القاهرة- اف ب: غادر السفير الإيطالي في مصر موريتسيو ماساري القاهرة صباح أمس تنفيذاً لقرار استدعائه للتشاور الذي اتخذته حكومته إثر خلافات بين السلطات القضائية في البلدين حول التحقيقات في قضية تعذيب وقتل طالب الدكتوراه الإيطالي جيوليو ريجيني. وأكّد مسؤولان في مطار القاهرة وفي السفارة الإيطالية أن "السفير غادر إلى روما". وكان رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي أعلن الجمعة في تغريدة على تويتر أن بلاده قرّرت "استدعاء سفيرها في مصر للتشاور". وقد صدر القرار في أعقاب يومين من المحادثات الخميس والجمعة في روما بين محققين مصريين وإيطاليين فشلت في تخفيف التوتر بين البلدين رغم العلاقات القوية التي تربطهما على الصعيدين السياسي والاقتصادي. فروما ظلت من أبرز مؤيدي مصر عقب الانقلاب على الرئيس محمد مرسي في العام 2013 كما أنها من أهم شركاء مصر التجاريين في أوروبا. وأكّد وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني الجمعة كذلك على تويتر "نريد أمراً واحداً هو الحقيقة بشأن جوليو ريجيني"، بعد مأساة هذا الطالب البالغ 28 عاماً الذي عثر على جثته في 3 فبراير وقد بدت عليها آثار تعذيب. وأفاد بيان صادر عن النائب العام في روما المسؤول عن القضية بأن المصريين سلموا سجلات هاتف اثنين من أصدقاء الطالب الإيطاليين كانا في القاهرة أثناء اختفائه، وكذلك صوراً التقطت يوم العثور على جثته. وأعلن السبت النائب العام المساعد المصري مصطفى سليمان أن الوفد المصري إلى روما رفض طلب إيطاليا تقديم سجل مكالمات هاتفية لآلاف المصريين في إطار التحقيقات في مقتل ريجيني، معتبراً أن الطلب "غير قانوني ويتعارض مع الدستور" المصري. وأوضح سليمان الذي ترأس الوفد المصري إلى روما أن الجانب الإيطالي طلب أن "يوافيه الجانب المصري بسجل المكالمات الخاصة بجميع المشتركين في أماكن ثلاثة، مكان مسكن المجني عليه، ومكان اختفائه عند مترو الدقي، ومكان العثور على الجثة". وتابع أن الجانب الإيطالي "يريد سجلاً كاملاً ببضعة آلاف من المكالمات تصل إلى مليون على أن نوافيه بها ويقوم هو بإجراء التحليل"، لافتاً إلى أن الأمر جرى "رفضه بشكل قاطع".
مشاركة :