جامعة الإمام عليها عبء كبير في مواجهة الأفكار المتطرفة التي تجتاح العالم

  • 4/13/2016
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

رعى مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالنيابة رئيس مجلس كراسي البحث د. فوزان بن عبدالرحمن الفوزان افتتاح الندوة العلمية "إسهامات البحث العلمي في المملكة العربية السعودية في مواجهة الغلو والتطرف: تقويم واستشراف" والتي تنظمها الجامعة ممثلة ببرامج كراسي البحث بحضور ومشاركة الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بمبنى المؤتمرات بالمدينة الجامعية أمس. وأكد الأمير تركي الفيصل في كلمته في حفل الافتتاح أن النظام التعليمي في أيّ أمة هو مقياس تقدّمها وتطورها، خصوصاً التعليم الجامعي؛ لأنه التعليم الذي تنضج فيه الثمرة، ويجتمع فيه محصول المسيرة التعليمية، وتفرّدت الحضارة العربية والإسلامية لمدة ثلاثة قرون بوجود الجامعات فيها قبل أن يبدأ الأوروبيون بإنشاء أول جامعة لهم، وقال: امتاز النظام التعليمي في عصور ازدهار الأمة بأنه لم يكن نظاماً جامداً لا يهتمّ إلا بإيصال المعلومة وتدريسها، وإنما أَوْلَى البناء الأخلاقي والتربوي للطالب جلّ اهتمامه، وهو ما ساهم في بناء المجتمع أخلاقياً، وإحاطة أبنائه بسياجٍ تربويٍّ منيع يحمي قيم المجتمع، ويسهم في رقيّه؛ فكانت مسؤولية المدارس والجامعات مسؤوليةً شاملةً لكلّ جوانب الحياة. وبين الأمير تركي أن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تعد صرحا تعليمياً شامخاً يبني عقول الطلاب لمواجهة تحدّيات العصر وأزماته وفق التعاليم الإسلامية السامية، والقيم العربية الأصيلة. وبين الأمير تركي أن مسؤولية الجامعة كانت في عصور ازدهار الأمة مسؤوليةً شاملةً أخلاقياً وتربوياً وتعليمياً وجامعتكم الموقّرة تتحمّل مسؤوليةً مُضاعفةً في هذا الشأن؛ لأنها تأسّست في بلد الإسلام الأول، وتحمل في اسمها صفة (الإسلامية)؛ لذلك فعليها أن تعكس للعالم صورة الإسلام الصافية، وقِيَمَهُ الواضحةَ، وأن تكون نبراساً واضحاً في طريق الحق والنور، خصوصاً أن الجامعة تؤدي رسالتها في زمن تراجعت فيه القيم، وأصبح إسلامنا العظيم محلّ اتّهام؛ بسبب شرذمةٍ قليلةٍ من بني جلدتنا، لا يرقبون فينا وفي إسلامنا إلاًّ ولا ذمةً، وهم أبعد ما يكونون عن العلم والأدب معاً. وتابع الأمير تركي الفيصل أن المملكة سبّاقةً إلى بذل الجهود في مجال الحوار بين الحضارات والثقافات، ويندرج مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية المعاصرة وحوار الحضارات التابع لجامعتكم الموقرة ضمن هذه الجهود. واستطرد الأمير تركي أن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عليها عبء كبير في مواجهة الأفكار المتطرفة التي تجتاح العالم اليوم، ويلصقها كثيرون عن عمدٍ أو جهلٍ بديننا الإسلامي الحنيف، وهو منها براء، عليها أن تكشف لأبنائنا الشباب والعالم كلّه أن الإرهاب مرض خطير أصيب به العالم أجمع، وليس المسلمين فحسب، وأنه مطية كل دنيء لتحقيق أهدافه الخبيثة، سياسيةً كانت أم عسكرية. وأوضح أن الإرهاب استفحل وازدادت قدراته؛ لأن البشرية لم تبحث جاهدةً عن جذوره، بل يساعد النظام الدولي بما يشهده من صراعات مكتومة أو مُعلنة بين قواه الدولية على تنامي الإرهاب، والساحة السورية خير دليل على ذلك؛ فعدم تبنّي المجتمع الدولي خيار الشعب السوري منذ البداية، وسكوته عن دعم المحور (الروسي- الإيراني- ومعهم الميليشيات الطائفية) لبقاء نظام الأسد، وجرائم هذا المحور في الساحة السورية، أفرزت لنا وضعاً كارثياً جذب إلى ساحة القتال المتطرفين من كل حدَبٍ وصوب. ولم يقتصر الوضع الكارثي على الساحة السورية فقط، بل امتدت آثاره إلى أوربا نفسها، من خلال أزمة اللاجئين التي تهدّد أوربا كلها، ولعله هدف آخر مستتر وراء التدخل الروسي في سوريا. وتطرق الأمير تركي إلى ظاهرة الإرهاب وقال: لن يستطيع العالم التخلّص من هذه الظاهرة إلا بالبحث عن منابعها الفكرية والسياسية والمالية وتجفيفها؛ حتى لا تظهر هذه الظاهرة في صورة جديدة مستقبلاً، ولن يعيش العالم في سلام إلا بعد إيجاد حلٍّ عادلٍ للأزمات التي تعصف بدوله بين الحين والآخر؛ كالأزمتين السورية والعراقية، والقضية الفلسطيني. من جانبه، أشار وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للدراسات العليا والبحث العلمي ونائب رئيس مجلس كراسي البحث ورئيس اللجنة المنظمة للقاء د. فهد بن عبدالعزيز العسكر، إلى أن فكرة إنشاء برنامج كراسي البحث بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية جاءت في عام 1428ه استجابة للتحولات المجتمعية التي أفضت إلى عدم كفاية الاقتصار على الجهود الحكومية في البحث والتطوير وحتمت وجود أذرعه وأطر تقوم على الشراكة بين مكونات المجتمع المختلفة للنهوض بمهام البحث العلمي في المملكة. وبعد نهاية الحفل افتتح المعرض المصاحب حيث تجول سعادة مدير الجامعة الدكتور فوزان الفوزان وصاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل في ارجاء المعرض واطلعا على جهود الأمانة العامة للكراسي، إضافة إلى انجازات كراسي البحث في الجامعة.

مشاركة :