إن من رحمة الله تعالى بعباده المؤمنين أن شرع لهم عبادات تتغذى بها أرواحهم وتسمو بنفوسهم وتطمئن بها قلوبهم وتصلح بها دنياهم وآخرتهم، ومن هذه العبادات التي شرعها الله لعباده ويَسَّرها عليهم صِيام شهر رمضان حيث جعله سُبحانه وتعالى يَسيراً في صَومه ويسيراً في زمنه ويسيراً في قضائه فقال جل من قائل: «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ القُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الهُدَى وَالفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» «البقرة:185» شهر فيه إعانة على الطاعات وتكفير للسيئات واستثمار للخير وحبس للنفس عن المعاصي والمنكرات، وفيه ليلة القدر قيامها والعبادة فيها خير من عبادة ألف شهر أي خير من ثلاث وثمانين سنة وبضعة أشهر. قال تعالى:- « إنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ القَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ القَدْرِ * لَيْلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الفَجْرِ». (سورة القدر). شهر تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب جهنم.. وقد نجد في شهر رمضان بعض النفوس والوجوه المُرهقة والعياذ بالله بسبب أنها لم تتروّض على الحلم، والصبر على الجُوع والعطش..! فيصبح الصيام لديهم مجرد تحصيل حاصل وتساهل في عظيم أجره وحجة لتبرير تصرفاتهم المشينة في التفاخر بالحماقات وسوء الخلق والزجر والزهق.! فما ينتهي الشهر الكريم إلاَّ وقد سَجلوا الرقم القياسي في أذية خلق الله والشتم والسَّبْ والعِراك مع الآخرين..! متجاهلين حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: «الصِّيَامُ جُنَّةٌ فلا يَرْفُثْ وَلا يَجْهَلْ وَإِنْ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ». وللأسف بعض الموظفين يبدون زهقهم وضيق صُدورهم على إخوانهم المراجعين وبعض مديري الإدارات يفعلون ذلك مع إخوانهم العاملين..! كما أن بعض الموظفين يجدون في رمضان فرصة ومساحة للتأخر في الحضور إلى دوامهم، إضافة إلى أنهم يصطنعون الكسل والخمول والتعب ليجيروا ذلك للصوم، فلا يعملون في هذا الشهر الكريم إلاَّ سُويعات معدودة، والبعض منهم ينام على مكتبه بسبب السهر.! متجاهلين أن رمضان شهر العمل والعطاء والبذل، وليس شهر البطالة.. غير مبالين بتعطيل مصالح الناس بسبب ضعف إنتاجياتهم وإنجازاتهم وتقهقرها وتراجعها.! وفى سياق الحديث هناك ظاهرة غير حضارية تغلغلت وتطورت والتصقت بل لازمت وأصبحت عادة سنوية كلما أقبل شهر رمضان وهو إصرار البعض على التزاحم والتبضُّع والتسوُّق الجماعي بكثرة و»بالهَبل»، وخاصة ليلة رمضان، وكأن الأسواق سوف تقفل بعد ذلك مما يؤثر سلباًً على الأسعار ويرفعها ويدفعها إلى الاشتعال، وخاصة المواد الغذائية بأنواعها والمواشي واللحوم البيضاء بسبب آلية زيادة الطلب على العرض مما يؤثر سلباً على الميزانيات المنزلية..! ونحن نقول: لِمَ لا يكون التخطيط المسبق للشراء في وقت مبكر وبمعقولية ليحد بشكل كبير من جشع بعض التجار..! fouadkabli@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (69) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :