أحمد خليل رجح كفة فريقه من خلال إزعاجه الدائم لدفاع الجزيرة في محاولة لإجبار لاعبي الأجنحة إلى جانب الظهيرين على التراجع، لكن هذا الأمر لم يحول دون حماس الجزيرة في آخر 20 دقيقة من المباراة، إذ ظل ينتهز الفرصة المناسبة للانقضاض على المرمى، وإيجاد الثغرات المناسبة لإحراز هدف التعادل، والذي ظل بعيد المنال، نظراً للحضور الدفاعي المحكم الذي ظهر عليه الأهلي، حيث نجح في «تكبيل» تحركات مبخوت وجونز حتى نهاية المباراة التي صبت في مصلحة الأهلي بهدفين لهدف. وبرز في صفوف الأهلي خميس إسماعيل وحبيب الفردان وريبيرو، حيث شكل الثلاثي فارقاً كبيراً في حضورهما بمنتصف الميدان، أما الجزيرة، فقد كان علي مبخوت الأفضل أعقبه خلفان مبارك، ثم فارس جمعة الذي قدم أداءً تصاعدياً في المباراة، والتي رفع الأهلي رصيده على إثرها إلى 56 نقطة في صدارة الترتيب، فيما تجمد رصيد الجزيرة عند 28 نقطة.
مشاركة :