يستعد الفنان المصري طارق لطفي لتصوير مسلسله الجديد «بين عالمين» الذي سيخوض به السباق الرمضاني بعدما تعاقد عليه أخيراً. في دردشته مع «الجريدة» يتحدث عن المسلسل الجديد وعن علاقته بفريق العمل، كذلك غيابه عن السينما وعودته إليها. حدثنا عن تجربتك الجديدة «بين عالمين». هو مسلسل اجتماعي مكتوب بحرفية عالية للمؤلف أيمن مدحت، يخرجه أحمد مدحت في ثاني تعاون بيننا بعد تجربة «شهادة ميلاد» التي عرضت خلال رمضان الماضي وحققت رد فعل جيداً مع الجمهور. ينطلق التصوير خلال أيام وأعد بأن تكون تجربة مختلفة تماماً من دون استغلال نجاح «شهادة ميلاد»، فهما مختلفان سواء في الفكرة أو المعالجة أو الدور الذي أقدمه. لماذا اخترت تكرار التعاون مع فريق العمل نفسه؟ أحمد مدحت أحد أفضل المخرجين الذين تعاملت معهم، وأيمن مدحت بدوره مؤلف موهوب ولديه فكر وطريقة شيقة في الكتابة، وتربطني بهما علاقة حب واحترام وتقدير. عندما تناقشنا في الفكرة وجدت نفسي منجذباً إليها بشدة، وبدأنا جلسات العمل. أما تامر مرسي فتعاونت معه في «شهادة ميلاد»، وهو منتج يحترم تعاقداته ولا يبخل مطلقاً في الإنفاق على الإنتاج، وفي تنفيذ طلبات المخرج لتقديم أفضل صورة درامياً. ألا تخشى أن يعتبر الجمهور «بين عالمين» جزءاً ثانياً من «شهادة ميلاد»؟ إطلاقاً. يشارك في كل مسلسل ممثلون مختلفون، وتعاوني مع المخرج والمؤلف نفسيهما للعام الثاني على التوالي أمر طبيعي وشائع. حتى أن ثمة فنانين ارتبطوا بمخرجين وكتاب لسنوات طويلة. وبالنسبة إليّ، لا أجد مشكلة في الأمر لأنه يفيد الفنان ويريحه في العمل إذ يفهم ما يريده المخرج الذي بدوره يعرف كيف يقدم أفضل ما لدى الممثل ويوظّف إمكاناته بشكل جيد. هل فرضت عليك البطولة الدرامية مسؤوليات جديدة في العمل؟ أؤمن بأن لكل مرحلة فنية طبيعتها الخاصة وطريقة التعامل معها. بالنسبة إليّ، لا أعتبر البطولة الدرامية مثلاً سبباً في الاعتذار عن عمل جماعي إذا كان جيداً، لأنني لا أقيس الأمور من هذا المنظور الضيق. لكن أعتقد أنني أصبحت أملك فرصة أكبر لاختيار نوعية الموضوعات التي يمكن مناقشتها أو التطرق إليها في الأعمال التي أقدمها، وهو أمر أسعى إلى استغلاله في تقديم أفكار مختلفة وجديدة. هل يعني ذلك استعدادك للعودة إلى البطولة الجماعية؟ بالتأكيد مستعد لهذه التجربة في أي وقت، ولا أعتبرها عودة لأنني لم أتوقّف عن البطولة. كممثل، إذا وجدت دوراً جيداً وتحمست له سأقدمه من دون تردد، بغض النظر عن مساحته، فالمهم تأثيره في مسار الأحداث ورد فعل الجمهور. والدليل أن ثمة نجوماً كثيرين نتذكر لهم مشاهد محدودة خالدة في تجارب فنية مميزة. ركّزت على مشاهد الحركة في آخر عملين دراميين لك. في «بين عالمين» قصة مهمة ننقاشها لا أفضل الحديث عنها راهناً، وهي بطبيعتها لا تحتاج إلى الحركة كونها دراما اجتماعية، ذلك رغم قناعاتي بأن الـ{أكشن» يمكن تقديمه بأكثر من طريقة وبأساليب عدة ليظهر في كل مرة بشكل مختلف. لكن القصة هي ما يحدد ذلك وليس رغبة الممثل أو المخرج. كذلك أعتبرها فرصة جيدة بالنسبة إليّ كي لا أظهر محصوراً في نوعية محددة من الأدوار. حدثنا أكثر عن فكرة «بين عالمين». يناقش العمل قضية الاختيار التي يقع فيها الإنسان باستمرار، إذ ثمة دائماً خياران في حياتنا يجب أن ننتقي أحدهما لا كليهما، وتكون لذلك نتائج سواء سلبية أو إيجابية. ويفكر الإنسان في ماذا لو كان ارتأى الخيار الآخر، هل كان ليصل إلى النتائج نفسها؟ وغيرها من تفاصيل يناقشها المسلسل عبر حكايات أبطاله. يشهد السباق الرمضاني عدداً كبيراً من الأعمال الدرامية، ألم تفكر في عرض المسلسل خارجه؟ يرتبط توقيت العرض بالإنتاج بشكل رئيس وليس بفريق العمل، فثمة حسابات للمنتجين في توزيع الأعمال الدرامية وعرضها. بالنسبة إليّ، لا أجد مشكلة في تقديم مسلسل خارج رمضان، خصوصاً أن أعمالاً جيدة عدة تحقّق نجاحاً جماهيرياً واسعاً في الموسم البديل. في رأيي، هذه الظاهرة تخدم الدراما التلفزيونية لأن المواسم الجديدة تعني مزيداً من الإنتاج ومن الفرص للممثلين الشباب. فيلم جديد عن جديده السينمائي يقول لطفي: «أحضّر لفيلم جديد، لكن لا أرغب في الحديث عنه قبل انطلاق تصويره، خصوصاً أنني أراهن عليه ليشكّل عودة قوية لي إلى السينما بعد فترة ابتعاد». يتابع: «السينما هي التي تخلّد اسم الفنان، لذا أحرص على التدقيق في اختياراتي، ما يجعلني أفكّر جيداً قبل التوقيع على أي عمل كي لا أندم لاحقاً، لأن الفيلم السينمائي ليس دوراً جيداً فحسب، بل يتعدى ذلك إلى الإنتاج وفريق العمل وغيرهما من تفاصيل فنية قد تغير النتيجة النهائية على الشاشة.
مشاركة :