يعد سوق خميس مشيط للجنابي من أقدم أسواق المملكة المتخصصة في بيع وتسويق الجنابي والسيوف التقليدية، حيث تعرض في السوق بعض الأنواع المصنوعة قديماً وتعتبر من نوادر الجنابي وأغلاها قيمة. ويمثل لبس «الجنبية» أو الخنجر التقليدية من أبرز مظاهر التعبير عن الفرح والاعتزاز بالموروث في الأعياد والمناسبات العامة، حيث تشهد أسواق الجنابي وأبرزها سوق خميس مشيط، إقبالاً كبيراً من المواطنين الذين يتوافدون للسوق من جميع محافظات منطقة عسير وخارجها، بحكم شهرة السوق وتوفّر جميع الخيارات فيه، حيث يحتوي على جنابي أو خناجر تناسب صغار السن والشباب، وأخرى لكبار السن. وأشار عدد من البائعين إلى أن أسعار الجنابي تعتمد على جودة التصنيع والمواد الخام ومستوى النقوش، إضافةً إلى ندرة النوع وقِدم صنعه، كلها عوامل تسهم في تحديد السعر، حيث توجد أنواع مصنوعة من الفضة وأخرى مطعمة بالفضة ومزينة بنقوش إبداعية، تتراوح أسعارها بين 1000 ريال إلى عشرات الألوف وبعض الجنابي النادرة يزيد سعرها على 100 ألف ريال. وتتكون «الجنبية» التقليدية من عدة أقسام تحدد جودتها هي «الرأس» و»السيال» و»الفتخة» و»القهبة» و»الكواكب» و»الحلقة» و»الشرطان» و»الركزة»، وتختلف طريقة لبس الجنبية من منطقة لأخرى، حيث يلبسها البعض على الجانب الأيمن أو الأيسر من جسم الرجل، وتعلق بواسطة حزام من القماش أو الجلد يُعقد بإحكام على الخاصرة، كذلك يلبسها آخرون على منتصف الجسم. وُعرفت محافظة خميس مشيط منذ القدم بنشاطها التجاري الكبير حيث يورد المؤرخ محمد أحمد أنور في مذكراته المنشورة في كتاب «القول المكتوب في تاريخ الجنوب» لمؤلفه الدكتور غيثان جريس، وصفاً لسوق خميس مشيط قديماً، يبرز أهميته حيث يقول: «أما سوق خميس مشيط فهو سوق كبير ونشيط الحركة التجارية، يُطلق عليه لقب (موجان) لكثرة الصخب والحركة فيه، وخاصة يومي الأربعاء والخميس، ولأن الناس تموج فيه كموج البحر، ويوجد فيه جميع متطلبات الناس مما لا يوجد في غيره من الأسواق المجاورة في ذلك الوقت من لوازم ضرورية ومستلزمات حياتية». ومن الأنواع التي تُجلب للسوق أيضاً الأغنام والأبقار والإبل، وأنواع التمور الجيدة والبلح التي ترد من بيشة وغيرها.
مشاركة :