أطلقت شركة تطوير المنتجات البحثية التابعة لصندوق الاستثمارات العامة برنامج بعنوان (رائد الاعمال المقيم)، وتتمحور فكرة البرنامج في البحث عن رواد الاعمال لقيادة عملية تنفيذ الابتكارات الى الأسواق، نظرا لعدم توافر الاشتراطات المطلوبة لدى مبتكر الفكرة او غير مهتم بتنفيذها لطرحها كمنتج في الأسواق، ويهدف البرنامج استقطاب رواد الاعمال من خارج منظومة الجامعات و المراكز البحثية، حيث تمتلك الشركة قاعدة بيانات كبيرة بخصوص رواد الاعمال، مما يسهل عملية لقيادة الابتكارات و التقنيات من مرحلة المختبر الى مرحلة السوق. وأوضح الدكتور أمين عبادي، مدير تجيير التقنية في شركة تطوير المنتجات البحثية التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، خلال جلسة حوارية بعنوان (فرص الابتكار التجاري في مجال تجيير الملكية الفكرية) مساء امس (الجمعة) افتراضيا، ضمن فعاليات "أسبوع الابتكار 2024" الذي تنظمها مراكز دعم المنشآت، أن برنامج (رائد الاعمال المقيم) حريص على دمج رواد الاعمال ضمن فريق الشركة للمساهمة في عملية تجيير التقنية، معتبرا البرنامج احد الفرص المتاحة التي تقدمها الشركة لرواد الاعمال والمبتكرين، مؤكدا في الوقت نفسه على احتياج كبير لدى الجامعات و المراكز البحثية لتعيين رواد الاعمال من خارجها لتنفيذ الأفكار الى مرحلة التجيير، مشيرا إلى أن الشركة تحصر تعاونها مع الجامعات السعودية والمراكز البحثية فيما يتعلق ببراءة الاختراع، مضيفا، أن الشركة قد تفتح المجال لاستقبال الابتكارات من الافراد او رواد الاعمال في المستقبل، بحيث يكون التعاون بشكل مباشر. وقال أن الشركة أنشئت لسد الفجوة بين المخرجات الاكاديمية والأسواق، فكثير من مخرجات المراكز البحثية في الجامعات قد لاتصل الى الأسواق، مشيرا إلى أن الشركة تعمل على تجيير مخرجات الأبحاث في الجامعات والمراكز البحثية بالمملكة، لاسيما أن تطوير العمليات البحثية بمثابة جزء من عملية التجيير، حيث تشمل عملية التجيير الكثير من الأمور مثل تطوير المنتج وانشاء الذراع القانونية لطرح المنتجات للأسواق وكذلك صيانة الملكية الفكرية، مبينا، أنهم حريصون على الاستفادة من الأبحاث بطريقة تجارية إذا ما علمنا أن براءة الاختراع تعتبر احد أنواع الملكية الفكرية. وأضاف الدكتور أمين، أن الشركة تختار الأفكار المميزة من مئات الاختراعات لدى الجامعة، بحيث تخصص الموارد المالية والعمل لتطوير التقنيات الإبداعية للوصول الى الأسواق، مبينا، أن الشركة وكذلك الجامعات غير قادرة على تنفيذ جميع الاختراعات الموجودة، مضيفا، أن الشركة وضعت معايير واضحة لفرز الاختراعات المميزة التي تشمل الجوانب التقنية والتماشي مع احتياجات السوق العالمية، تحليل براءة الاختراع والتعرف على مستوى الاستفادة وغيرها من العناصر الأخرى، مؤكدا، أن الشركة تتولى مسؤولية جميع مراحل تجيير الاختراعات بدء من عملية الفرز ووصولا الى انشاء شركة لتنفيذ تلك الاختراعات الى منتجات بالأسواق، حيث تشمل المراحل دراسة السوق وكذلك دراسة التقنية ووضع خطة لتطوير التقنية وأيضا البحث رواد الاعمال لقيادة العملية لإنشاء الشركة، بالإضافة لتأسيس الكيان القانوني للشركات الناشئة و كذلك التواصل مع المستثمرين. وذكر، أنهم نتيجة التعاون مع الجامعات والمراكز البحثية وبعض الشركات الخاصة، نحرص على تغطية غالبية المجالات بالأسواق، ولدينا فريق يعمل على المجالات ذات الاهتمام منها الامن الغذائي وهو من أحد المجالات الواعدة بالمملكة، حيث نعمل على وضع مواءمة بين الاهداف والتوجهات الوطنية. وأوضح، أن عملية نقل التقنية من المختبرات الى الأسواق طويلة ومعقدة، حيث تتضمن العديد من التحديات كونها مختلفة جذريا عن انشاء شركات مبنية على ابتكارات في مجالات أخرى، مبينا، ان عملية البحث والتطوير تستغرق مدة طويلة والتي تكون غالبا تحت منظومة تعليمية وبحثية وكذلك تستنزف جزءا كبيرا من الموارد المالية للمنظومات البحثية، بالإضافة الى استغراق مدة طويلة لإخراج تلك الاختراعات الى الأسواق، مضيفا، أنهم يتعاملون مع اختراعات استغرقت سنوات طويلة من الابحاث قبل الوصول اليها بصيغتها النهائية، مؤكدا، أن النجاح في هذا المجال يتطلب يتضافر الكثير من الجهات، بالإضافة الى التحلي بالصبر و تخصيص موارد مالية كبيرة. وذكر الدكتور أمين، إن عملية "تجيير التقنية" تتمحور في الاستفادة تجاريا من الملكية الفكرية، حيث تترجم بواسطة طريقتين وهما (انشاء شركة ناشئة تطوير المنتج وطرحه الأسواق) و (الترخيص الملكية الفكرية لإحدى الشركات الموجودة في السوق، حيث يحصل صاحب الفكرة على نسبة مالية مقابل تأجيرها للشركة المنفذة للمنتج)، مضيفا، أن المدخلات الأساسية لدى الشركة تتمثل في براءة الاختراع لدى الجامعات والمراكز البحثية او الشركات الخاصة، نظرا لكون غالبية الأبحاث تخرج من رحم المؤسسات.
مشاركة :