نادي الهلال، أشبه بقهوة مساء مخملية، في ليلة ممطرة، لعشّاق عابرين إلى الجانب الآخر من النهر، توقفوا على جسر الحياة ذات يوم، يفتشون عن القمر، بين ركام الغيوم السوداء، ليرتشفوا ما تبقى من عطر الشتاء، الهلال قصة مختلفة عن الآخرين، بدأت ولم تنته، وترنيمة متيّم يشدو «لا تخفِ ما فعلت بكَ الأشواق.. واشرح هواك فكلنا عُشاقُ». علاقتي بنادي الهلال تشبه إلى حدٍّ كبير عاشق للجمال يتجول في أروقة مدينة مسكونة ردهاتها بكل ما هو جميل، وتطل شرفاتها على نهر أزرق، لا يتوقف جريانه أبدًا، لقد بدأت الحكاية منذ الصغر، حينما كنت أرتدي وشاحه وأنا في الطريق إلى المدرسة. كان الجزء الممتع جدًا في الرواية الزرقاء التي عشتها بكل تفاصيلها، تلك المرحلة التي عنونت ذاكرة كتبت لتبقى، ما حدث لم يكن مجرد تشجيع لنادٍ، بل كان أبعد من ذلك بكثير، شيء لا يمكن إدراكه أو حتى فهمه. في رحلتي مع الهلال، تعلمت ثقافة المنافسة، وأخلاق الانتصار، وروح الخسارة، والأهم من ذلك كله ألا أتنازل عن أحلامي وطموحاتي، مهما بدت مستحيلة، أو صعبة المنال، وأن أثق بقدراتي وشغفي وإرادتي، وأن أكون قويًا وواثقًا ومثابرًا بما يكفي للوصول إلى تحقيق أهدافي التي أصبو إليها، فمن لا يخوض معركة في حياته لن يتمكن من بناء قيم ومبادئ تقوده إلى الاعتزاز بذاته. أهم درس في القيادة الإدارية يقدمها الهلال بنسخته العملية، هي «قوة التركيز» كما يقول «جاك كانفيلد»، وأنه لا وقت مُهدر في جهد لا يصل بفريقك لـ»منتج حقيقي»، باختصار هذه هي «فلسفة التفوق» التي يخفق الكثيرون في ممارستها وتذهب جهودهم سدىً.
مشاركة :