القاهرة 13 يوليو 2024 (شينخوا) أشار خبير مصري إلى أن تطوير الصين لقوى إنتاجية حديثة النوعية وانفتاحها المستمر على العالم الخارجي سيجلبان فرصا جديدة للمستثمرين والشركات الأجنبية. وشدد أحمد الحسيني، الباحث بكلية الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة والخبير بالشؤون الصينية، في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) على أن الاستثمار الأجنبي يعتبر هدفا مهما جدا لجميع الدول سواء كانت دولا غنية أو صناعية أو نامية. ونوه في هذا الصدد إلى أن الصين جذبت استثمارات أجنبية مباشرة تصل قيمتها إلى حوالي 1.1 تريليون يوان (حوالي 160 مليار دولار أمريكي)، فيما ضخت أكثر من 53 ألف شركة أجنبية استثمارات في الصين خلال عام 2023، ولا يزال عددها عند أعلى مستوى تاريخي. وأردف قائلا "نفس الشيء بالنسبة لمصر التي تسعى جاهدة لجذب الاستثمارات الأجنبية"، مشيرا إلى أن رؤية 2030 لمصر ومفهوم القوى الإنتاجية الحديثة النوعية للصين يعززان كثيرا من فرص التعاون بينهما ويساهمان في تبادل جذب الاستثمارات في قطاعات إنتاجية مختلفة. وحول فرص التعاون بين مصر والصين في ضوء المفهوم الجديد للقوى الإنتاجية الحديثة النوعية ورؤية مصر 2030، أكد الحسيني أنه يمكن اعتبار الرؤية الإستراتيجية لمصر 2030 انعكاسا مباشرا لمفهوم القوى الإنتاجية الحديثة النوعية في الصين، مشيرا إلى أن ذلك يُبرز عمق وقوة العلاقات المصرية-الصينية والتفاهم المشترك حيال الكثير من الموضوعات والقضايا. وتابع الخبير المصري بالشؤون الصينية قائلا إن "هناك تقاربا إلى حد كبير للغاية بين المفهوم الصيني الجديد للقوى الإنتاجية الحديثة النوعية ورؤية مصر 2030 التي تعتمد على الاستدامة والتكنولوجيا والابتكار". وأضاف أن مصر في رؤية 2030 أصبحت تهتم أكثر بتوطين الصناعات الحديثة والتكنولوجيات فائقة الجودة والطاقة الجديدة والمتجددة، كما دخلت بقوة في مجال تصنيع السيارات الكهربائية، وذلك بالتعاون مع شركات صينية. وسلط الحسيني الضوء على أن هناك الكثير من الشركات والمستثمرين المصريين يسعون للتواجد داخل السوق الصيني وخاصة في مجالات التصنيع الزراعي، وأنه يمكن للاستثمارات الصينية بمصر أن تعمل أيضا على توفير مستلزمات الإنتاج للمصانع المصرية التي تعتمد على التكنولوجيا والابتكار. كما أكد على أهمية التأثير الإيجابي لمفهوم القوى الإنتاجية الحديثة النوعية على مبادرة "الحزام والطريق"، ملمحا إلى أن المبادرة ترتكز على التعاون وتبادل المنافع والفوز المشترك للطرفين وليس لطرف على حساب الآخر وتعتمد على الاستثمار في البنية التحتية من طرق وموانئ ومطارات وقطارات فائقة السرعة وكهرباء ومياه وطاقة وغيرها وكلها استثمارات مهمة جدا لزيادة الإنتاج. وذكر الحسيني أن العالم شهد على مدى السنوات الأربع الماضية تحديات كبيرة للغاية بدءا بجائحة كوفيد-19، ثم الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والتوترات في البحر الأحمر. واستطرد قائلا "رغم كل ذلك، شهدت الصين خلال عام 2023 معدلات نمو كبيرة جدا، لذا فإنني اعتبر هذا العام هو بداية جديدة لانطلاق الصين مجددا. وبعودة الصين القوية اقتصاديا، سيتم تقوية كل الشركاء الاقتصاديين والتجاريين معها باعتبارها قاطرة حركة النمو العالمي وقاطرة الاقتصاد العالمي". هذا وقد تجاوز الناتج المحلي الإجمالي للصين 126 تريليون يوان (17.51 تريليون دولار أمريكي) في عام 2023 بمعدل نمو قدره 5.2 في المائة، ما جعل الصين من بين الاقتصادات الرئيسية الأسرع نموا في العالم.
مشاركة :