تزكية النفس على منهاج النبوة

  • 4/20/2024
  • 17:47
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لا شك أن تزكية النفس هي طريق الفلاح، وقد أقسم الله تعالى في سورة الشمس على أن الفلاح يترتب على تزكيتها {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} [الشمس: 7- 8]. وقد اتخذ بعض الزهاد والعلماء طريقًا للتزكية يقوم على مبدأ التخلي قبل التحلي، بمعنى أن يستجمع العبد همته على التخلص من الأمراض والآفات، حتى يكون مؤهلًا لقبول غرس الإيمان وسلوك طريق التعبد لله رب العالمين. لكن هذا المسلك يحمل قدرًا كبيرا من العنت، فهو يجعل العبد واقفًا عند وضعية تنقية الحشائش الضارة دون الاهتمام بري الزرع والاهتمام بنموه. بل هو أبعد ما يكون عن القابلية للتطبيق لأنه يفترض في النفس البشرية أنها تثبت على حال، أو أنها تقف عند خطوتها الأخيرة بلا تراجع، فكيف يعرف العبد أنه تخلص بالأساس من الآفات والأمراض؟! وأما منهج التزكية الأقرب والأكثر اتباعا وسيرا على الهدي النبوي، فهو الذي يقوم على الاهتمام بالبناء الإيماني أو التحلية، مع التخلية أثناء الطريق، فيسير إلى ربه بالطاعة، فإذا ما اعترضه شيء في الطريق أو آفة قطعها. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: «النَّفْسُ مِثْلُ الْبَاطُوسِ – وَهُوَ جُبُّ الْقَذَرِ – كُلَّمَا نَبَشْتَهُ ظَهَرَ وَخَرَجَ. وَلَكِنْ إِنْ أَمْكَنَكَ أَنْ تَسْقَفَ عَلَيْهِ، وَتَعْبُرَهُ وَتَجُوزَهُ، فَافْعَلْ، وَلَا تَشْتَغِلْ بِنَبْشِهِ. فَإِنَّكَ لَنْ تَصِلَ إِلَى قَرَارِهِ. وَكُلَّمَا نَبَشْتَ شَيْئًا ظَهَرَ غَيْرُهُ». وهذا المنهج في التزكية يرتكز على حقيقة أن الطاعة تبني الإيمان، وكلما علا هذا الصرح واشتد، اقتلع الآفات ودواعي الشرور وأسقطها، حيث إن نور الطاعة يبدد ظلام المعصية، لذا يقول ابن القيم رحمه الله: (أشعة لا إله إلا الله تبدد من ضباب الذنوب وغيومها بقدر قوة ذلك الشعاع وضعفه، فلها نور، وتفاوت أهلها في ذلك النور قوة وضعفا لا يحصيه إلا الله تعالى فمن الناس: من نور هذه الكلمة في قلبه كالشمس ومنهم: من نورها في قلبه كالكوكب الدري ومنهم: من نورها في قلبه كالمشعل العظيم، وآخر: كالسراج المضيء وآخر كالسراج الضعيف. ولهذا تظهر الأنوار يوم القيامة بايمانهم وبين أيديهم على هذا المقدار بحسب ما في قلوبهم من نور هذه الكلمة علما وعملا ومعرفة وحالا، وكلما عظم نور هذه الكلمة واشتد: أحرق من الشبهات والشهوات بحسب قوته وشدته حتى إنه ربما وصل إلى حال لا يصادف معها شبهة ولا شهوة ولا ذنبا إلا أحرقه). هذا المنهج في التزكية مستقى من النصوص النبوية الصحيحة التي تعالج الآفات بإعلاء البناء الإيماني، وهو ما نستشفه من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أن رجلا أصاب من امرأة يعني ما دون الفاحشة فلا أدري ما بلغ غير أنه دون الزنا فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فأنزل الله ( أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ) فقال يا رسول الله ألي هذه؟ قال: لمن أخذ بها). في المقابل يراعي المنهج الثاني – المستقى من النصوص النبوية – طبيعة النفس البشرية التي يعتريها الفتور والملل، وينسجم مع المنهج النبوي في التيسير على الأنام، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون. إحسان الفقيه – الشرق القطرية كانت هذه تفاصيل خبر تزكية النفس على منهاج النبوة لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد. كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

مشاركة :