تكثفت أمس المشاورات والاتصالات على محاور عدة في شأن تأليف الحكومة. وعرض الرئيس اللبناني ميشال سليمان في القصر الجمهوري مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي التطورات الحكومية والسياسية والأمنية الرهنة. وأكد رئيس المجلس النيابي نبيه بري أن «الاتصالات مستمرة في شأن تشكيل الحكومة، وأنه يتابع تدوير الزوايا». وقال وفق ما نقل نواب عنه في لقاء الأربعاء: «إن نفسنا إيجابي وطويل في وجه العقبات وسنتابع محاولاتنا حتى النهاية»، مكرراً أن «حكومة الأمر الواقع هي عزل للجميع، وستوجد مناخاً سلبياً يترك أثره ونتائجه على كل الاستحقاقات». وقال نواب زاروا بري: «إن بيان كتلة «المستقبل» الذي جدد التأكيد على حكومة من غير الحزبيين «لم يكن بالإيجابية المتوقعة». ورأى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض أن بيان «المستقبل» اليوم هو «خطوة إلى الوراء وانتكاسة للأجواء الإيجابية التي سادت في الساعات الماضية»، مؤكداً «الاستمرار في التواصل من أجل التوصل إلى حكومة توافقية ترضي الجميع»، ومحذراً من «حكومة الأمر الواقع». قال عضو الكتلة ذاتها النائب نوار الساحلي: «نفسنا طويل وما زلنا مصرين عليه وعلى التوافق». وأشار عضو كتلة «التنمية والتحرير» علي خريس إلى أن «بيان «كتلة المستقبل» «عكر صفو الأجواء الإيجابية بملف تشكيل الحكومة»، قائلاً: «لا نريد الوقوف عند هذا الموضوع وسنبقى نشيع أفكاراً تفاؤلية». وقال: «هناك عقلاء في «المستقبل» يريدون حلاً للمعضلة التي نعاني منها اليوم». ومن زوار بري الوزير السابق وئام وهاب الذي قال: «بالأمس كاد يتم التوصل إلى حكومة بعد التجاوب الذي أبداه كل الأطراف بمن فيهم الرئيس سعد الحريري في الخارج لتشكيل حكومة على أساس (8 – 8 – 8) مع بعض «الفذلكات». ولكن اليوم كما فوجئ الجميع، فوجئنا بإطلاق (الرئيس) فؤاد السنيورة النار على توافق الأمس عبر بيان لكتلة المستقبل، وهو ما عودنا إياه السنيورة الذي يبدو أنه أصبح هو الرئيس الفعلي للمستقبل وليس سعد الحريري». وأضاف: «إذا شكلت حكومة أمر واقع فإنها لن تنال الثقة، وهذا يعني أن فخامة الرئيس ملزم بإجراء مشاورات لتكليف رئيس حكومة جديد، وعندها خياراتنا ستكون مفتوحة من عبد الرحيم مراد إلى نجيب ميقاتي، ما هي المشكلة؟ ما دام الفريق الآخر عاجزاً عن التجاوب مع كل المساعي المبذولة تصبح عندها كل الخيارات مفتوحة أمام فريقنا». وتابع رئيس حزب «الكتائب» أمين الجميّل الاتصالات السياسية الهادفة إلى معالجة الأزمة الراهنة، واستقبل لهذا الغرض موفد رئيس الجمهورية الوزير السابق خليل الهراوي الذي وضعه في صورة المشاورات الجارية في شأن تأليف الحكومة، ووقف على رأيه من الصيغ المقترحة. وجدد «دعمه رئيس الجمهورية في المساعي التي يقوم بها لتسهيل تأليف حكومة جامعة تشكل درعاً واقياً لانتخابات رئاسة الجمهورية في موعدها الدستوري». والتقى الجميّل وفداً من كتلة المستقبل ضمّ النواب جان أوغاسابيان ونهاد المشنوق وهادي حبيش وجرى التداول في الإمكانات المتاحة لتحرك وطني تقوم به قوى 14 آذار في هذه المرحلة الدقيقة التي شهدت اغتيال الوزير السابق محمد شطح والانفجارات المتنقلة. وكانت وجهات النظر متفقة على ضرورة رفض الأمر الواقع والخروج من دوامة الأزمة من خلال تعزيز المؤسسات. واتفق الحاضرون على متابعة التواصل ومواكبة الاتصالات الجارية.
مشاركة :