لمربّى البرتقال البريطاني جداً مهرجان دولي في إنكلترا

  • 4/28/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

وتحت أنظار عاشق مربّى البرتقال دبدوب بادينغتون، بالحجم الطبيعي، يقام المهرجان في قصر بُنيَ قبل قرون في منطقة البحيرات الإنكليزية ليك ديستريكت، التي أدرجتها اليونسكو العام 2017 في قائمة مواقع التراث العالمي. في داخل القصر، تحت صور أسلاف العائلة التي تملكه، اصطفت أوعية المربّى التي فازت في مسابقة دالمين العالمية لمربّى البرتقال Dalemain World Marmalade Awards. ويعطي أعضاء لجنة التحكيم الذين يختارون الفائزين ملاحظات في غاية الدقة، فهذا المربّى في نظرهم "ذو لون جميل"، وذاك الوعاء "يجب أن يكون ممتلئاً"، وذيّاك "ممتاز، لكنه عَكِر قليلاً". في شهري كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير من كل عام، عندما يصل البرتقال المرّ من مدينة إشبيلية الإسبانية، ينكبّ عشّاق مربّى البرتقال على العمل في مطابخهم لتقطيعه ونزع لبّه وغليه. وما هي إلاّ بضعة أسابيع، حتى تسلك أوعية هذا المربى الذي يمتزج مذاقه المرّ بالحلاوة اللذيذة طريقها إلى قصر دالمين في بنريث، وقد ترشّحَ منها للمسابقة هذه السنة حوالى ثلاثة آلاف. ويعكس عدد المشاركين التطور الكبير خلال نحو عشرين عاماً لهذه المسابقة، التي أطلقتها ربّة القصر في دالمين عام 2005، إذ لم يكن عدد المتنافسين في بدايتها يتعدّى الستيّن، كانت تقتصر على أوعية من إنتاج المنطقة. -الساندويتش المفضل - أما اليوم، فذاعت شهرة المسابقة خارج حدود المملكة المتحدة، من بين المشاركين في هذه الدورة مثلاً دار للأيتام في تايوان في فئة الأطفال، ونزيلات في سجون أميركية. وللمسابقة أخريان توأمان لها في اليابان وأستراليا. ومن بين الحضور هذه السنة في قصر دالمين، السفيران الياباني والأسترالي لدى المملكة المتحدة. وكانت عائلة كيلر في مدينة داندي الاسكتلندية أول من بدأ في أواخر القرن الثامن عشر ببيع مربى البرتقال كما نعرفه اليوم والذي يُصنع بغَلْيِ عصير هذه الحمضيات وقشرها بالسكّر والماء. وأصبح مربّى البرتقال عنصراً أساسياً على موائد الفطور في المملكة المتحدة، حيث يضاف بسخاء على الخبز المحمص المدهون بالزبدة. وهذه الشطيرة هي المفضّلة أيضاً لبادينغتون، الدبدوب المحبوب جداً من الأطفال. وحظيَ مربّى البرتقال بأفضل دعاية عندما ظهرت الملكة الراحلة إليزابيث الثانية عام 2022 في مقطع فيديو مع الدبدوب الشهير، تحدثا خلاله بسعادة عن شغفهما المشترك بهذا المربّى. كذلك شكّل التوجّه إلى إعداد المربّيات منزلياً بدلاً من شراء المصنّعة منها عاملاً انعكس إيجاباً على مربّى البرتقال. في السجن أيضاً ولاحظت كارولين هودج، وهي من الفائزين في المسابقة، أن الأنواع المصنّعة باتت شديدة الحلاوة، مما أفقد مربّى البرتقال نكهته الاصلية، وهذا ما دفعها إلى الإقلال من كمية السكر في الوصفة التي jلّمتها من خالتها، وأضافت إليها الزنجبيل والكركم وتشكيلة واسعة من التوابل. وقالت إنها تأثرت عاطفياً بمشاركتها وفوزها لأن عمّتها "لم تعد موجودة". أما جيمس ستودارت الذي يعمل في مجال إعادة تأهيل السجناء في شمال شرق إنكلترا، فاشار إلى أن فريقه فاز "بالميدالية الفضية". وحرص اثنان من السجناء على المشاركة، واستمدّا رغبتهما في ذلك من ابنة أحدهما، وهي من محبّي بادينغتون. مع أن ايّاً منهما لم يكن يجيد، حتى وقت قريب، إعداد مربّى البرتقال. وقال "لا يُسمح لنا بالاحتفاظ بأي أدوات زجاجية في السجن، لذلك خضنا معركة كي نتمكن من الحصول على أوعية وتحقيق مرادنا". وتمكنا في نهاية المطاف من صنع 12 وعاءً. وحصل الفائز الأكبر في نسخة 2024 ستفين سنيد على الشرف الأعلى المتمثل في بيع مربى البرتقال الذي يعدّه لمدة عام في متاجر "فورتنوم أند ميسن" Fortnum & Mason الفاخرة. وفاز هذا المحاسب البالغ 52 عاماً بالمسابقة عن نكهتين مختلفتين، إذ مزج البرتقال والليمون الحامض الأخضر والفلفل الحار في وعاء، وفي الآخر جمع بين الليمون الحامض الأخضر وكريما الكاكاو.

مشاركة :