ارتفعت أسعار النحاس خلال الأيام الماضية مدعومة بارتفاع ثقة المستثمرين وسط المخاوف المستمرة بشأن ظروف العرض الضيقة للمعدن. وشهدت بورصة لندن للمعادن ارتفاع أسعار النحاس بما يصل إلى 4.4% هذا الأسبوع مقارنة بمستوى يوم الاثنين. قال ماكس لايتون المدير في بنك "سيتي" لأبحاث السلع على مستوى العالم :"يمر السوق بحالة صعودية بعدما انتظر المستثمرون مطولا لكن لم يعد بإمكانهم تحمل المزيد من التأخير"، وفق ما ذكرت شبكة "بي إن إن بلومبيرج". أساسيات قوية في سوق النحاس ووفق لايتون، فتعتبر أساسيات سوق النحاس قوية مدفوعة بكل من تحديات العرض والتحسينات الاقتصادية العالمية الدورية. ومع ذلك، فإن الارتفاع الحالي يتأثر أيضًا بالتدفقات المالية الكبيرة سواء التقديرية أو المدفوعة بالزخم مما يشير إلى أن السعر ربما يتجاوز الآن ظروف السوق الأساسية. وفقًا لبيانات بورصة لندن للمعادن، قامت صناديق التحوط برفع صافي مراكزها بالنحاس إلى مستويات لم نشهدها منذ فبراير 2021. أسباب ارتفاع سعر النحاس ويعزز زخم السوق انتعاش القطاع الصناعي في الصين وانقطاع الإمدادات في المناجم الرئيسية مما أدى إلى ضغط هوامش الربح في عمليات المعالجة الصينية. وتمثل هذه المصانع أكثر من نصف إنتاج النحاس المكرر العالمي وتواجه الآن إمكانية انخفاض الإنتاج. توقعات متفائلة لسعر النحاس خلال مؤتمر النحاس العالمي في سانتياجو في تشيلي، أصدر محللو السوق توقعات متفائلة لهذا القطاع. والجدير بالذكر أن مجموعة جولدمان ساكس كررت توقعاتها بنقص كبير في العرض في حين أعربت محللون آخرون عن شكوكهم بشأن أي انخفاض كبير في أسعار النحاس. وذكر جون ماكنزي الرئيس التنفيذي لشركة "كابستون كوبر" التي تدير مناجم في منطقة أتاكاما الشمالية في تشيلي وهو مجرد واحد من العديد من منتجي النحاس الذين يستخدمون أسعار النحاس المرتفعة لصالحهم :"نحن نعمل من أجل... إنشاء عدد من مناطق النحاس ذات المستوى العالمي في تشيلي [و] نرى نفس الإمكانات لمنجمنا الأمريكي أيضًا". تأثير العقوبات الروسية هناك عامل آخر على الأقل يؤثر على أسعار النحاس والمعادن الأساسية الأخرى بشكل أكبر حيث أنه في تصعيد كبير للضغوط الاقتصادية فرضت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة قيودًا تجارية جديدة على الألومنيوم والنحاس والنيكل الروسي بهدف التقليل من شأن استمرار زخم الاقتصاد الروسي واضعاف قدرات الرئيس فلاديمير بوتين في تمويل الحرب. اقرأ أيضاً: الشركات الأمريكية تواصل اعتمادها على الصين بمبيعات أشباه الموصلات أداء المعادن الصناعية الأخرى قفزت أسعار الألمنيوم والنيكل بما يصل إلى 8.1 و8.9% على التوالي بعد الإعلان عن العقوبات لكنها قلصت مكاسبها قليلا بعدها. لا تمتد هذه العقوبات التي تحظر تسليم المعادن الروسية المنتجة حديثًا إلى بورصة لندن للمعادن وبورصة شيكاجو التجارية، إلى منع الكيانات غير الأمريكية من شراء هذه المعادن مما يضمن استمرار روسيا في المشاركة في المبيعات المباشرة خاصة مع أسواق مثل الصين. هيمنة الصين على السوق ومن المرجح أن يعزز هذا مكانة الصين باعتبارها المشتري الرئيسي للسلع الأساسية من موسكو ويزيد من أهمية شنجهاي كمركز للتسعير حيث تصبح بورصة شنجهاي للعقود الآجلة سوق السلع العالمية الرئيسية الوحيدة المفتوحة أمام الشحنات الروسية الجديدة من هذه المعادن. قالت ليزا ريسمان الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة "ميتال مينر" وهي شركة لتحليل السلع: " أعتقد أننا سنرى السوق ينقسم بشكل أكثر حيث إن بورصة لندن للمعادن هي في الأساس ألومنيوم من مصادر روسية بينما في الولايات المتحدة فيستخدم المشترون الأمريكيون عقد كومكس والذي هو في الغالب مواد غير روسية. ويتأثر كلا التبادلين بنفس مجموعة العقوبات".