يودع المصمم العالمي اللبناني طوني ورد زخات الألوان الربيعية الساطعة، ليقدم لنا مجموعة غنية بالتناقضات خريف وشتاء 2016، حيث تحاكي طبقات القماش المتداخلة التشققات الجليدية المستوحاه من عجائب الطبيعة البيضاء وجاذبيته وفضاءات أحلى مواسم السنة. هذا ما تؤكده هذه المجموعة من أزياء الهوت كوتور كما رسمتها أنامله والتي من أبرز سماتها أنها لا تعرف التكرار، تماماً كما هو الخريف المتجدد دوماً، وكما هو الشتاء المتحفز لإكمال دورة الفصول مع توليفة ألوانه المطرزة بالفرح والموشاة بالرقي في تناغم السطوح في ثراء الأقمشة وانعكاس الضوء. حول مجموعته الجديدة التي عرضها ضمن أسابيع الموضة العالمية يقول طوني ورد في حوار خاص لـالبيان: إنها بمثابة انفجار نضر على جسد القماش، تبرز الألوان المائية الجليدية والعميقة في ثراء الأقمشة مثل فالغازار والدانتيل والمكرامي التى تختلط مع المطرزات، لتعيد انعكاس الضوء على الجليد، وتتحد بقوة مع الطبقات والشفافية المدروسة فى التصميم لتقريب محور الفكرة الأساسية للتشكيلة والتى تتلاحم مع مملكة الطبيعة بألوانها الزرقاء والحمراء والخضراء، حيث الأشكال تلمع بدقة في الصور الظليلة. لمسات عصرية ويرى ورد أن امرأة طوني ورد لخريف شتاء 2016 لديها العديد من الوجوه المختلفة، وتترك تأثيرًا قويًّا في النفوس، تماماً مثل ذوبان الأنهار الجليدية المكسرة الحواف حين تكشف عن المياه النقية تحتها. فإنّ تعرّج المطرزات بخيوط من حرير، إضافة إلى الأشكال غير المتوازية تجسد هذه العجائب الطبيعيّة، وتعطي عمقًا وأصالة للشكل. و يمزج ورد أفكاره ورؤيته مع متطلبات الموضة العصرية فيقول: لا أستطيع أن أتغاضى الموضة على الإطلاق فأمزج أفكاري الخاصة مع الخطوط العصرية وأحافظ دائماً على اللمسات الكلاسيكية وأقوم بالكثير من السفرات والأبحاث لأتعرف على موضة المواسم المقبلة حتى أستطيع أن أحضر مجموعاتي قبل فترة زمنية من انتشار الموضة بين الناس. ويضيف: لا توجهني عواقب كثيرة لأنني أعتمد على الاستقلالية في العمل والتركيز على قواعد أساسية وثابته. توازن الخطوط ويؤكد ورد أنه يبتكر لكل مجموعة جديدة قصات عصرية فريدة ويعبر: تميزت التشكيلة بالقصات الإنسيابية التي تضيف الحيوية والحركة على التصاميم والتي تنساب بنعومة فوق الجسد ويتابع:أركز على الموديلات التي تساعد على إخفاء شوائب الجسم لكي يبرز بشكل متناسق ومتكامل كما أعمل على إبراز الخصر فأجعل الفستان منحوتاً على هذه المنطقة بالتحديد يقابلها التنورة الكبيرة التي تغطي القسم السفلي للجسم، كما نوعت بقصات الصدر والظهر. وقد تميزت كل قطعة بسحر منفرد وجاءت تعبر عن سحر التطريز الذي تنوع بأساليبه بين الناعم منها على منطقة الخصر ومنها الزاخر على منطقة الصدر وذلك لتتلاءم وتتناسب مع جميع الأذواق واخترت أحجار الشواروفسكي والخطوط النافرة ليضيفا اللماعية على التصاميم. دقة التفاصيل وفيما يتعلق بأسلوب تصميمه الذى يمزج الرقي الكلاسيكي بالحيوية المعاصرة، يقول ورد: إن جميع القطع منفردة ومتميزة بتصاميمها المزدانة بقوالب تزيينية وناعمة بتوزيعها وسحرها دون أي مبالغة وبهرجة زائدة، وهذا ما يضفي على الفساتين الفخامة والرقي،الذى يحاكي شخصية المرأة الواثقة من نفسها، الجريئة في طلتها، والراقية بذوقها والتي تسعى دائماً إلى اختيار تجارب جديدة في الموضة، والتي تحب أن تلفت الأنظار أينما كانت. ومن جانب آخر يرى طوني أن التركيز على التفاصيل الصغيرة، هو مفتاح كل مجموعة يقدمها، حيث تهتم المرأة دائماً بأناقتها وطلتها، ويضيف: لا يستطيع أحد أن يقلد تصاميمي الخاصة بالهوت كوتور، لأنني أعمل على تعدد القصات وتنوع الأقمشة داخل الفستان الواحد، كما أعمل على الشك والتطريز اليدوي فتبرز الخياطة بأكمل صورة، ويستخدم الأقمشة والخامات الإيطالية الفخمة بجودتها والراقية بنوعيتها. معايير المهنة الأناقة المترفة،الفخامة، والجرأة غير المبتذلة تعد من أبرز المعايير التى يراعيها طوني ورد عند كل موديل جديد ويذكر: لكل مجموعة حكاية وطريقة للعمل أعيش تجربة رائعة عند تصميمي لكل مجموعة بداية من الفكرة إلى الرسومات المبدئية واختيار نوعية القماش والشكل والقصة ونوعية التطريز والخياطة، وكل موسم بالنسبة لي يحمل معه فرصة جديدة لاكتشاف عوالم جديدة.