واصل الطائر الأزرق تحليقه في سماء الإبداع وأنهى رحلة الإمارات باقتناص الذهب بعد أن قدّم فنوناً من المتعة في رحلته المظفرة واستعرض بروعة أدائه وسحره؛ فألهب حماس عشاقه وأدخل اليأس والإحباط في قلوب منافسيه؛ فتسلطن وتسيّد ساحة المعركة وجندل خصومه واحداً تلو الآخر، ولم تُجدِ معه نفعاً طرقاً أو خططاً؛ فكلها سواء، إن هاجموا خسروا وإن دافعوا خسروا.. فيا لها من سطوة احتار معها المدربون وتعب في تفسيرها المُبررون.. فمن أين لك هذا يا هلال؟ في بطولة سوبر الدرعية سلك الموج الأزرق الطريق الصعب؛ ففي ليلة العيد قرر الإطاحة بغريمه النصر الذي أعيت مدربه السبل في كيفية وقف هذا المد الأزرق، فقد سبق له الخسارة في مناسبتين متتاليتين وبفوارق كبيرة في المستوى والنتيجة؛ لكن الثالثة كانت ثابتة.. أما النهائي فكان أمام العميد الاتحادي الذي تلقى خسائر فادحة ومتوالية وعبر كل المسابقات، فكانت النتيجة كسابقاتها. عندما ترى كبير آسيا وزعيمها في الميدان ينتابك الكثير من الفخر لفريق تشعر أنه بنزهة؛ فيبدع ويمتع ويبهر؛ يسرع ويبطئ؛ يلهو ويمزح؛ يسرح ويمرح؛ ويتحكم بالبساط الأخضر ويمتلك مفاتحه ويحفظ دروبه ويختار مساراته؛ فيتعب خصمه ويتركه بحيرة! فليس بقادر على مهاجمته، ولا يستطيع وقف فورته، ويستمر هذا السيناريو في كل مواجهاته التي بلغت 34 انتصاراً متتالياً؛ فيا لعظمة هذا الهلال! الزعيم العالمي يكتب قصة جميلة حروفها تنبض بالإبهار، وكلماتها كلحنٍ شجي يطرب له العاشقون، وفصولها كقطعة موسيقية تهيم بك في سماء الأحلام، فيا لروعة الهلال. نقطة آخر السطر يقول الشاعر الهلالي الجميل الصديق فارس الروضان: «الأماني لو لها طبع الهلال ما بقى بالعمر حلمٍ ما كمل» فإن كنت هلالياً فيحق لك أن تحلم بما شئت.
مشاركة :