منذ اللحظة الأولى لإعلان الاتفاق الخاص بإنشاء الجسر البري الذي يربط المملكة ومصر اتجهت الأنظار إلى رأس الشيخ حميد تلك المنطقة الحدودية المهمة محليا ودوليا إذ تقع بين بداية خليج العقبة ونهاية البحر الأحمر غرب جزيرتي تيران وصنافير، وتقابلها في الجهة المصرية شرم الشيخ، كما تعد من أجمل شواطئ المنطقة التي تشهد إقبالا كبيرا من هواة السباحة والغوص وصيادي الأسماك، خاصة من أهالي المحافظات القريبة إذ يقع الرأس على بعد (50) كم من محافظة البدع التابعة لمنطقة تبوك في حين يبعد عن تبوك 220كم وعرفت تلك المنطقة كمرفق سياحي في فصلي الربيع والصيف، ويمكن للزائر رؤية جبال شرم الشيخ والطور ومضائق تيران؛ حيث لا تزيد المسافة بينهما على 17 كيلو مترا. ومن بين ما اشتهر به رأس الشيخ حميد هي تلك الطائرة الجاثمة على شواطئها الرملية منذ أكثر من خمسين عاما وبالرغم من تعدد الحكايات والقصص الأسطورية لتلك الطائرة التي لاتزال حقيقتها غامضة إلا أن المنطقة اليوم تصحو حقيقة احتضانها لجسر الملك سلمان ذلك المشروع الضخم الذي يستفيد من الموقع الجغرافي والمؤهلات الطبيعية المتميزة والذي يحولها حتما من منطقة حدودية هادئة إلى منطقة تنبض بالحياة. ويمثل مشروع الجسر البري نقلة حضارية ونوعية كبرى للمحافظات القريبة من الموقع بل تشمل أيضا منطقة تبوك خلال السنوات القادمة، ويرجع ذلك إلى حزمة المشروعات المنبثقة من إنشاء الجسر البري.
مشاركة :