الحج خدمات تفوق الوصف

  • 4/11/2024
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بعدما فرغ المؤسس العظيم من توحيد دولته التي أسسها على شرع الله المطهر.. وبعد أن استتب له الأمر بدأ فوراً بتحقيق حلمه الأكبر وهاجسه الأهم ألا ‏وهو تأمين طرق الحجاج وفرض الأمن في الأماكن المقدسة وضمان راحة الحجاج.. فأصبح يقوم بالإشراف شخصياً على مواكب الحجيج والمعتمرين لضمان وصولهم إلى المشاعر المقدسة بسلامة ويسر.. وكان -رحمه الله- رغم قلة الموارد آنذاك يبعث باللجان الطبية للمشاعر المقدسة للإشراف على صحة الحجاج والمعتمرين ومداواة مرضاهم. كان الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- لا يساوم على راحة الحجاج ولا يتنازل عن أمنهم مهما كانت الظروف الأمنية والأحوال الاقتصادية.. ويقوم شخصياً بالإشراف المباشر ليتثبت بنفسه من أن الأمور تسير على ما يُرام.. هذا المنهج الذي يؤكد اهتمام قائد الدولة شخصياً على راحة الحجاج والمعتمرين لم يَحِد عنه أبناؤه الملوك المتتابعون من بعده..  فكان أول ما يفعله الملك بعد توليه مقاليد الحكم هو التأكيد على خدمة الحرمين الشريفين وراحة الحجاج والمعتمرين وتسخير مقدرات الدولة المادية والبشرية لتوفير أعلى المستويات من الخدمة المقدمة للحجاج والمعتمرين. وها نحن الآن في العهد الميمون للملك سلمان وولي عهده الأمين حيث وصلت الخدمات الجليلة المقدمة للحجاج والمعتمرين إلى مستويات من الرفاهية والراحة بشكل غير معهود ولا مسبوق في التاريخ كله.. رغم تضاعف الأعداد إلى عشرات الملايين من قاصدي العمرة والحج؛ فقدمت السعودية خدمات عظيمة من الصحة والأمن والغذاء وصلت بها إلى مرحلة أعلى من الخدمات الإضافية ذات الطابع الإنساني البالغ الرقي الذي لم تَعْهده الشعوب على رجال الأمن في العالم كله؛ فنقاط التفتيش في المشاعر المقدسة لم تعد ترى نفسها مسؤولة عن ضبط التجاوزات الأمنية فقط بل تجاوزت ذلك حتى رأت أن من واجبها أيضاً هو تفقد الاحتياجات الإنسانية للمعتمرين، ومن ذلك قيامها بتأمين وجبات إفطارٍ متكاملة وتوزيعها على المارّين على نقاط التفتيش وهذا ما أثار دهشة زوار الأماكن المقدسة، فبادروا بالتقاط صور ومقاطع تداولها العالم كله في وسائل التواصل وعلق عليها بكلمات الإعجاب الممزوجة بالاستغراب من اللطف الباذخ والرأفة الغامرة من رجال الأمن في نقاط التفتيش. ولَئِن كانت المواقف الإنسانية العظيمة واللمسات الباذخة رأفة ولطفاً من قِبل الدولة ورجال أمنها تجاه إخوانهم حُجّاجاً ومعتمرين تستثير دهشة واستغراب شعوب العالم كافة فإنها ليست مصدراً للدهشة ولا مبعثاً للاستغراب لدى الشعب السعودي؛ فشعب المملكة العربية السعودية يعلم أن حكامه يرون ذلك من صميم واجباتهم منذ عهد المؤسس العظيم إلى ملكهم الحازم الذي تخلى عن ألقاب الجلالة والفخامة وآثر أن يعتبره شعبه والعالم كله خادماً للحرمين الشريفين.

مشاركة :