فيلبس يعيد صياغة التاريخ الأولمبي بأحرف من ذهب

  • 8/15/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

اجتمع ماضي وحاضر الأمريكي مايكل فيلبس في ألعاب ريو دي جانيرو الأولمبية في انفجار مائي أخير لسباح أكد أنه أكثر من مجرد آلة لإحراز الميداليات. بعد إحرازه 22 ميدالية بينها 18 ذهبية، في أربع مشاركات ضمن الألعاب الأولمبية بين 2000 و2012، أعاد فيلبس كتابة نهاية ملحمته الأولمبية بخمس ذهبيات وفضية أحرزها في غضون أسبوع في المسبح الأولمبي في ريو دي جانيرو، ورفع الدلفين البشري رصيده القياسي إلى 28 ميدالية بينها 23 ذهبية. في وقت يسدل فيه الستار على مسيرة ملحمية، طارد خلالها أهدافه بشراسة رهيبة، يبدو فيلبس رجل عائلة دافئا يتجه نحو حياته المستقبلية، ولم تكن هذه الصورة التي ظهر بها فيلبس في السابق، أكان في مشاركته الأولى في سيدني 2000 عندما كان بعمر الخامسة عشرة، أو في أثينا 2004 عندما نافس العملاقين الأسترالي إيان ثورب والهولندي بيتر فان دن هوغنباند. في بكين 2008، سبح بتصميم وتركيز رهيبين حاصداً 8 ذهبيات في 8 سباقات في إنجاز غير مسبوق، وكانت لندن 2012 الرحلة الأخيرة المفترضة لفيلبس، إذ عبر عن نيته الاعتزال والإخلاد للراحة، وبرغم تحقيق 4 ذهبيات وفضيتين، إلا أن فيلبس طارده شبح التحضير غير الكامل خصوصاً نتيجة خسارته سباق 200م فراشة أمام الجنوب إفريقي تشاد لوكلو. وكانت ريو 2016، بحسب بوب بومان مدرب فيلبس لمدة 20 سنة، المكان المناسب ليهندس السباح نهاية مسيرته الزاخرة. وقال بومان: اعتقد بأنه يفكر في ذلك يردد دوماً أنه يريد الرحيل بشروطه بشروط جيدة وليس كمن يطرد من وظيفته. وشهدت عودة فيلبس عن اعتزاله مطبات جديدة عندما ضبط يقود بسرعة 135 كلم/ ساعة داخل نفق في ميريلاند حيث تبلغ السرعة القصوى نصف الرقم الذي سجله السباح الخارق، وهو تحت تأثير الكحول. وفتحت هذه الحادثة الباب أمام رحلة شخصية لفيلبس شملت إقامته في منشأة متخصصة في مجال الصدمات النفسية وعلاج الإدمان هناك، أعاد فيلبس الذي ربته والدته ديبي بعد طلاقها من زوجها، الاتصال بوالده المنفصل، واتخذت العلاقة أبعاداً إضافية بعد أن رزق من خطيبته نيكول جونسون بولده البكر بومر في مايو الماضي، وكانت جونسون وطفلها بومر في الخطوط الأمامية على مدرجات المركز الأولمبي في منطقة بارا في ريو، وهناك احتفل معهما موجها قبلة ناعمة لطفله الصغير. وكان مشهداً عاماً جديداً يظهر به فيلبس، وهو أمر لم يكن يسمح لنفسه القيام به سابقاً، مثل عدم الإفراط في الفرحة بعد التتويج في سباق 200م متنوعة استعداداً لنصف نهائي 100م فراشة بعدها بقليل. قال بومان كان مشهداً جميلاً، مضيفاً أنه نصح فيلبس سابقاً بالاستفادة من اللحظة لإشعال النار بداخلك وانت تستمع إلى النشيد الوطني. ووصف بومان بنفسه فيلبس بأنه آلة تحفيز حول نفسه نتيجة انتصاراته وأدائه الثابت إلى آلة لتحقيق الميداليات ويرى بومان أن كل واحدة من تلك الميداليات نتيجة عرق وإجهاد. وكشف بومان أبرز ميزة رياضية لفيلبس عندما بدأ يدربه بعمر الحادية عشرة وهي التصميم. وقد عاش معه حوادث عاصفة، من بينها قيادته مخموراً بعمر التاسعة عشرة وظهور صورة له نشرت في الصحف وهو يدخن الماريجوانا في 2009، ووصلت العلاقة بين الرجلين إلى الحضيض مع اقتراب لندن 2012، لكن بومان يرى أن فيلبس تغير بحق في ريو وتحمل مسؤولياته الجماعية وكان قائداً لمنتخب الولايات المتحدة لأول مرة، كما حمل العلم الأمريكي في حفل الافتتاح الذي لم يحضره أبداً في السابق، بعدها قام بما يجيد: الذهب في 4 مرات 100م حرة والتتابع 4 مرات 200م حرة، ثم ثأر لخسارته أمام لوكلو في 200م فراشة وانتزع رابع لقب في 200م متنوعة للمرة الرابعة على التوالي، وحتى الخسارة أمام المفاجأة السنغافورية جوزيف سكولينغ في 100 م فراشة، حملت سابقة غريبة فقد تقاسم الميدالية الفضية مع سباحين آخرين.

مشاركة :