عاد عيدكم وأنتم بخير وحال أفضل

  • 4/10/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

- ما الفرق بين أول عيد تذكره في حياتك وآخر عيد تعيشه؟ السؤال بهدف حث التفكير الفلسفي في أمر الأعياد وعلاقتها بسنين عمرنا. كيف كنا، وكيف أصبحنا، وماذا نتوقع أن نكون عليه في أعيادنا القادمة؟ توقعاتنا تعتمد على أفعالنا في حاضرنا، العيد احتفالنا السنوي بوجودنا في الحياة. أشياء تحققت بين هذا العيد والذي سبقه، تدعونا للتأمل. - العيد شعور لتشتيت زوايا تحديات نواجه بين عيدين. العيد نقطة تحول متجددة في حياتنا. محطة استراحة للتزود بالطاقة وقوة الانطلاقة، العيد أن تشعر أن حياتك تتحسن، يكفي أن تكون حيا لتواجه. - العيد أن تكتشف بأنك تحمل إرادة للتحدي، هذا هو الأهم، أن تحتفل في العيد بهذه الإرادة، وتحمد الله على حملها، كسلاح قوي في وجه التحديات والعقبات، مقالي هذا نتاج هذه الإرادة التي لا زمتني عبر مسيرة حياتي. - تتم زراعة الإرادة في النفس مثل زراعة النباتات في الأراضي المقفرة، لها بذور تحتاج إلى من يزرعها ويرعاها ويحميها، العيد أن تعرف مدى ما تملك من مخزون لطاقة هذه الإرادة، وعندما تصبح شخص صاحب إرادة فأنت تعيش سابحا فوق التحديات والعقبات. إن تعثرت فستحميك وتعالج وترمم نتائج التعثر، الإرادة تحملك من جديد معافا قادرا على المحاولة مرة أخرى، العيد هو أحد محطات صون هذه الإرادة وتجديد طاقتها في النفس. - العيد أن يعود عليك وأنت حيا ترزق، هذا يعني أنك قادر على الانتصار، الحياة أساس احتفالنا في العيد بزهاء النفوس والأجساد، الأشجار تتجدد، حتى الثعابين تجدد جلدها سنويا. تعوضه بغطاء جلد جديد يناسب نمو حجمها وإمكانات جسدها. هكذا نحن البشر مع كل عيد، نجدد حياتنا ونغسل نفوسنا، ومشاعرنا، وآمالنا وطموحاتنا. - في الأعياد ندعو إلى التسامح، لكن من يبادر؟ ندعو إلى تجاوز الزعل والعتب والمقاطعة.. لكن من يبادر؟ وتبقى إرادة التحدي قائمة بوجهيها السلبي والإيجابي. وقد يسأل أحدهم: ماذا عنك أيها الكاتب «المودماني»؟ جوابي: مثلكم ومنكم وفيكم، إذا ساد التسامح في المجتمع فهذا يعني أنه نتاج تسامح الأفراد، البعض في العيد، شخصي أحدهم، يمتنع عن زيارة البعض، يمتنع عن المبادرة. يمتنع عن التفاعل مع البعض، ويأتي السؤال: لماذا؟ - عندما يتلقّى الفرد الإساءة وهو صاحب العطاء، والنيّة السليمة، والمواقف الإيجابية المشرفة.. ماذا عساه يفعل أمام تكرار الإساءات وتنوعها؟ عندما لا يتم تقدير المبادرة من الطرف الآخر صاحب الإساءة، ولا يعطي لها قيمة فهي مبادرة ميتة، إرادة السوء أصل في البعض، لمثل هؤلاء ندعو في هذا العيد بالهداية، ليعيدوا التفكير في مسارات حياتهم ومواقفهم، علينا جميعا تجنب خلق الكذب وتصديقه، علينا عدم الحكم على الناس بالنيّات. - في هذا العيد أتذكر أناس كثر في حياتي مضوا إلى خالقهم. أدعو لهم بالرحمة والمغفرة، ومنهم أستاذي «عثمان الشاعر» في المرحلة المتوسطة الذي بذر في نفسي وغرس إرادة التحدي. بسببه انتصرت دون علمه. توفي في القدس عام 1982، كأنه جاء من فلسطين خصيصا لشخصي في مدرسة بقيق المتوسطة النموذجية، جاء يحمل رسالة استلمتها وأخلصت لمحتواها. ونشرتها وفاء وقيمة ومعيارا. جعلتها رسالة لا يتوقف مدادها. - عيدكم مبارك. @DrAlghamdiMH

مشاركة :