مقالة خاصة: القوى الإنتاجية الحديثة النوعية تجلب منافع كبيرة لصحراء غوبي ومناطق هبوط تعدين الفحم

  • 4/28/2024
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أصبح استخدام موارد الأراضي لصحراء غوبي ومناطق هبوط تعدين الفحم والتلال والمنحدرات القاحلة مجالاً ضخماً لمنطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي بشمال غربي الصين لاستكشاف القوى الإنتاجية الحديثة النوعية. تتميز المرحلة الثانية من المشروع الكهروضوئي المركب لقاعدة تشونغوي للطاقة الجديدة في صحراء تنغر بمنطقة نينغشيا بقدرة مليوني كيلووات وبطاقة إجمالية تبلغ 3 ملايين كيلووات، وهي قيد الإنشاء حالياً. وفي شهر أبريل من العام الماضي، تم توصيل المرحلة الأولى بكامل طاقتها من هذا المشروع بقدرة مليون كيلووات بالشبكة. وبعد اكتمال المشروع وتوصيله بالشبكة، سيمكنه توليد 3.96 مليار كيلووات ساعة من الكهرباء سنوياً، وتوفير حوالي 1.21 مليون طن من الفحم القياسي، وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 3.29 مليون طن. وسعياً لتحقيق هدف "الكربون المزدوج"، تواصل الصناعة الكهروضوئية في الصين التحرك نحو "الجديد" والسعي إلى "الأخضر"، حيث استفادت منطقة نينغشيا بشكل كامل من كل شعاع للشمس في قواعد المشروعات لتحويل الصحراء الشاسعة إلى قواعد طاقة فائقة وتربية القوى الإنتاجية الحديثة النوعية وتطويرها. اغتنت مدينة لينغوو من موارد الفحم الوفيرة فيها، إلا أنها خلّفت وراءها العديد من مناطق تعدين الفحم على مر السنين. وباستخدام موارد الأراضي من التلال والمنحدرات القاحلة في منطقة هبوط تعدين الفحم ومنطقة الانتظار في التعدين، أنشأت المجموعة الوطنية للطاقة قاعدة نينغدونغ الكهروضوئية المركبة التي تبلغ قدرتها مليوني كيلووات وفقاً للظروف المحلية، فيما تم توصيل طاقتها بالكامل بالشبكة وتشغيلها في يونيو 2023، حيث يُمكنها أن توفر حوالي 3.7 مليار كيلووات ساعة سنوياً من الكهرباء الخضراء إلى مقاطعة تشجيانغ بشرقي الصين، فضلاً عن توفير حرق حوالي 1.15 مليون طن من الفحم القياسي، وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 3.15 مليون طن، إلى جانب الفوائد الإيكولوجية الكبيرة. وحرصاً على ضمان حلّ مشاكل التشغيل والصيانة والمراقبة والإدارة الناجمة عن المساحة الواسعة والهبوط الجيولوجي المعقد لمشاريع صحراء غوبي والأراضي القاحلة، قامت القاعدة ببناء منصة متكاملة للإدارة والتحكم الذكي، وطوّرت تقنيات ومعدات متقدمة وذكية للتنظيف والتفتيش ومراقبة الهبوط الجيولوجي والإنذار المبكر، كما عززت التطور الذكي والرقمي لصناعة الطاقة الكهروضوئية الجديدة. وفي هذا السياق؛ قال ما جيان باو أحد موظفي مركز نينغشيا الإقليمي للتحكم بالطاقة الجديدة التابع للمجموعة الوطنية للطاقة: "تقوم طائرة بدون طيار بدوريات على طول الطرق المحددة، وتنقل لقطات في الوقت الفعلي، وتولّد تلقائياً "تقرير الفحص الميداني" في 30 دقيقة فقط، وبدقة تصل إلى 90 في المئة، كما ازدادت كفاءة الفحص بسبع أو ثماني مرات." وأشار ما إلى دور المركز كنموذج توضيحي وطني ذكي للطاقة الكهروضوئية، حيث يعتمد على البيانات الضخمة، والحوسبة السحابية، وتكنولوجيا اتصالات الجيل الخامس+، وما إلى ذلك لتحقيق تشغيل وصيانة ذكيين لمحطات الطاقة الكهروضوئية، وخلق قوى إنتاجية حديثة نوعية في الصناعة الكهروضوئية وفقا للظروف المحلية. وبدوره؛ قال تشانغ لي نائب مدير محطة نينغدونغ للطاقة الكهروضوئية لفرع نينغشيا للكهرباء والطاقة الجديدة التابع للمجموعة الوطنية للطاقة، قال إن محطة الطاقة تتبنى نمط البناء "الكهروضوئي + الإيكولوجي" من خلال "توليد الطاقة عبر الألواح والزراعة بينها واستعادة الأرض تحت الألواح"، لاستعادة بيئة التربة في منطقة التعدين وإدارتها بشكل فعال، وتحقيق "الفوز" لاستخدام الأراضي والإدارة الإيكولوجية وفوائد توليد الطاقة في مناطق الهبوط، وذلك لبناء نظام اقتصاد دائري أخضر ومنخفض الكربون. وبالإضافة إلى الصحاري والغوبي، تبتكر نينغشيا أيضاً استخدام مياه المناجم الخاملة لإنشاء "محيط أزرق" كهروضوئي وفقاً للظروف المحلية. وتستخدم محطة نينغدونغ للطاقة بشكل مبتكر منطقة مياه المناجم الخاملة التي تشكلت أثناء تعدين الفحم، وتستخدم وحدات كهروضوئية مقاومة للتآكل وصديقة للبيئة لبناء محطة طاقة كهروضوئية موزعة عائمة على سطح البحيرة وفقاً للظروف المحلية، حيث تعتبر هذه أول محطة طاقة عائمة في شمال غربي الصين وأول محطة طاقة عائمة في مياه المناجم في الصين. من جانبه؛ قال شيويه شياو ون، مدير قسم إدارة الطاقة الجديد في محطة نينغدونغ للطاقة إن مساحة المسطح المائي تبلغ 800 مو (مو واحد يساوي نحو 667 متراً مربعاً)، منها 275 مو مزودة بألواح كهروضوئية لتشكيل ثلاث جزر عائمة لا يمكنها فقط تحسين المناخ المحلي القاحل عن طريق الحد من تبخر المياه العذبة، ولكنها تُوفّر أيضاً استخدام ما يقرب من 10000 طن من الفحم القياسي سنوياً، وهو أمر ذو أهمية كبيرة لتعزيز تحويل وتحديث صناعات الطاقة التقليدية، والتنمية الاقتصادية الإقليمية في المناطق الصحراوية، وتحسين الحماية البيئية والتنمية عالية الجودة لحوض النهر الأصفر. وباعتبارها أول منطقة نموذجية شاملة للطاقة الجديدة في الصين، واصلت نينغشيا تعزيز تنمية صناعة الطاقة النظيفة، حيث تجاوز معدل استخدام الطاقة الجديدة 97 في المئة لمدة خمس سنوات متتالية. وبحلول نهاية عام 2023، تجاوزت القدرة المركبة للطاقة الجديدة في نينغشيا 36 مليون كيلووات، فيما سيصل نصيب الفرد من الطاقة المركبة للطاقة الجديدة إلى 5 كيلووات، ما يجعلها المنطقة ذات الكثافة التنموية الأكبر للطاقة الجديدة المركبة لكل وحدة مساحة أرض. وحول ذلك؛ قالت فتاة مغربية اسمها الصيني باويون وهي تدرس وتعمل في الصين منذ 6 سنوات إن منطقة الدول العربية تمتلك موارد غنية من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بينما تمتلك الصين تكنولوجيا وخبرات متقدمة في مجال الطاقة الكهروضوئية وطاقة الرياح. ولذا؛ تبرز إمكانية التعاون بين الصين والدول العربية في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة بشكل كبير وواعد. ومع تعميق التعاون بين الصين والدول العربية في مجالات الطاقة النظيفة والاقتصاد منخفض الكربون وتحويل الطاقة وغيرها من المجالات، ستعمل الصين جاهدة على تعزيز القوى الإنتاجية الحديثة النوعية، الأمر الذي سيعود بالفوائد على المزيد من الدول العربية. ■

مشاركة :