على مر الزمان ظلت أغنيتا العيد الشهيرتان للفنان محمد عبده «من العايدين»، و«كل عام وأنتم بخير» للفنان طلال مداح» تضفيان نكهة العيد الخاصة على مسامع السعوديين، إذ أصبحتا «شعار العيد»، وحال ما تُسمع إحداهما يعود الكبار إلى الماضي وذكريات المكان والزمان، من خلال اللقطات المصورة مع الأغنيتين الشهيرتين. إلا أن غناء الفنان علي عبدالكريم أهم أغاني العيد، للفنانة أم كلثوم، «ليلة العيد» أضاف هوية جديدة إلى أغاني العيد الرئيسة، واختفى كثير من الأغاني التي فشلت في الصعود إلى مستوى «الأغاني القلبية» كما يسميها رواد الوسط الفني، بسبب أنها لا تتمتع بجمال الكلمة وتنوع اللحن واستنساخ راحلة الغناء الشرقي، الذي تخلدت به أغاني العيد المشهورة، ولا سيما أن هنا أغاني غائبة؛ مثل «يا جمال العيد» للفنان عبادي الجوهر، وتعتبر من الأغاني الجماعية، و«أهلاً أهلاً بالعيد» هي الأخرى عاشت ذكريات ومازالت خالدة. وخرجت أغنية «كل عام واحنا بخير» أخيراً بين المطربين طلال سلامة وعبدالله رشاد على شكل «ديوتو» من كلمات صالح الشادي وألحان سمير سالم، وما يميز الأغنية هو قصرها ودخولها مجال الأغنية الوطنية أكثر من مناسبة العيد. المشهد الفني لم يستطيع ولادة أغاني جديدة، بل فضل كثير من المطربين الشباب تكرار أغاني العيد التي تغنى بها الكبار في فترة سابقة، واعتادوها بتوزيع موسيقي أسرع وإضافة أصوات إيقاعية عالية، والغناء على شكل «السوبرانو»، ولكن مسامع المتلقين تحولت إلى الهرب من الأغنية، لتفضيل «الشيلات» عليها، ولا سيما بتأثير ضاغط الشكل الموحد لأسلوب الغناء ذي «الرتم» الواحد، الذي انفردت به الأناشيد و«الشيلات»، وتسببها في إحباط المطربين في إنتاج أغاني توازي الأغاني الشهيرة السالفة. تحدث إلى «الحياة» عدد من المعايدين عن أغاني العيد، ويقول ثامر الزبيدي: «لا أعرف من أغاني العيد إلا أغنية محمد عبده وطلال مداح، وكنت أسمع أغنية «فرحة فرحة» للمطرب علي عبدالكريم، وإن لم اسمع هذه الأغاني في التلفزيون أشعر بأن العيد لم يصل ولا طعم له». ويضيف سالم العنزي: «لم أسمع أغاني جديدة منذ 25 سنة عن العيد تمتاز بالطابع نفسه الذي تربعت فوق عرشه تلك الأغاني الأولى، ولكن ربما لأن عرضها على الشاشة السعودية وتكرارها في الإذاعات خلدتها في مسامعنا». وقال عبدالكريم العسيري: «أستغرب عدم إنتاج كبار المطربين، مثل عبادي الجوهر ومحمد عمر، وجيل النجوم مثل خالد عبدالرحمن ومحمد السليمان وحسين العلي وحسن قريش وكثيرين أنهم لم يستطيعوا إنجاب أغاني جديدة عن العيد طوال مسيرتهم الغنائية، فلدينا مطربون مسيرتهم أكثر من ثلاثين عاماً لم يستطيعوا أن يحترفوا أغنية تنسينا أغاني الخوالي». وتعددت آراء مغردين في موقع «تويتر» في أغاني العيد، وغرد علي الجفري في وسم أغنية «فرحة فرحة_علي عبدالكريم» وكتب: «عندما تسمعها تعود بك الذاكرة إلى الزمن الماضي الجميل». وكتب المغرد عبدالعزيز: «هل تتصور أن آخر أغاني العيد التي سجلها التلفزيون السعودي كانت عام 1410هـ، أكثر من 27 سنة والتلفزيون مختطف». وغرد نهيل: «بالشعور نفسه الذي تبدأ به أغاني زمان، صوت طلال مداح وصفاء أبوالسعود ومحمد عبده، نحن نشتاق إلى أعيادنا التي راحت ونعيدها بأغنية». من جانبه، يقول مسؤول الإنتاج الفني في إحدى الشركات السعودية عبدالرحيم الصالح: «في سنوات نشاط الإنتاج الغنائي اعتادت شركات الإنتاج الفني على إصدار ألبومات المطربين ثاني أيام العيد مباشرة، أوفي ليله، وذلك لتحقيق مبيعات أكثر، كون المعيدين يذهبون للبحث عن أغاني جديدة للعيد، ويجد الإنتاج الجديد من الأغاني الأصيلة يسيطر على السوق، ويضطر إلى شرائها ونسيان أغاني العيد التي لم تتجدد».
مشاركة :