في عصر التحولات السريعة تبرز قيمة الموروث الذي يمثل جزءا من عادات وثقافة المنطقة كمفهوم متعمق وتعتبر الأكلات الشعبية باختلافها من العادات والتقاليد فعلى مدى سنين برز الاهتمام في ترسيخ وتعزيز الهوية للمأكولات المتوارثة من الأجداد فظلت صامدة محتفظة بأصالتها ومكانتها أمام المأكولات الدخيلة المكتسبة التي مهما بلغ انتشارها تتلاشى أمام سطوة احياء الموروث والاعتزاز بالماضي. ومع حلول عيد الفطر المبارك تبرز ملامح الماضي الجميل بتفاصيله الحية على كافة الموائد خاصة في محافظة الطائف المتميزة بالعديد من الأصناف الشعبية التي تعتبر مظهر تقليدي قديم مرتبط بطبيعة المكان ويعكس هوية المنطقة. ويظل إفطار الصباح المعروف بـ"الفطرة من أبرز مظاهر العيد في المحافظة الذي يكون في الغالب جماعي عقب أداء صلاة العيد سواء داخل المنازل او في ساحة الحي وسط أجواء مليئة بالبهجة والترابط والتلاحم . حيث تتصدر المائدة "الملَّة" باحجامها المختلفة والعريكة أو "المعروكة" والقطائف أو "الشراغيف" أو العصيدة المصنوعة من السويق وغيرها من الأصناف المتوارثة فلا تكاد مائدة تخلو منها ويحرص الأهالي على تواجدها صبيحة أول أيام عيد الفطر وما تلاه من أيام كوجبة أساسية يتم تقديمها لأهل البيت وللضيوف. يقول هاشم القرشي مع حلول عيد الفطر المبارك يكون الإقبال على الأكلات الشعبية كبيرا من أهالي محافظة الطائف ونحاول قدر الإمكان أن نوفر مايحتاجونه لأنها الوجبة الأساسية في العيد. لافتا أن الأسعار في متناول الجميع سواء صحن المشكل المتضمن ملة وقطايف ومعروكة وجبن بلدي ومكسرات أو الملة الجمرية دون إضافات. وأكد القرشي أن الاكلات الشعبية حاضرة وبقوة في المناسبات خاصة الأعياد مؤكدا أن إطالة أمدها نتيجة لتوارثها عبر الأجيال وعلاوة على كونها تقليد شعبي فهي تضفي طابعا مميزا على أجواء العيد فلايمكن أن يكتمل الاحتفال بهذه المناسبة إلا بوجودها. ميني ملة بالجبن