بمجرد ذكر اسم "طارق لطفي" سرعان ما يأتي في أذهاننا أسماء الشخصيات التي قدمها طوال مشواره الفني والتي أصبحت متعلقة في الذاكرة حتى الآن، نظرًا لتمكنه من تجسيد الشخصيات المركبة بعبقرية، فهو خالد الشرير بمسلسل سارة، والسويفي في أزمة شرف، جدعون بجبل الحلال، رمزي بالقاهرة كابول، الشيطان خلدون بجزيرة غمام ليضم لهذه القائمة شخصية خضر فتيحه بالعتاولة، ولمع طارق لطفي وسط كل هذه المنافسات بين عمالقة النجوم،و أصبح حديث السوشيال الميديا منذ عرض الحلقات الأولى، ونال إشادات واسعة من الجمهور وكبار النقاد نظرًا لتمكنه من التحكم في كل مفاتيح هذه الشخصية، وكانت مشاهده ذات طابع خاص ينتظرها الجمهور من حلقة لأخرى وبخاصة المشاهد التي جمعته بـ أحمد السقا وباسم سمرة،و التي كانت بمثابة مباراة تمثيلية رائعة! العتاولة يقدم طارق لطفي بدم جديد لأول مرة يطل علينا طارق لطفي في نوعية الدراما الشعبية الممزوجة بالأكشن، حيث قدم لنا خلال السباق الرمضاني شخصية "خضر فتيحه" الذي تدق عينه بالشر قبل أن ينطق حرف واحد فهى شخصية قاسية وغامضة نتيجة عوامل الزمن والتربية الخاطئة وموقف فقد حبيبته الذي أصبح بمثابة عقدة له من الزواج، لكن برغم كل تلك التخبطات والعوامل والقساوة منذ بداية الحلقات والتي كانت تتمكن منه وتظهر في معاملته مع شقيقه أحمد السقا "نصار" خلال أحداث المسلسل إلا أنها كلها تحولت في لحظة لحب صادق ووقوف بجانب شقيقه حتى بعدما اكتشف أنه ليس بشقيقه لكنه تكاتف معه ووقف أمام والدته في ذلك وأصبح يد واحدة معه من أجل القضاء على باسم سمرة "عيسى الوزان"، وهنا تكمن عبقرية إتقان طارق لطفي لهذا الشخصية المتحولة والمركبة، تلك العبقرية التي مكنته من رسم خيوط هذه الشخصية بكل إحترافية سواء خيوط الغموض أو خيوط التحول بعد ذلك، فمن الصعب تصديق ذلك بسهولة لكن كلمة السر تتلخص في طارق لطفي الذي يتفنن في اللعب على أوتار هذه الشخصية المركبة بكل سلاسة وإحترافية، لدرجة أنك ستتساءل بإندهاش كيف تكون هذه الشخصية هى نفسها شخصية الحلقات الأولى! أداء طارق لطفي السهل الممتنع لفك شفرة التعقيد يجسد طارق لطفي شخصية "خضر " في العتاولة بأداء السهل الممتنع الممزوج بالصدق وهو ما يجعله يطرق القلب ويدخل دون استأذن، وبالرغم من تعقيد شخصية "خضر" إلا أنه استخدم كل مفاتيح الشخصية ليقنعنا بأنه ابن حارة شعبية، وذلك من أول الشكل الخارجي للشخصية مرورا بحركات الجسد والإيماءات وحتى درجات الصوت والنظرات التي كان يستخدمها في بعض المشاهد دون التحدث وتعطي المعنى المراد توصيله بنجاح، وبالرغم من النجاحات العديدة التي شهد عليها مشوار طارق لطفي الفني إلا أن دور “خضر فتيحه” بالعتاولة يؤكد على طاقته المتجددة ونجاحاته السابقة بعبقرية تلونه في أدواره. طارق لطفي مدرسة فنية من طراز خاص وصل طارق لطفي إلى درجة عالية من الثقة مع جمهوره وذلك لعبقريته في أختيار شخصياته على مدار مشواره الفني فهو ممثل متلون بنجاح بالرغم من انحصار عدة أدوار له في الشر والذي نجح فيها ببراعة لكن لكل شخصية منهم تيمه خاصة بها ف الشيطان خلدون المتجسد في صورة بشر بجزيرة غمام ليس الشيخ رمزي المتطرف في القاهرة كابول وغيرها من الشخصيات الأخرى، وكل هذا التشكيل من الشخصيات المركبة هو ما يحفر الآن نجومية طارق لطفي بمدرسته الفنية التي أصبحت بطراز خاص تجعله لا يتنافس مع أحد سوى نفسه بعد ذلك !
مشاركة :