ما علاقة النوم بالصحة النفسية وجودة الحياة ؟

  • 4/19/2024
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

للنوم دور أساسي في تحسين جودة حياة الإنسان والحفاظ على إيقاعها الطبيعي واستدامتها. فتأثير النوم على الكبار والصغار، لا يقتصر على الجانب البدني فحسب، بل يمتد إلى جوانب نفسية واجتماعية وغذائية وعقلية، حيث يلعب دوراً حاسماً في تعزيز الصحة كجزء أساسي من نمط حياة سليم. ويسهم في تجديد الطاقة وتحسين الوظائف العقلية والجسدية، وتجديد وترميم الخلايا وتعزيز جهاز المناعة. وعن أهمية النوم، وعلاقته بالصحة المستدامة وجودة الحياة، يتحدث أطباء واختصاصيون حول نصائح عدة تتعلق بفوائد النوم الصحي. ساعات النوم يقول الدكتور عماد سلمان، استشاري طب الأسرة بمستشفى «هيلث بوينت» بأبوظبي، إن الدراسات تشير إلى أن الذين لا ينامون لوقتٍ كافٍ يتراجع نشاطهم البدني وصحتهم النفسية، موضحاً أن حاجة الإنسان إلى النوم تختلف بين مرحلة عمرية وأخرى، إذ إن الحاجة إلى النوم تنخفض مع تقدم العمر، كما أن ساعات النوم ليست العنصر الأساسي الوحيد في تحديد مستوى جودة النوم، بل ترتبط باختيار الأوقات. والنوم ليلاً هو الخيار الصحيح لتعزيز جودته، والإسهام في التطور البدني والعقلي، والتزود بالطاقة اللازمة، خصوصاً للأطفال لتحقيق أفضل تحصيل دراسي، وتمكينهم من أداء واجباتهم اليومية. الصحة النفسية ويؤكد سلمان، أن عدم حصول الأطفال على قسطٍ كافٍ من النوم، يشعرهم بالإرهاق والعجز عن أداء واجباتهم، نظراً لافتقادهم إلى الطاقة اللازمة، فضلاً عن إصابتهم بالتوتر والعصبية، مشيراً إلى أن الدراسات تؤكد أن الإنسان الذي ينام في أوقات غير صحيحة، أو لا يأخذ قسطاً كافياً من الراحة، يكون عرضة للإصابة بأمراض نفسية، منها القلق والاكتئاب والعصبية، كما يؤثر السهر على التركيز والذاكرة نتيجة التأثير على وظائف الدماغ. نصائح ينصح استشاري طب الأسرة، عماد سلمان بضرورة الاعتياد على أوقات صحية للخلود إلى السرير، لتحقيق أكبر استفادة مرجوّة من النوم. ويشدد على ضرورة تجنب المشروبات الغنية بالكافيين قبل النوم بنحو 6 ساعات، والابتعاد عن ممارسة الرياضة بفترة 4 ساعات كحد أدنى من وقت النوم، والتوقف عن تناول الطعام بنحو 4 إلى 6 ساعات، مع تجنب تفحص الهواتف المتحركة أو الأجهزة اللوحية. أضرار السهر وتوضح لميس الدربي، اختصاصية التغذية السريرية، أن السهر يؤدي إلى زيادة هرمون «الجريلين»، وهو يُفرز من المعدة ويؤدي إلى زيادة الشهية، كما يؤدي إلى انخفاض مستويات هرمون «اللبتين» الذي يُفرز من الخلايا الدهنية ويؤدي إلى الشعور بالشبع. ويؤدي هذا الاختلال في مستويات الهرمونات إلى تناول الطعام في أوقات غير منتظمة أو تناول وجبات متتابعة في وقت قصير. كما يتسبب السهر بانخفاض مستوى الانتباه والتركيز، ما يؤدي إلى اتخاذ خيارات غذائية غير صحية، كتناول الأطعمة الغنية بالسكر والدهون والسعرات الحرارية. وتشير الدراسات إلى أن اضطراب الساعة البيولوجية قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. أخبار ذات صلة «السعادة الحقيقية» في التنمية الأسرية «الأعلى للأمومة والطفولة» ينظم جلسة الصحة النفسية والتواصل الإيجابي ضبابية الدماغ وتشير دانة المعربي، اختصاصية علم النفس السريري، إلى أن النوم المتأخر قد يزيد من خطر الإصابة باضطرابات الصحة النفسية ويتسبب بالقلق والاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب، كما يمكن أن يؤدي إلى «ضبابية الدماغ»، وما يرافق ذلك من شعور بالتشويش وصعوبة التركيز، ما يؤثر على وظائف المخ والذاكرة والتنظيم العاطفي، ويزيد من خطر الإصابة بالهلوسة والأوهام، موضحة أن الأبحاث تؤكد أن قلة النوم تتسبب بالاكتئاب والأرق، وزيادة الاندفاع وفرط النشاط والنوبات العاطفية، وصعوبة التواصل مع الآخرين. انعزال اجتماعي ويقول الدكتور خليفة المقبالي، استشاري الطب النفسي في مدينة الشيخ شخبوط الطبية، إن المبالغة في السهر بشكل متكرر، تؤثر بشكل سلبي على مختلف الأعمار، ولاسيما الأطفال والمراهقين، لكونهم يمرون بمرحلة عمرية مهمة تحدد سلامة نموهم الجسدي والذهني. وقد تنتج عنها ظواهر صحية ونفسية، منها الإفراط في تناول الأطعمة غير المغذية، والانعزال الاجتماعي، والعصبية والتوتر، ما يؤثر على جودة العلاقات الاجتماعية مع أقرانهم. هرومونات النمو وتؤكد الدكتورة أسماء الديب، استشاري ورئيس قسم طب الغدد الصماء لدى الأطفال في مدينة الشيخ شخبوط الطبية، أن الأطفال يحتاجون إلى النوم لساعات كافية من الليل للاستفادة من إفراز هرمونات النمو، حيث إن، قلة النوم تؤثر على مستوى التعليم والإدراك وقوة الذاكرة والتركيز، إلى جانب زيادة الوزن بسبب خلل في إفرازات الهرمونات، مشيرة إلى أن قلة النوم تشعر الطفل بالتوتر والعصبية، ما يؤثر على تواصله مع الآخرين. حلول تقدم أسماء الديب نصائح عدة لتعديل أنماط النوم والاعتياد على الاستيقاظ مبكراً، منها: الحد من القيلولة الطويلة، إنشاء روتين ليلي مثل أخذ حمام ساخن، قراءة كتاب، وممارسة التأمل لبضع دقائق لتهدئة الجسم. وتكرار هذه العادات كل ليلة يساعد في ضبط الحالة المزاجية للحصول على نوم هادئ، إضافة إلى ضرورة تجنب تناول الكافيين والمشروبات المنبهة قبل النوم، مع إيقاف تشغيل الأجهزة الإلكترونية. كما أن العلاج السلوكي المعرفي للأرق يساعد في التعامل مع الأفكار والمشاعر التي قد تمنع الشخص من النوم وتحرمه من الاسترخاء. صحة القلب ويوضح الدكتور يوسف العطار، استشاري ورئيس قسم طب القلب في مدينة الشيخ شخبوط الطبية، إن أجسادنا تحتاج إلى الراحة خلال ساعات الليل لتجديد خلايا الأعضاء، لاسيما القلب والأوعية الدموية، ويتحقق هذا من خلال الحصول على ساعات كافية من النوم، وبالتالي فإن السهر يضر بصحة القلب، مع وجود التاريخ المرضي أو التقدم في العمر. وفيما يتعلق بالأطفال والمراهقين، فإن السهر قد يؤثر سلباً على صحتهم، ويتسبب بزيادة الوزن وارتفاع نسبة الكولسترول وارتفاع ضغط الدم والإصابة بمرض السكري.

مشاركة :