إيران تستعد لهجوم على إسرائيل بـ100 مسيرة وعشرات الصواريخ

  • 4/12/2024
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن/القدس - كشف مسؤولون أميركيون عن خطة الرد الإيراني الانتقامي على الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الايرانية في دمشق الذي قتل فيه عدد من ضباط الحرس لثوري بينهم اثنان من كبار القادة. وحسب تقديرات المسؤولين الأميركييين، فإن قدر حجم الهجوم الإيراني على القواعد العسكرية الإسرائيلية يمكن أن يشكل تحديا؛ مرجحين أن تكون الضربة اليوم الجمعة، لكنهم لم يشيروا في أي توقيت، بينما تبقى هذه المعلومات في دائرة التقديرات. وقالوا "إن إيران ستطلق 100 طائرة بدون طيار وعشرات الصواريخ" على عدة أهداف مختلفة بينها قواعد عسكرية إسرائيلية، بينما استدعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قادة الأجهزة الأمنية للتشاور بعد ظهر الجمعة مع تصاعد التهديدات بضربة إيرانية وشيكة. وفي مؤشر على قرب الهجوم الإيراني الذي قد يجر المنطقة إلى حرب أوسع، أصدرت الهند وفرنسا ودول أخرى الجمعة تحذيرات من السفر إلى المنطقة، بينما كانت الولايات المتحدة قد حثت أمس مواطنيها في إسرائيل على تجنب السفر خارج المناطق الوسطى وبئر السبع والقدس، في حين دعت كل من موسكو وبريطانيا وألمانيا جميع الأطراف إلى ضبط النفس وحذرت من انزلاق المنطقة برمتها نحو الفوضى. ونقلت شبكة سي بي إس في تقريرها عن سيما شاين الخبيرة الأمنية والمسؤولة السابقة في الموساد، قولها إن هذه كانت لحظة خطيرة بالنسبة للمنطقة وأنها "الأكثر قلقا" بالنسبة لها. وقالت عن الهجوم الإيراني المفترض أو المزمع "سيحاولون القيام بذلك على الجيش أو على بعض الأصول العسكرية، لكن السؤال سيكون حجم الضرر وإذا كان هناك العديد من الجرحى والقتلى"، مضيفة "أعتقد أن الأمر ينطوي على احتمال تصعيد كبير". وتستعد إسرائيل لهجوم من إيران أو وكلائها منذ مقتل عضو كبير في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في غارة على دمشق الأسبوع الماضي، والتي نسبت إلى إسرائيل رغم أن الجيش لم يعلن مسؤوليته عنها. ولم يعلن الجيش عن إجراءات وقائية خاصة يجب على الإسرائيليين اتخاذها، لكنه حث على اليقظة وطلب من المواطنين إطلاعهم على آخر المستجدات. وفي وقت سابق ذكرت صحيفة يديعوت احرنوت في تقرير على موقعها الالكتروني أن الجيش الإسرائيلي وجهاز الموساد وافقا على خطط لمهاجمة إيران في حالة تعرض الدولة العبرية لهجوم من الأراضي الإيرانية. ويأتي ذلك بينما أكدت مصادر عبرية وأميركية أن واشنطن وتل أبيب كثفتا من مستوى التنسيق العسكري رغم الخلافات بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وكشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، وفق مصادر وصفتها بالمطلعة أنه من المتوقع حدوث هجوم ينطلق من إيران على شمال أو جنوب إسرائيل خلال الـ24 إلى 48 ساعة القادمة وانه سيتم الرد عليه بسرعة. وفي المقابل قال مصدر آخر إن المسؤولين الإيرانيين أطلعوه على خطوات الرد قائلا إن السلطات الإيرانية ناقشت خطة الهجوم لكنها لم تتخذ قرارا نهائيا لشنه وسط ضغوط وتحذيرات من الجانب الأميركي. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت قال لنظيره الأميركي لويد أوستن إنه إذا تعرضت إسرائيل لهجوم فإنها سترد بضرب الأراضي الإيرانية، فيما أطلق نتنياهو بدوره تحذيرات قوية. وتقول الصحيفة الأميركية إن طهران لن تتراجع عن نيتها الانتقام لمقتل عضو كبير في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في دمشق الأسبوع الماضي وذلك في ضربة جوية نسبت إلى إسرائيل واستهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي إن الإيرانيين سيضربون على الأرجح الأراضي الإسرائيلية وليس الأصول في الخارج حيث قدم الحرس الثوري الإيراني خططًا تشغيلية اختيارية إلى المرشد الأعلى علي خامنئي. وقال مستشار في الحرس الثوري إن أحد الخيارات هو توجيه ضربة بصواريخ متوسطة المدى. وتأتي هذه التطورات فيما نشرت حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي تابعة للحرس الثوري الإيراني في الساعات الأخيرة، مقاطع فيديو تحاكي ضربة على مفاعل ديمونة النووي في النقب، وعلى مطار حيفا. وقال مسؤول إيراني في وقت سابق إنه قد تكون هناك ضربة لمحطات تحلية المياه ومحطات الطاقة في حالة رد إسرائيل. وتقول الصحيفة إن خامنئي يشعر بالقلق من أن توجيه ضربة مباشرة إلى إسرائيل قد يؤدي إلى نتيجة خاطئة من وجهة نظره إذا شنت إسرائيل هجوماً واسع النطاق على البنية التحتية الإيرانية. وقال مستشار إيراني "لقد تم تقديم خطة الهجوم إلى المرشد الأعلى وهو يدرس مخاطرها السياسية". كما نقلت الصحيفة عن نفس المصادر قولها إن الخطة الإيرانية تتضمن ضربات من وكلائها في العراق وسوريا الذين يطلقون طائرات مسيرة هجومية على إسرائيل منذ بداية الحرب. وقد تضرب إيران ووكلاؤها أيضا مرتفعات الجولان أو حتى غزة، لتجنب ضرب إسرائيل داخل حدودها المعترف بها دوليًا أي الخاضعة لقرار التقسيم. وتعطي الصحيفة إمكانيات أخرى للرد الإسرائيلي من ذلك خطة أخرى قيد النظر وهي الهجوم على سفارة إسرائيلية في احدى الدول العربية مع التوتر بين العواصم العربية وإسرائيل بسبب استمرار الحرب على غزة لكن ذلك سيؤثر سلبا على العلاقات العربية الإيرانية. وشنت إسرائيل في السنوات الماضية ضربات موجعة ضد المصالح الإيرانية وعناصر الحرس الثوري خاصة في سوريا كما تم استهداف عدد من العلماء الإيرانيين في الملف النووي إضافة لعدد من الانفجارات الغامضة استهدفت بعض المواقع الإيرانية. ورغم التهديدات ورسائل التحذير والعيد تشعر إيران بالقلق إزاء وقوع هجوم على أراضيها. وكانت الرسالة التي تم تسليمها لهم هي أنهم إذا نفذوا ضربة ضد إسرائيل، فإن الجيش الإسرائيلي سوف ينتقم داخل حدودهم. ويعتقد أن الولايات المتحدة ستدعم لوجستيا أي هجوم إسرائيلي على إيران وهو ما دفع قائد سنتكوم مايكل كوريلا يزور إسرائيل. طهران - قالت مصادر إيرانية إن طهران نقلت لواشنطن أنها سترد على الهجوم الإسرائيلي على سفارتها في سوريا على نحو يستهدف تجنب تصعيد كبير وأنها لن تتعجل وذلك في وقت تضغط فيه إيران لتحقيق مطالب تتضمن إحلال هدنة في غزة. وأفادت نفس المصادر إن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان نقل رسالة إيران إلى واشنطن أثناء زيارة يوم الأحد لسلطنة عمان التي كثيرا ما توسطت بين طهران وواشنطن. وقال البيت الأبيض الخميس إن الولايات المتحدة نقلت لإيران أنها لم تشارك في ضربة جوية استهدفت قائدا عسكريا إيرانيا كبيرا في دمشق. وافادت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيير "نقلنا لإيران أن الولايات المتحدة لم يكن لها أي دور في الضربة التي وقعت في دمشق، وحذرنا إيران من استخدام هذا الهجوم كذريعة لمزيد من التصعيد في المنطقة أو لمهاجمة المنشآت أو الأفراد الأميركيين". وأكد مصدر مطلع على معلومات استخباراتية أميركية أن لا علم له بالرسالة المنقولة عبر سلطنة عمان، وذكر أن إيران "كانت واضحة جدا" بأن ردها على الهجوم على مجمع سفارتها في دمشق سيكون "منضبطا" و"غير تصعيدي" ويشمل خططا "باستخدام وكلاء بالمنطقة لشن عدد من الهجمات على إسرائيل". وتشير الرسائل الدبلوماسية إلى نهج حذر تتبعه إيران في وقت تحسب فيه كيفية الرد على هجوم الأول من أبريل/نيسان على نحو يردع إسرائيل عن الإقدام على أعمال أخرى كهذه لكن يتفادى تصعيدا عسكريا قد تنجر إليه الولايات المتحدة. وقال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الأربعاء إن إسرائيل "يتعين أن تُعاقب، وستُعاقب"، وإن ما حدث يعد هجوما على الأراضي الإيرانية. ولم تؤكد إسرائيل مسؤوليتها عن الهجوم، لكن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قالت إن إسرائيل مسؤولة. ويمثل الهجوم الذي أسفر عن مقتل جنرال إيراني كبير تصعيدا كبيرا في أعمال العنف التي انتشرت في المنطقة منذ بدء حرب غزة. وتجنبت طهران بحذر أي دور مباشر في التداعيات الإقليمية، لكنها دعمت الجماعات التي شنت هجمات من العراق واليمن ولبنان. ولم تهاجم الفصائل الشيعية المدعومة من إيران القوات الأميركية في سوريا والعراق منذ أوائل فبراير/شباط. ولم يستبعد أحد المصادر الإيرانية احتمال مهاجمة أعضاء من محور المقاومة المدعوم من إيران إسرائيل في أي لحظة، وهو خيار أشار إليه محللون باعتباره أحد الوسائل المحتملة للرد. وقالت المصادر إن أمير عبداللهيان أشار خلال اجتماعاته في عمان إلى استعداد طهران لتقليص التصعيد بشرط تلبية مطالب تتضمن وقفا دائما لإطلاق النار في غزة، وهو ما استبعدته إسرائيل في سعيها لسحق حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مشددة على أن إيران تسعى أيضا إلى إحياء محادثات برنامجها النووي المثير للجدل.  وتوقفت هذه المحادثات منذ نحو عامين بعد أن تبادل الجانبان اتهامات بتقديم مطالب غير معقولة مضيفة أن طهران طلبت أيضا ضمانات بألا تتدخل الولايات المتحدة إذا نفذت إيران "هجوما منضبطا" على إسرائيل، وهو مطلب رفضته الولايات المتحدة في ردها عبر عمان. وأكد المصدر المطلع على معلومات استخباراتية أميركية أن الضربات الانتقامية الإيرانية ستكون "غير تصعيدية" تجاه الولايات المتحدة لأن الإيرانيين "لا يريدون أن تتدخل الولايات المتحدة"، وإن إيران لن توجه الفصائل التابعة لها في سوريا والعراق لاستهداف القوات الأميركية في تلك الدول. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء إن إيران تهدد بشن "هجوم كبير في إسرائيل"، وإنه أبلغ نتنياهو بأن "لا شك في التزامنا بأمن إسرائيل ضد هذه التهديدات من إيران ووكلائها". وقالت إسرائيل إنها سترد على أي هجوم من إيران. وأفاد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس في تدوينة على منصة إكس باللغتين الفارسية والعبرية أمس الأربعاء "إذا هاجمت إيران من أراضيها، سترد إسرائيل وتهاجم داخل إيران". وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الخميس إن إسرائيل سترد مباشرة على أي هجوم إيراني. ونقل مكتب غالانت عن الوزير قوله لنظيره الأمريكي لويد أوستن "أي هجوم إيراني مباشر سيستلزم ردا إسرائيليا مناسبا على إيران". وقال خبراء في الدبلوماسية الإيرانية إن مثل هذه المطالب الصارمة من طهران تمثل نموذجا للنهج المتشدد الذي تتبعه في المفاوضات. لكن الاتصالات أشارت، على الرغم من هذا، إلى اهتمامها بتفادي صراع كبير.وأفاد جريجوري برو، المحلل في مجموعة أوراسيا، إن خامنئي "محاصر في معضلة إستراتيجية". وأضاف "يتعين على إيران أن ترد لاستعادة الردع والحفاظ على مصداقيتها وسط حلفاء جبهة المقاومة. لكن من ناحية أخرى، قد يؤدي الرد لاستعادة الردع على الأرجح إلى رد فعل إسرائيلي أكبر وأكثر تدميرا، بمساعدة على الأرجح من الولايات المتحدة، لأن الولايات المتحدة ملتزمة بمساعدة إسرائيل إذا تعرضت لهجوم". وفرضت الولايات المتحدة الخميس قيودا على حركة دبلوماسييها في إسرائيل بسبب مخاوف أمنية، وفق ما أعلنت سفارتها. وقالت السفارة في إشعار "بدافع الحذر الشديد، يُمنع موظفو الحكومة الأميركية وأفراد عائلاتهم من السفر الشخصي" خارج مناطق تل أبيب والقدس وبئر السبع "حتى إشعار آخر" مضيفة "البيئة الأمنية لا تزال معقدة ويمكن أن تتغير سريعا، اعتمادا على الوضع السياسي والأحداث الأخيرة". ولم تذكر السفارة الأميركية سبب هذا التحذير الجديد الذي يأتي بعد أكثر من ستة أشهر على الحرب في قطاع غزة. وقالت المصادر الإيرانية إن الولايات المتحدة طلبت من إيران ممارسة ضبط النفس وإفساح مجال للدبلوماسية وحذرت طهران من أنها ستقف إلى جانب إسرائيل في حالة وقوع هجوم مباشر مضيفة أن إيران تعتقد أن نتنياهو يستهدف استدراج طهران إلى حرب، ولذلك قد يكون ردها محسوبا ويتجنب توجيه ضربات مباشرة إلى إسرائيل، وقد يشارك فيه حلفاء طهران. وقال مصدر مطلع إن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط اتصل بوزراء خارجية السعودية والإمارات وقطر والعراق ليطلب منهم نقل رسالة إلى إيران تحثها على تقليص التوتر مع إسرائيل مشددا على أن الولايات المتحدة قد توافق على إحياء المحادثات النووية إذا كان يمكن لذلك أن يحول دون اشتعال الموقف مضيفا بشرط عدم الكشف عن هويته "إذا كنا نتحدث عن محادثات وليس (عن) التوصل إلى اتفاق، فيبدو أن الأمر يستحق الثمن إذا كان المردود يقلل من خطر التصعيد الإقليمي الذي قد تنجر إليه الولايات المتحدة". وشدد علي فائز من مجموعة الأزمات الدولية على أن معضلة إيران تكمن في "إيجاد طريقة للانتقام بطريقة تحفظ ماء وجهها دون أن تفقد رأسها". وأضاف "التنبؤ بتصرفات إسرائيل أصعب من التنبؤ بتصرفات الولايات المتحدة. ومن ثم، المخاطر أعلى... من الواضح أن الزعيم الأعلى الإيراني يشعر بالقلق من أنه بدلا من تحقيق التأثير الرادع الذي قد يأمل في تحقيقه، قد لا يؤدي هجوم على إسرائيل إلا إلى إذكاء تصعيد مضاد ربما كان يأمل في تجنبه".

مشاركة :