دعا صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إلى إعادة كتابة التاريخ من قبل المتخصصين حتى تزال منه الشوائب؛ موضحاً أن كتاب تحت راية الاحتلال يروي حكاية فترة من فترات سيطرة شركة الهند الشرقية، وممارساتها في مناطق الخليج العربي، مؤكداً أن تلك الممارسات تمثل قادة الشركة، ولا تمثل البريطانيين أو الإنجليز. جاء ذلك في كلمة لسموه، أمام حضور حفل تدشين النسخة الإنجليزية من كتاب تحت راية الاحتلال، الليلة قبل الماضية، في العاصمة البريطانية لندن، بحضور الشيخة بدور بنت سلطان بن محمد القاسمي رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، والشيخة عزة بنت سلطان بن محمد القاسمي. توقيع.. وحضور تفضل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بالتوقيع على عدد من النسخ المترجمة إلى اللغة الإنجليزية، من كتاب تحت راية الاحتلال، أهداها إلى الحضور ضيوف الحفل. وعرض، خلال الحفل، فيلم تسجيلي قصير لمحتوى الكتاب، مستعرضاً ما فيه من حقائق ومعلومات ووثائق، وصور توضيحية لمختلف الفترات والمراحل التاريخية، التي واكبت تلك الفترة، وشهدت على ممارسات شركة الهند الشرقية. يشار إلى أن الحفل حضره سفير الدولة لدى المملكة المتحدة عبدالرحمن غانم المطيوعي، ورئيس دائرة الثقافة والإعلام عبدالله بن محمد العويس، ورئيس هيئة الشارقة للكتاب أحمد بن ركاض العامري، والأديب محمد المر، وعدد من السفراء العرب لدى المملكة المتحدة، وممثلون من دور النشر البريطانية، إلى جانب ممثلي وسائل الإعلام الدولية المختلفة. وأضاف صاحب السمو حاكم الشارقة: إذا ما عدنا إلى تاريخ شركة الهند الشرقية، لوجدنا العجب العجاب من هذه الشركة، وتصرفات رئيسها السيد فوكس والذي طلب في حينها من رئيس مجلس الوزراء بأن يمنح الصلاحية نيابة عن الحكومة البريطانية، للقيام بتجييش الجيوش للحرب ولإبرام اتفاقيات السلام دون الرجوع إليها، وعرض الأمر على البرلمان الإنجليزي إلا أنه قوبل بالرفض، وفي ما بعد تم الالتفاف على الأمر بأن ذيل طلب النيابة عن الحكومة البريطانية في الحرب والسلم بعبارة على أن تقوم شركة الهند الشرقية بتقديم أسباب لاحقة لهذا التصرف. وقال سموه: الآن نحن أمام أمر غائب عن الإنجليز، الذين يعتبرون أن هذا الكتاب يحكي عن العداء القائم بين الإنجليز والقواسم أو العرب في منطقتنا، وهذا أمر لا صحة له إطلاقاً، فالكتاب يتحدث عن شركة الهند الشرقية، وهي عندما رأت أن الهند كادت أن تطير من بين يديها، وذلك بوصول نابليون بونابرت إلى غزة، تشبثت الشركة في المنطقة حتى لا تفقد نصيبها ولو بجزء بسيط من بلاد الشرق، وهذا الكتاب لا يحكي الحروب التي حصلت، بل يحكي فترة الممارسات التي تلت وهي من عام 1820 من بعد توقيع الاتفاقية مع البريطانيين إلى عام 1866، فالمتمحص في دراسة التاريخ والتعرف عليه في تلك الفترة سيستشعر حجم المصائب والمشكلات التي جرتها شركة الهند على الحكومة البريطانية. وأردف سموه قائلاً: هذه الممارسات والتصرفات من شركة الهند الشرقية ألصقت بالبريطانيين وهم منها براء، ففي سنة 1839 قامت حرب الأفيون وهونغ كونغ، ولو أن أحدكم قرأ عن حرب الأفيون للاحظ أن الحكومة البريطانية قد أعطت شركة الهند الشرقية توكيل تجارة عامة، حتى وصل بها الأمر إلى أن تاجرت بالأفيون حتى تتمكن من الدفع بالفضة مقابل شراء الشاي من الصين، هذا من جانب؛ فضلاً عن الممارسات التي قامت خلال فترة الحرب التي استمرت من 1839 إلى 1841 لقد كانت حرباً ظالمة، لا تستحق أن يفاخر بها المرء، لا يذكرها الإنجليز على أنها فعل من أفعال شركة الهند الشرقية وإنما يلصقونها بأنفسهم، وأنا أدعوهم لتبرئة أنفسهم منها؛ لأنها تهمة سيئة جداً، فهذه واحدة من ممارسات شركة الهند الشرقية. ودعا صاحب السمو إلى إعادة كتابة التاريخ من هنا أدعو الى إعادة كتابة التاريخ الإنجليزي، بصورة من النقاء والصدقية الموجودة، إذ لم تكتفِ شركة الهند الشرقية بممارساتها على سواحل الخليج العربي وخليج عمان، بل كانت هناك ممارسات أخرى لها في الساحل الشرقي لإفريقيا. وقد كتبت كتاباً وهو (تقسيم الإمبراطورية العمانية)، يبين تلك الممارسات التي دفعت الحكومة البريطانية حينها إلى إصدار أمر بمخالفة كل ما صدر سابقاً لصالح شركة الهند الشرقية، وتم إيقاف جميع صلاحياتها بعمل أي اتفاقية سلام، وكان ذلك في عام 1858، وفي تلك الفترة الواردة في الكتاب سميتها الفترة الظالمة لبريطانيا والظالمة لنا نحن شعوب تلك المناطق. وكانت أولى فقرات الحفل كلمة لمؤسس ورئيس دار بلومسبيري للنشر نايجل نيوتن، رحب في مستهلها بصاحب السمو حاكم الشارقة والسفراء والحضور. وعرض محتويات كتاب تحت راية الاحتلال، واستعرض أهم محطاته الزمنية، والأحداث الدراماتيكية التي رافقت الوجود البريطاني آنذاك، ممثلاً في شركة الهند الشرقية. وألقى جون ماكارثي، مؤلف ومقدم برامج بريطاني، كلمة عبر فيها عن سعادته لاختياره ضمن المتحدثين في هذا اليوم، مبدياً إعجابه الجم بمؤلفات وكتابات صاحب السمو حاكم الشارقة، التي يستشعر من خلالها الشخصية القيادية لدى المؤلف، في توثيق مجريات الأحداث وسرد القصص، بما يتناسب مع مكنونه وشخصه، حتى يفهمها ويعيها من يأتي بعدهم من أجيال. وتحدث ماكارثي عن مدى انبهاره الحقيقي حينما زار الشارقة، وكيف وجد الإقبال الكبير على الكتب في معرض الكتاب، وكيف أن للكتاب منزلة خاصة، وكيف أن الاهتمام بالقراءة قادهم في الشارقة إلى العمل على توفير مكتبة مجانية لكل بيت فيها.
مشاركة :