تباين أداء الأسهم الأمريكية يوم أمس الثلاثاء، بعد صعودها في اليوم السابق، لتتعافى بعد أسبوع صعب مع انتعاش أسهم التكنولوجيا وتضاءل التوترات في الشرق الأوسط وتطلع التجار أيضًا إلى الإعلان عن أرباح كبيرة، وفق ما ذكرت صحيفة بارون. وقف شلال الخسائر يعتبر المستثمرون هذا الأسبوع مليئًا بالأحداث من بيانات أرباح الشركات والبيانات الاقتصادية المقرر صدورها في الأيام المقبلة. وأنهت الأسهم سلسلة خسائر استمرت 6 أيام لمؤشر ستاندرد آند بورز 500. في حين أن المؤشرات الرئيسية لا تزال بالقرب من أعلى مستوياتها إلا أن الأسهم عانت من التقلبات في الأسابيع الأخيرة وسط التوترات السياسية في الشرق الأوسط والبيانات الاقتصادية القوية التي أثارت مخاوف جديدة بشأن الضغوط التضخمية. صدور بيانات اقتصادية رئيسية انخفض مؤشر إس آند بي 500 لمدة 3 أسابيع متتالية في وقت يتوجه فيه المستثمرون إلى مراقبة توقعات التضخم وأسعار الفائدة وسياسة الاحتياطي الفيدرالي مع صدور بيانات اقتصادية رئيسية هذا الأسبوع والتي يمكن أن تغير الاتجاه بشأن توقعات أسعار الفائدة. وستشهد الأيام المقبلة صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي للربع الأول فضلاً عن مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي وهو المقياس المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي للتضخم. أداء مؤشرات الأسهم الرئيسية ارتفعت القطاعات الـ 11 الرئيسية على مؤشر ستاندرد آند بورز500 يوم الاثنين بنسبة 1.2%. وصعد مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 400 نقطة أو 1.1% وكذلك ارتفع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 1.4%. كما صعدت أسهم صانعة الرقائق والذكاء الاصطناعي الأهم في الأسواق شركة "إنفيديا" بنسبة 4%، حيث انتعشت بعد عمليات بيع بلغت حوالي 14%. أحداث على رادار المستثمرون ترتكز الآمال الآن على أرباح شركات التكنولوجيا الكبرى هذا الأسبوع لطمأنة السوق وإعادة النشاط إليه. وتترقب الأسواق تقارير ربع سنوية لشركات ميتا ومايكروسوفت وألفابت. وكان التركيز يوم الاثنين على شركة "تسلا" حيث قامت شركة تصنيع السيارات الكهربائية الأمريكية بتخفيض الأسعار في الولايات المتحدة والصين والعديد من البلدان الأخرى. وأثارت الشركة التي يقودها إيلون ماسك قلق بعض المستثمرين من خلال دفعها لسيارات الأجرة الآلية وقرارها بجعل المساهمين يصوتون مرة أخرى على حزمة الأجور المرفوضة من ماسك لتخسر أسهم تسلا 3.4%. دوافع صعود الأسهم قال تييري ويزمان خبير العملات الأجنبية وأسعار الفائدة العالمية في "ماكواري" :"هناك عاملان لدفع أسواق الأسهم العالمية بانخفاض أسعار الذهب والنفط واستقرار الدولار الأمريكي حيث أن هذا أفضل من الارتفاع". اقرأ أيضاً: السباق نحو خفض أسعار الفائدة يمهد الطريق لتحولات في أسواق الصرف أضاف ويزمان :"من ناحية أخرى فهناك تراجع لحالة القلق بشأن توسع نطاق التصعيد لحرب إقليمية في الشرق الأوسط وهذا هو السبب وراء ارتفاع عوائد السندات الأمريكية اليوم". ويجتمع بنك الاحتياطي الفيدرالي مرة أخرى في الفترة من 30 أبريل إلى 1 مايو. الابتعاد عن السندات في هذا السياق، قالت شركة "نيد دافيس ريسيرش" أنه يجب على المستثمرين تقليل تعاملهم بالسندات الأمريكية مشيرة إلى أن الهروب إلى التجارة الآمنة ساهم مؤقتًا في دعم السندات الأمريكية وساعدها على التفوق. مخاوف المحللين لكن المحللين في وول ستريت ما يزالوا يدقون ناقوس الحذر من مخاوف لن تختفي قريبًا، فمع تلاشي توقعات خفض سعر الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي وبقاء علامات التضخم ثابتة واستمرار تداول الأسهم بتقييمات أعلى من المتوسط يعتقد الكثيرون أن السوق في وضع مماثل للوضع الذي كان عليه عند دخوله فترة الركود التي استمرت ثلاثة أشهر في أواخر الصيف وخريف 2023. وقال ماركو كولانوفيتش كبير استراتيجيي السوق في بنك "جي بي مورجان" : "قد تعتمد حركة السعر على الأرباح ويمكن أن تستقر على المدى القريب".