مهرجان الطفل والعائلة يعيد صياغة 4 شخصيات وطنية في «معاريس التاريخ»

  • 4/13/2016
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

الدمام محمد خياط استوقف ركن «معاريس التاريخ»، في مهرجان الطفل والعائلة الذي تنظمه جمعية الثقافة والفنون بالدمام، ويختتم السبت المقبل بالواجهة البحرية بكورنيش الخبر، زوار المهرجان، واسترجع الزوار من خلاله سيرة 4 أعلام لشخصيات خدمت الوطن في مجال الاقتصاد والنفط والطيران والدبلوماسية والإدارة والأدب، لتكون تلك الشخصيات ملهمة للأطفال في المضي قدما في خدمة الوطن، من خلال تقديم سيرهم التي يجسدها ممثلون أعضاء في جمعية الثقافة والفنون، وبصوت مسجل يعطي للمشاهد التركيز والتشوق لمعرفة القصة التي قدمت كفكرة وبحث المسرحي جبران الجبران وأعدها كسيناريو الكاتب عبدالباقي البخيت وراشد الورثان، وإخراج راشد الورثان. حيث دل إقبال الجمهور على الركن والتعرف على ما يضمه من مقتنيات وآثار للشخصيات التي يتناولها الركن على مدى القبول الذي ناله حتى الآن، والركن جاء للتعريف بـ 4 من أعلام المملكة وكانت لهم بصمتهم كلٌ في مجاله، وهو الأمر الذي اعتبره القائمون على المهرجان بالمسؤولية الصعبة في عملية اختيار الشخصيات لكثرة من يستحقون ضمهم في ركن «معاريس التاريخ». القصيبي شخصية نادرة وشكل د. غازي القصيبي علامة فارقة في المجتمع السعودي المعاصر تحديداً لما يمثله من ظاهرة نادرة تعدت الأدب والشعر والكتابة إلى تقلد المناصب الأكاديمية والوزارية والحقائب الدبلوماسية كأول شخصية عربية تجمع بين خبايا العمل السياسي الوطني والفلسفة الشعرية المتخمة بالعذوبة والجمال والفكر المخضب بالرؤية الواقعية للأحداث وتلاحق الأزمات. ففي بيئة حزينة كانت ولادته، التي وافقت اليوم الثاني من شهر مارس عام 1940، ذلك الجو كانت له مسبباته، فبعد 9 أشهر من ولادة (غازي) توفيت والدته، وقبل ولادته بقليل كان جده لوالدته قد توفي أيضا، وإلى جانب هذا كله كان بلا أقران أو أطفال بعمره يؤنسونه. في ذلك الجو، يقول غازي، «ترعرعت متأرجحا بين قطبين أولهما أبي وكان يتسم بالشدة والصرامة (كان الخروج إلى الشارع محرّما على سبيل المثال)، وثانيهما جدتي لأمي، وكانت تتصف بالحنان المفرط والشفقة المتناهية على (الصغير اليتيم)». وقد حزم حقائبه نحو مصر، وإلى القاهرة بالتحديد، وفي جامعتها انتظم في كلية الحقوق، وبعد أن أنهى فترة الدراسة هناك، التي يصفها بأنها «غنية بلا حدود» ويبدو أنها كذلك بالفعل إذ (يُقال) أن رواية «شقة الحرية» التي كتبها، التي كانت هي الأخرى غنية بلا حدود، تحكي التجربة الواقعية لغازي أثناء دراسته في القاهرة. ثم عاد إلى الوطن، والعمل أستاذا جامعيا ثم إكمال الدراسة والحصول على الدكتوراة بعد فترة عملية، كان قرار غازي من بين خيارات عدة، فعاد إلى الرياض عام 1964، وإلى جامعتها (جامعة الملك سعود حاليا) تقدّم آملا بالتدريس الجامعي في كلية التجارة (إدارة الأعمال حاليا)، ولكن السنة الدراسية كانت قد بدأت قبل وصوله، ما جعل أمله يتأجل قليلا حتى السنة التالية، وفي تلك الأثناء، قضى غازي ساعات عمله اليومية في مكتبة الكلية (بلا عمل رسمي)، وقبيل فترة الامتحانات الجامعية جاء الفرج، حاملا معه مكتباً متواضعاً ومهمة عملية، لم تكن سوى لصق صور الطلاب على استمارات الامتحان! وقام حامل الماجستير في العلاقات الدولية بتلك المهمة عن طيب خاطر. نصار ورحلة الطيران وجاءت شخصية المرحوم الكابتن نهار نصار، حافلة بالجد والاجتهاد كأول طيار سعودي في المملكة جسدها الممثل إبراهيم الحجاج وتقلد مناصب مهمة وقاد كذلك رحلات عديدة لغالبية ملوك المملكة منهم الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد والملك عبدالله -رحمهم الله-. الكابتن نهار نصار -رحمه الله- الفتى النجدي الذي التحق بشركة الزيت العربية الأمريكية (أرامكو)، في الظهران، منتصف عام 1950م، فمنذ طفولته، ظهرت عليه بوادر الشغف بالطيران حيث كان يرافق والده إلى مطار الظهران، حين كان والده مقاولاً يتولى بناء بعض المرافق هناك. وفي مجال عمله لاحظ رؤساؤه في شركة أرامكو شغفه بالطيران، أهله لأن ينتقل من عمل مراسل مكتبي في مكاتب الشركة، إلى العمل فنياً تحت التدريب في ورشة الشركة المخصصة للطائرات في مطار الظهران. وقد ألهب هذا التحول حماسه لمعرفة كل شيء عن الطيران والطائرات، وأعانه على ذلك الاهتمام الذي حظي به من فنيي صيانة الطائرات الإيطاليين الذين كانوا يعملون في ورشة المطار. بعد ذلك، أرسله والده في عام 1953م، إلى مصر لتبدأ رحلة تعلم الطيران وهناك التحق أولاً بمدرسة سانت أندراوس في الإسكندرية، ليحصل على الشهادة الثانوية التي تؤهله للالتحاق بمعهد الطيران، وفي عام 1954م، التحق بمعهد مصر للطيران في إمبابة، وتلقى تدريبا على الطيران على يد المدربة المشهورة (الكابتن عزيزة محرم فهيم)، ثم واصل تدريبه في المعهد حتى شهر مايو عام 1956م. وبعد ذلك، أرسله والده إلى بريطانيا للاستزادة من علوم الطيران. وهناك، التحق بجامعة ساوثهامتون للعلوم الجوية، حيث حصلت على رخصة طالب طيران. واستمرت الدراسة حتى شهر سبتمبر من عام 1956م، ولكنه اضطر إلى قطع دراسته هناك بسبب العدوان الثلاثي على مصر، حيث التحق بمجموعة من الشباب السعوديين كانت الحكومة قد أرسلتهم لدراسة الطيران، فاستكمل معهم دراسة علوم الطيران، في معهد مصر للطيران، حتى شهر نوفمبر عام 1957م، حيث حصل على إجازة الطيران الخاص. عاد بعد ذلك، إلى المملكة، وهو يحمل إجازة الطيران من معهد مصر للطيران، والتحق بالعمل في الخطوط الجوية العربية السعودية، كمساعد طيار، في الأول من ديسمبر عام 1957م، وظـل كذلك حتى شهر نوفمبر من عام 1958م، حيث أمر، جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، يرحمه الله، الذي كان ولياً للعهد آنذاك، بضرورة وجود قادة طائراتٍ من السعوديين، لأن كل قادة طائرات الخطوط السعودية آنذاك كانوا من الجنسيات الأجنبية، وقد تمكن من اجتياز الاختبار اللازم، وأصبح أول وأصغر طيارٍ سعودي ينـال رتبة قائد (كابتن) طائرة تجاريةٍ، على طائرات دي سي 3، وسِنُّه لم تتجاوز 22 عاماً مواصلا الطيران والتدريب على مختلف الطائرات التي انضمت إلى أسطول الخطوط السعودية. عبدالله فؤاد ومنعه من العمل في أرامكو ولد عبدالله فؤاد في البحرين في 22/7/1925 لعمل والده فيها في ذاك الوقت، وجسد شخصيته الممثل إبراهيم العضب، وخلال نشأته عاش في البحرين حتى بلغ عمره العام والنصف حينها تطلق أبواه وانتقل للعيش في المنطقة الشرقية مع جده لوالدته، وفي عمر الثالثة انتقل مع والدته إلى البحرين حتى بلغ الخامسة من عمره في عام 1930 وانتقل مع والدته للعيش في المنطقة الشرقية. وفي 1940 حصل على وظيفة مراسل (office boy) في شركة أرامكو براتب 75 هللة يوميا، بعدها نقل إلى وظيفة مراسل على دراجة (cycle boy) حيث ينقل الأوراق من المكاتب إلى الورش والمستودعات والدوائر المنفردة والعيادات، وفي 1939 بدأت الحرب العالمية الثانية فقامت شركة أرامكو بإجراءات أمنية شملت بناء المخابئ والموانئ إضافة إلى وضع صفارات الإنذار حيث يتم التحكم بها من غرفة السنترال وتم ترشيح عبدالله فؤاد واثنين آخرين كان حينها في عمر الـ 15 وكانت مناوبته من الساعة الثانية صباحا وحتى الخامسة صباحا فقرر أثناء المناوبة بقراءة كتاب أرسين لوبين لعدم وجود اتصالات في ذلك الوقت المتأخر إلا أنه بدأ يشعر بالتعب والإجهاد وغالبه النعاس ولسوء الحظ وضع ذراعه على صفارة الإنذار، فانطلق دويها وساد الهلع والرعب في قلوب المقيمين وكثرت الاتصالات إلا أن ثلاثتهم نائمون حتى وصل رئيسهم وبدأ يطمئن المقيمين وبعدها تم فصلهم جميعا من العمل وكتب على الملف «يمنع من العمل مع أرامكو مرة أخرى». وفي منتصف عام 1947 طلب من رئيسه (أمريكي الجنسية) أن يساعده في الحصول على أعمال مقاولات تابعة للشركة، حيث تمكن عبدالله فؤاد في نهاية عام 1947 من الحصول على مقاولة صغيرة تعد الأولى له ألا وهي مقاولة غسيل السيارات التابعة للشركة في منطقة رحيمة، بدأ مشروعه الأول مع أحد الأقارب وبـ 12 عاملا وكانت هذه بدايته للتحول للعمل الاستثماري الذي استمر عليه حتى وفاته عام 2015م. عبدالله جمعة رجل الطاقة والثقافة وجسد شخصية عبدالله جمعة الذي ولد في مدينة الخبر، الممثل عبدالله الجريان، ودرس العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في كل من القاهرة وبيروت، ثم أكمل برنامج التطوير الإداري في جامعة هارفارد في مدينة كامبردج، بولاية ماساتشوستس الأمريكية. وقد بدأ حياته العملية في الشركة عام 1968م، وتم اختياره نائبا للرئيس لشبكات الطاقة الكهربائية في عام 1981م قبل أن يصبح نائبا أعلى لرئيس الشركة ثم نائبا تنفيذيا للرئيس للأعمال الدولية. وفي عام 1995م، تم تعيينه رئيسا لأرامكو السعودية وكبيراً لإدارييها التنفيذيين، وفي عام 2003م، اختارت مجلة «فورتشن» عبدالله جمعة كأحد أبرز الشخصيات المؤثرة في مجال الأعمال في العالم، كما عينه المنتدى الاقتصادي العالمي قائداً لمجتمع الطاقة في شهر يناير من عام 2005م. وقد اختير الأستاذ عبد الله جمعة لجائزة أفضل شخصية تنفيذية في مجال البترول لعام 2005م. وفي شهر مارس 2007م، تم اختياره نائبًا لرئيس المجلس الاستشاري الدولي لجامعة الملك فهد. يعرف عن عبدالله جمعة نهجه الابتكاري في العمل واهتمامه الكبير بإعداد القادة. كما أنه رياضي سابق ومشارك فعال في دعم الخدمات الاجتماعية التطوعية. وله، كذلك، اهتماماته الشخصية المتنوعة والمتعددة ما بين السير لمسافات طويلة إلى القراءة المتعمقة في الأدب والثقافة.

مشاركة :