واشنطن/القدس - توقع مسؤولون أميركيون أن تستخدم غيران ما لا يقل عن 100 طائرة مسيرة وعشرات الصواريخ في هجوم انتقامي ردا على قتل إسرائيل عدد من ضباط الحرس الثوري الإيراني في استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق الأسبوع الماضي، مرجحين أن تكون الضربة وشيكة جدا وقد تكون في وقت ما من اليوم الجمعة، وفق ما ذكرت صحيفة اديعوت أحرنوت العبرية على موقعها الالكتروني. وحسب تقديرات المسؤولين الأميركييين، فإن الهجوم الإيراني على القواعد العسكرية الإسرائيلية يمكن أن يشكل تحديا، مقدرين أن " إيران ستطلق 100 طائرة بدون طيار وعشرات الصواريخ" على عدة أهداف مختلفة بينها قواعد عسكرية إسرائيلية. ومن المتوقع أنه في حال بدأت إيران الهجوم الكاسح، أن يتحرك وكلاؤها في المنطقة: حزب الله اللبناني الذي يتبادل القصف يوميا مع إسرائيل والميليشيات العراقية وميليشيات في سوريا وأيضا المتمردين الحوثيين الذي يشنون هجمات صاروخية في البحر الأحمر مستهدفين سفنا غربية تابعة للدول التي تدعم الهجوم الإسرائيلي على غزة والسفن المتجهة من وإلى إسرائيل. واستدعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قادة الأجهزة الأمنية للتشاور بعد ظهر الجمعة مع تصاعد التهديدات بضربة إيرانية وشيكة. وأصدرت الهند وفرنسا ودول أخرى الجمعة تحذيرات من السفر إلى المنطقة، بينما كانت الولايات المتحدة قد حثت أمس مواطنيها في إسرائيل على تجنب السفر خارج المناطق الوسطى وبئر السبع والقدس، في حين دعت كل من موسكو وبريطانيا وألمانيا جميع الأطراف إلى ضبط النفس وحذرت من انزلاق المنطقة برمتها نحو الفوضى. ونقلت شبكة سي بي إس في تقريرها عن سيما شاين الخبيرة الأمنية والمسؤولة السابقة في الموساد، قولها إن هذه كانت لحظة خطيرة بالنسبة للمنطقة وأنها "الأكثر قلقا" بالنسبة لها. وقالت عن الهجوم الإيراني المفترض أو المزمع "سيحاولون القيام بذلك على الجيش أو على بعض الأصول العسكرية، لكن السؤال سيكون حجم الضرر وإذا كان هناك العديد من الجرحى والقتلى"، مضيفة "أعتقد أن الأمر ينطوي على احتمال تصعيد كبير". ولم يعلن الجيش الإسرائيلي عن إجراءات وقائية خاصة يجب على الإسرائيليين اتخاذها، لكنه حث على اليقظة وطلب من المواطنين إطلاعه على آخر المستجدات. وفي تقرير على موقعها الالكتروني ذكرت صحيفة يديعوت احرنوت في وقت سابق أن الجيش الإسرائيلي وجهاز الموساد وافقا على خطط لمهاجمة إيران في حالة تعرض الدولة العبرية لهجوم من الأراضي الإيرانية. كما أكدت مصادر عبرية وأميركية أن واشنطن وتل أبيب كثفتا من مستوى التنسيق العسكري رغم الخلافات بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وكشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، نقلا عن مصادر وصفتها بالمطلعة أنه من المتوقع حدوث هجوم ينطلق من إيران على شمال أو جنوب إسرائيل خلال الـ24 إلى 48 ساعة القادمة وانه سيتم الرد عليه بسرعة. وقال مصدر آخر مطلع على التفكير الايراني، إن السلطات الإيرانية ناقشت خطة الهجوم لكنها لم تتخذ قرارا نهائيا بشنه بعد وسط ضغوط وتحذيرات من الجانب الأميركي. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت قال لنظيره الأميركي لويد أوستن إنه إذا تعرضت إسرائيل لهجوم فإنها سترد بضرب الأراضي الإيرانية، فيما أطلق نتنياهو بدوره تحذيرات قوية. وبحسب الصحيفة الأميركية فإن إيران لن تتراجع عن ردها الانتقامي لمقتل عضو كبير في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في دمشق الأسبوع الماضي وذلك في ضربة جوية نسبت إلى إسرائيل واستهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي أن الإيرانيين سيضربون على الأرجح الأراضي الإسرائيلية وليس الأصول في الخارج حيث قدم الحرس الثوري الإيراني خططًا تشغيلية اختيارية إلى المرشد الأعلى علي خامنئي. وقال مستشار في الحرس الثوري إن أحد الخيارات هو توجيه ضربة بصواريخ متوسطة المدى. وقال مسؤول أميركي للصحيفة إن الإيرانيين سيضربون على الأرجح الأراضي الإسرائيلية وليس الأصول في الخارج، مضيفة أن الحرس الثوري الإيراني قدم خططًا تشغيلية اختيارية إلى المرشد الأعلى علي خامنئي. وقال مستشار في الحرس الثوري إن أحد الخيارات هو توجيه ضربة بصواريخ متوسطة المدى. ونشرت حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي تابعة للحرس الثوري الإيراني في الساعات الأخيرة، مقاطع فيديو تحاكي ضربة على مفاعل ديمونة النووي في النقب وعلى مطار حيفا. وقال مسؤول إيراني في وقت سابق إنه قد تكون هناك ضربة لمحطات تحلية المياه ومحطات الطاقة في حالة رد إسرائيل. Thumbnail ويشعر خامنئي بالقلق من أن توجيه ضربة مباشرة إلى إسرائيل قد يؤدي إلى نتيجة خاطئة من وجهة نظره، إذا شنت إسرائيل هجوما واسع النطاق على البنية التحتية الإيرانية. وقال المستشار "لقد تم تقديم خطة الهجوم إلى المرشد الأعلى وهو يدرس مخاطرها السياسية". وقالت المصادر إن الخطة الإيرانية تتضمن ضربات من وكلائها في العراق وسوريا الذين يطلقون طائرات مسيرة هجومية على إسرائيل منذ بداية الحرب. وقد تضرب إيران ووكلاؤها أيضا مرتفعات الجولان أو حتى غزة، لتجنب ضرب إسرائيل داخل حدودها المعترف بها دوليًا. وهناك خطة أخرى قيد النظر وهي الهجوم على سفارة إسرائيلية، مع التركيز على مهمة في إحدى الدول العربية وذلك للإشارة إلى أن العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ستدخل في غيبوبة بتكلفة. وذكرت صحيفة يديعوت أحرنوت في وقت سابق أن الجيش الإسرائيلي والموساد وافقا على خطط لمهاجمة إيران في حالة تعرض إسرائيل لهجوم من الأراضي الإيرانية. بالإضافة إلى ذلك، زاد التنسيق بين الجيشين الأمريكي والإسرائيلي. ووفقا لتقارير وسائل الإعلام الأجنبية، وجهت إسرائيل في الماضي عدة ضربات لإيران، بما في ذلك قتل علماء إيرانيين، وفي عام 2022، توجيه ضربة واسعة النطاق ضد قاعدة تضم طائرات بدون طيار هجومية في مدينة كرمانشاه غرب إيران. ووفقا للتقارير، كانت هناك ثلاث جولات من الضربات من طائرات بدون طيار إسرائيلية دمرت طائرات بدون طيار إيرانية هجومية بعيدة المدى. وتضمنت تلك الضربة، التي قيل إنها نُفذت بمساعدة المخابرات الأميركية، تدمير مركز لوجستي واحتياطيات نفطية في القاعدة. وعلى النقيض من التصريحات القتالية الصادرة عن القادة الإيرانيين، فإن طهران تشعر بالقلق إزاء وقوع هجوم على أراضيها. وكانت الرسالة التي تم تسليمها لهم هي أنهم إذا نفذوا ضربة ضد إسرائيل، فإن الجيش الإسرائيلي سوف ينتقم داخل حدودهم. قال وزير الدفاع يوآف غالانت يوم الخميس لنظيره الأميركي لويد أوستن إنه إذا كان هناك هجوم إيراني على إسرائيل، فإن الجيش الإسرائيلي سيرد وفقا لذلك. وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي زار قاعدة جوية، إن إسرائيل تستعد للرد على احتياجاتها الأمنية دفاعيا وهجوميا. والتقى قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا الذي وصل إلى إسرائيل يوم الخميس، برئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي وزار مركز قيادة القوات الجوية في تل أبيب ومن المتوقع أن يلتقي يوم الجمعة بغالانت ويزور قاعدة جوية. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنه لم يطرأ أي تغيير على الإعلانات الموجهة للجمهور بشأن الإجراءات التي يجب اتخاذها لضمان سلامتهم.
مشاركة :