•• إذا كان هناك من كلمة يجب أن تقال في الوقت الذي يغادر فيه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل موقعه السابق أميرا لمنطقة مكة المكرمة إلى موقعه الجديد وزيرا للتربية والتعليم.. فهي أن الأمير يشكل إضافة كبيرة وعظيمة لأي مهمة يكلف بها بعد أن شهدنا إنجازاته العظيمة في الرئاسة العامة لرعاية الشباب وفي منطقة عسير وأخيرا في منطقة مكة المكرمة على الصعيد المحلي.. وكذلك مساهماته الفكرية وحضوره الثقافي على المستويات العربية والدولية .. •• وما تحقق في منطقة مكة المكرمة خلال خمس سنوات ونيف يفوق في قيمتها وأهميتها هذه الفترة القصيرة في بناء الأوطان فقد أسس سموه لفكر تنموي قوي وراسخ شمل المكان وركز على الإنسان بصورة ملحوظة .. •• فلقد كان يؤمن بأن المستقبل ينهض على ثلاثة أعمدة هي : فكر الإنسان.. وإرادته.. وإدارته .. •• وقد ترجم ذلك من خلال استراتيجية تنمية المنطقة العشرية.. وانطلق في تنفيذها من محورين هما : التوجه نحو شباب المنطقة.. ودمجهم في الحياة العملية وتهيئتهم لتحمل أدوار هامة في المستقبل القريب لأن شبابنا يشعرون بالغربة والتهميش ويفكرون بصورة منفصلة عن مجتمعهم.. وكأن الأمير أدرك أن أي عملية بناء حقيقية لا بد وأن تنطلق أساسا من تعزيز انتماء الأجيال الجديدة بالوطن.. وبالثقة فيهم والاعتماد عليهم وهكذا ما كان .. •• أما الجانب المحسوس.. فإنه سعى إلى تطبيق نظام الإدارة المحلية القوية بصورة متدرجة لإيمانه بأنها السبيل الأمثل إلى تحديد الرؤية.. وتوحيد الجهود وتحقيق التكامل في الأداء العام لأجهزة الدولة وهو ما ساهم في تبني خطة تنفيذ المشاريع الكبيرة التي شهدناها وعلى كل صعيد.. وجعل من إمارة المنطقة عبر وكالة التنمية أو التطوير التي أحدثت لأول مرة وكذلك من مجلس المنطقة (بوصلة) ونقطة ارتكاز لمعالجة كل العقبات.. ومراقبة الأعمال.. ومتابعة الإنجازات حتى تحولت جدة ومكة ومحافظات المنطقة الأخرى إلى ورشة عمل هائلة.. أنجز خلالها الكثير والكثير في سنوات قياسية .. •• حدث هذا لأن نظرية «الإرادة والإدارة” التي طبقها بعناية كانت تحسب حسابا للزمن.. ولأهمية الانضباط.. والمحاسبة في تنفيذ الاستراتيجية العشرية بكل دقة .. •• والأهم من كل هذا أن الأمير خالد.. قد وجد الدعم المادي والأدبي الذي كان يحتاج إليه.. من خادم الحرمين الشريفين الذي لم يعرض عليه، حفظه الله، مشروع.. أو فكرة.. أو احتياج إلا ووجه بتحقيقه ثقة في الأمير.. وإدراكا منه لاستحقاق المنطقة.. وارتباطا حسيا وعاطفيا منه بمكة المكرمة ومشاريع الحرمين الشريفين.. وبمسؤولية هذه البلاد أمام الأمة الإسلامية جمعاء .. •• وإذا كانت منطقة مكة المكرمة قد حققت كل هذا على يد الأمير «المثقف» خالد الفيصل.. فإن الأمل كبير وعظيم في أن يتحقق للوطن ما هو أكثر من هذا في مجال التربية والتعليم التي تتقاطع مهامها مع كل الشؤون ويتوقف على نجاحها مستقبل هذه البلاد وقدرتها على مواجهة التحديات والأخطار مستفيدا من الدعم المفتوح الذي يقدمه الملك عبدالله بن عبدالعزيز لهذا المجال وغيره.. أطال الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية حتى تتحقق كل آماله وطموحاته على يد رجاله الأوفياء.. وأبنائه المخلصين .. •• وإذا كنا في منطقة مكة المكرمة قد خسرنا وجود خالد الفيصل فإن الوطن كسبه.. وإننا إن شاء الله تعالى لمتفائلون بوجود أمير طموح وقريب من النفوس ولديه من الخصائص ومصادر القوة ما يمكنه من العمل على تحقيق المزيد والمزيد من الخير لهذه المنطقة وأبنائها. ضمير مستتر: •• الكبار يزدادون تألقا وعطاء كلما واجهوا المزيد من التحديات ووضعت على كاهلهم مهام جسام.
مشاركة :