عبأ الجيش الإسرائيلي لواءين احتياطيين للقيام بمهام في غزة، وقال إنه يستعد لاجتياح رفح قريباً جداً، رغم تواصل الدعوات الدولية لمنعه من دخول المدينة المكتظة بأكثر من مليون نازح، في حين زعم تقرير عبري أن دولاً عربية رفضت عرضاً تركياً لنشر قوات مشتركة في الضفة والقطاع لترتيبات ما بعد الحرب. أظهر الجيش الإسرائيلي استعدادات محمومة لاستعجال اجتياح مدينة رفح ومحيطها في أقصى جنوب غزة قرب الحدود المصرية، وكثّف قصفه الجوي والمدفعي على عموم مناطق القطاع، مُوقعاً نحو 79 قتيلاً وعشرات الجرحى أمس. ومع دخول الحرب الانتقامية ضد القطاع الفلسطيني التي حصدت أرواح وصلت أكثر من 34 ألفاً، أغلبهم من الأطفال والنساء، يومها الـ201، أعلن الجيش الإسرائيلي تعبئة لواءين احتياطيين للقيام بما وصفها بمهام «دفاعية وتكتيكية» في غزة. وأضاف، في بيان، أن هذين اللواءين، اللذين كانا يعملان على طول الحدود الشمالية، استعدا في الأسابيع الأخيرة للقيام بعمليات في قطاع غزة تحت قيادة «الفرقة 99». وأشار البيان إلى أن اللواء الاحتياطي الثاني، التابع للفرقة 146، واللواء الاحتياطي 679 التابع للفرقة 210، رفعا جاهزيتهما من خلال إجراء سلسلة تدريبات على الجبهتين الشمالية والجنوبية. وذكرت هيئة البث الرسمية أن ألوية الاحتياطي نقلت إلى الكرمل بعد تدريبها قبل التحرك إلى غزة لأداء مهام هجومية تشمل اجتياح رفح قريباً جداً، ضمن خطة تتضمن إخلاء أعداد كبيرة من السكان، فيما أفاد موقع «والاه» أن الوحدات القتالية تنتظر الموافقة على الخطط و«الضوء الأخضر» من قيادة المنطقة الجنوبية من أجل اجتياح رفح قريباً. وتزامن ذلك مع تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، بأنه يدرس إجراءات يتعيّن اتخاذها تحضيراً لعمليات في رفح، وخاصة فيما يتعلق بإجلاء المدنيين. ونقل عن مصادر عبري أن تل أبيب تسعى لإقناع الولايات المتحدة بأن العملية في رفح ضرورية، وأن تديرها غرفة مشتركة إسرائيلية - أميركية، بهدف تفكيك 4 كتائب عسكرية لـ «حماس». جاء ذلك في وقت تداولت مواقع صور أقمار اصطناعية تُظهر إنشاء مدينة خيام كبيرة قرب مدينة خان يونس، يعتقد أنه سيتم توجيه عشرات الآلاف لها في حال بدء هجوم رفح. جهود دولية في المقابل، نفى رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، ضياء رشوان، ما نشرته صحيفة وول استريت جورنال الأميركية عن وجود مباحثات بين مصر وإسرائيل حول خطط الاجتياح المرتقب، مؤكداً أن «الموقف المصري الثابت والمعلن عدة مرات من القيادة السياسية، بالرفض التام للاجتياح الذي سيؤدي إلى مذابح وخسائر بشرية فادحة وتدمير واسع، فضلاً عما سيتبعه من تداعيات شديدة السلبية على استقرار المنطقة كلها». في موازاة ذلك، جدد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، التشديد على ضرورة عمل كل ما هو ممكن لمنع الهجوم البري على رفح. وشدد الصفدي، في مؤتمر بعمّان مع نظيره الأيرلندي مايكل مارتن، على أن الطريق الوحيد لحل النزاع هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة، لافتاً إلى أهمية استئناف تمويل «أونروا» بعد ثبوت زيف الاتهامات الإسرائيلية بحق موظفيها. وبينما أعلنت دولة جامايكا الاعتراف بـ «دولة فلسطين»، لتكون بذلك الدولة الـ142 التي تعترف بها، أكد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، مجدداً، التزام بلاده باتخاذ خطوة مماثلة لإقرار حل الدولتين بوصفه السبيل الوحيد للسلام والأمن في المنطقة. في غضون ذلك، طالب الاتحاد الأوروبي بتحقيق مستقل بشأن المقابر الجماعية التي اكتشفت بمجمع ناصر الطبي في خان يونس ومستشفى الشفاء شمال القطاع بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من المستشفيين. وأتت المطالبة الأوروبية بفتح تحقيق بشأن المقابر التي انتشل منها نحو 340 شخصا يشتبه في أن القوات الإسرائيلية قتلتهم ودفنتهم في مجمّع ناصر حتى الآن، فيما تحدث تقرير للقناة الـ 12 العبرية عن رسائل وصلت لإسرائيل تشير إلى تزايد احتمال إصدار «الجنائية الدولية» أوامر اعتقال لمسؤولين كبار، بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. عرض ورفض ومع تواصل الحرب المفتوحة من دون بوادر للوصول إلى اتفاق بشأن اتفاق تبادل محتجزين بين «حماس» وإسرائيل يفتح المجال لإنهاء القتال، ولو مؤقتاً، نقلت أوساط إسرائيلية عن دبلوماسي عربي قوله إن عدداً من الدول العربية رفضت مقترحاً من تركيا بنشر قوات مشتركة في الضفة الغربية وغزة ضمن خطة لترتيبات أمنية تعالج اليوم التالي لانتهاء الحرب التي تقول إسرائيل إنها ترمي للقضاء على «حماس». ووفق المصدر الذي تحدث لهيئة الإذاعة العبرية الرسمية، فإن مصر من بين الدول التي نظرت بارتياب لمقترح أنقرة الذي تضمّن طرح تلك الترتيبات على واشنطن ضمن الخطوات الرامية لإقرار حل الدولتين. وجاء تقرير الهيئة الذي أشار إلى أن تركيا تسعى لإبراز دورها بملف الأزمة وسحب بساط الوساطة من قطر، غداة تصريح القيادي في «حماس»، خليل الحية، بأن الحركة جاهزة ولا تمانع، خلال المرحلة الراهنة، إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وعودة اللاجئين، في إشارة - على ما يبدو - إلى حدود عام 1967. ميناء وتطبيع من جانب آخر، أعلنت الولايات المتّحدة أنها ستباشر «قريباً جداً» بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة، بهدف تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر والمدمّر جرّاء الحرب الدائرة منذ أكثر من 6 أشهر. وقال المتحدّث باسم «البنتاغون»، بات رايدر، إن السفن المحمّلة بالمعدات اللازمة لبناء الميناء والرصيف البحري الذي سيخدمه وصلت إلى البحر المتوسط، وعلى متنها نحو 1000 جندي. وفي وقت تسعى إدارة الرئيس الديموقراطي جو بايدن لمعالجة الكارثة الإنسانية التي تسببت بها حليفتها في غزة، وترميم الأضرار التي ألحقتها بجهودها مواصلة تطبيع علاقة الدولة العبرية بمحيطها العربي والإسلامي، نقل موقع والاه الاستخباراتي عن مصادر أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن سيزور السعودية بحلول يوم الجمعة أو السبت، بعد زيارته الحالية للصين، ضمن جولة تقوده إلى تل أبيب. «الأقصى» و«الإبراهيمي» وبالانتقال إلى الضفة الغربية، قام أكثر من 500 مستوطن باقتحام باحات المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة، تحت حماية مشددة من الشرطة الإسرائيلية، فيما أغلقت سلطات الاحتلال الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل أمام المسلمين، وفتحته لليهود يومي الأربعاء والخميس، مع تواصل الاحتفالات اليهودية بـ «عيد الفصح». وقتل الجيش الإسرائيلي فتاة فلسطينية بإطلاق رصاصة على الرأس بشكل مباشر قرب دوار قرية بيت عينون شمال الخليل، بذريعة محاولتها تنفيذ عملية طعن، فيما شنّت سلطات الاحتلال حملة مداهمات واعتقالات بعموم مناطق الضفة تخللها مصادمات واشتباكات مسلحة.
مشاركة :