سكان غزة يبحثون عن الضحايا وسط الأنقاض بعد قصف إسرائيلي على رفح

  • 4/18/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أصاب القصف ليل الأربعاء-الخميس منزلاً تقيم فيه عائلة نزحت الى رفح القريبة من الحدود مع مصر، وفق ما أفاد أقارب وجيران وكالة فرانس برس وهم يزيلون التراب بأيديهم بحثاً عن أحبائهم. وأوضح العرجا أن القصف أدى الى مقتل عشرة أشخاص على الأقل. وقال وهو يقوم مع شبان وأطفال بإزاحة أغضان الزيتون وقطع خرسانية للبحث عن الضحايا، إن "العالم كله متواطئ" مع إسرائيل. وأضاف لفرانس برس "انتشلنا نساء أشلاءً، انتشلنا أطفال أشلاءً، انتشلنا الأيادي والأرجل... جميعهم تقطّعوا. ما حصل جنوني، فظيع، أمر غير طبيعي". وبعيد اندلاع الحرب في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، طلب الجيش الإسرائيلي من سكان شمال قطاع غزة إخلاء المنطقة والنزوح جنوباً الى ما وصفها بأنها "مناطق آمنة" مثل رفح. وعلى رغم أنّ رفح بقيت في منأى عن العمليات العسكرية البرية، الا أنها تتعرض بشكل دائم للقصف. ومنذ أسابيع، يؤكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عزمه على شنّ هجوم بري على المدينة التي تؤوي أكثر من مليون ونصف مليون شخص، بحسب الأمم المتحدة. وفي موقع الغارة الليلية، قال زياد عياد لفرانس برس "من أين (رفح) آمنة؟ نحن الليلة سمعت القصف، وخلدت الى النوم. لم أكن أعرف أنهم أقاربنا". - "من دون أي إنذار" - وكان البحث عن أشلاء الضحايا طويلاً ومنهكاً. وتسبّبت الغارة بحفرة ضخمة، وقام الأطفال بالبحث وسط الأنقاض في حين قام الرجال والشبان برفع الحطام وأغصان الشجر وحاجبات مختلفة. وقال العرجا "فجأة نزل عليهم الصاروخ، فتّتهم جميعاً... أصابوهم من دون أي انذار مبكر"، مشيراً الى أن القصف أدى الى اهتزاز "كل المنطقة، كل الحيّ، كل رفح". وأشار الى أنّ الضحايا هم "أناس أتوا من الشمال على أساس قالوا لهم (الإسرائيليون) إنّ الجنوب آمن". وفي ضربة أخرى طالت منزلا في حي السلام ليل الثلاثاء، انتشلت فرق الانقاذ جثث ثماني أشخاص من عائلة واحدة بينهم خمسة أطفال وامرأتان، وفق ما أفاد الدفاع المدني في القطاع. وقال سامي النيرب، وهو من سكان رفح، لفرانس برس "فوجئنا مثلنا مثل كل المواطنين في رفح بأنه قرابة الساعة الحادية عشرة إلا ثلثاً ليلاً باغت صاروخ إسرائيلي منزلا يؤوي نازحين". وأضاف أنّ "صهر أختي وابنتها وأطفالها كانوا جالسين يتناولون العشاء... حين هدم صاروخ إسرائيلي المنزل عليهم". بدورها، قالت جملات رمضان لفرانس برس "استيقظت على صوت البنات يصرخن +ماما، ماما+... ركضت ووجدت الأطفال يركضون... وكانت الجثث متناثرة في كلّ مكان". ذكريات تحت الركام واندلعت الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في أعقاب هجوم غير مسبوق شنّته الأخيرة على جنوب الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر وأسفر عن مقتل 1170 شخصاً غالبيتهم من المدنيين، وفقاً لتعداد أجرته وكالة فرانس برس استناداً إلى بيانات رسمية إسرائيلية. وخُطف أكثر من 250 شخصاً ما زال 129 منهم محتجزين في غزة، توفي 34 منهم وفقاً لمسؤولين إسرائيليين. وتوعّدت إسرائيل بـ"القضاء" على الحركة، وهي تشنّ مذاك عمليات قصف وهجمات برية واسعة في القطاع، ما أسفر عن مقتل 33970 شخصا معظمهم من المدنيين، وفقاً لوزارة الصحة التابعة لحماس. وتسببت الحرب بأوضاع انسانية كارثية في القطاع الذي يقطنه 2,4 مليون شخص. وتؤكد الأمم المتحدة ومنظمات انسانية أن غالبية السكان باتوا على شفير المجاعة خصوصا في شمال القطاع. وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت سابق هذا الشهر، سحب قواته من خان يونس، كبرى مدن جنوب القطاع، بعد أشهر من المعارك الضارية. وعاد مئات الآلاف من الفلسطينيين الى المدينة حيث وجدوا منازلهم وقد استحالت ركاماً. وقالت شمس ماجد (22 عاما) النازحة الى منطقة المواصي "فقدنا بيتنا وحضننا الدافئ بعد أن تم قصفه وتدميره بالكامل ولم يتبقّ لنا سوى مجموعة من الصور والفيديوهات التقطناها في ساعات الصفاء والفرح قبل أن تبدأ هذه الحرب الهمجية على غزة والتي أحرقت كل شيء. حتى أبسط ذكرياتنا لم نستطع الحفاظ عليها". وأشارت الى أن والدها توفي قبل نحو شهر من اندلاع الحرب "احتفظت بكافة مقتنياته الجميلة بتفاصيلها بعلبة السجائر الأخيرة، بالنقود الأخيرة في ملابسه، بالعطور، وكل شيء". وتابعت "لكن الآن لم يبقَ شيء منها، جُرّفت أراضينا، وقُصف منزلنا، وغادرتنا الذكريات، دُفنت أحلامنا وطموحاتنا، قُلِبَت حياتنا وما بقي شيء على حاله، ليست لدينا طاقة حتى نرثي ما حدث، أو قدرة على لملمة مآسينا أو أن نفوق من صدماتنا المتتالية".

مشاركة :