تعليق ((شينخوا)): ينبغي على واشنطن الكف عن التعامل بوجهين عندما يتعلق الأمر بالعلاقات الأمريكية الصينية

  • 4/28/2024
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بينما اختتم وزير الخارجية أنتوني بلينكن زيارته الثانية للصين في غضون عام، ثمة رسالة محورية تنتظر اهتمام واشنطن: مفادها أنه من الضروري بمكان إقران الأقوال بالأفعال والكف عن اللجوء إلى الازدواجية. خلال زيارة بلينكن التي استمرت ثلاثة أيام، اتفق الجانبان على خطوات تدريجية جديدة نحو تحقيق الاستقرار، بما في ذلك مواصلة جهود تحقيق الاستقرار ودفع التشاور والتعاون في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، وشؤون منطقة آسيا والمحيط الهادئ، والشؤون البحرية، ومكافحة المخدرات. وهناك أيضا التزام متبادل بتوسيع التبادلات الثقافية. ولتنفيذ هذه الإجراءات، يتعين على واشنطن أن تحول إستراتيجيتها بعيدا عن تعزيز الاستقرار ظاهريا مع إدامة العداء ضد الصين في الوقت نفسه. فالتقدم الحقيقي على مسار العلاقات الثنائية يتوقف على تحقيق المواءمة بين الالتزام والإجراءات الملموسة، وبناء الثقة المتبادلة، ودفع علاقات بناءة على نحو أكبر بين البلدين. بدأت العلاقات الثنائية تستقر بعد قمة سان فرانسيسكو بين رئيسي البلدين في نوفمبر الماضي. بيد أن الكثير من العداء لا يزال قائما، ويغذيه في المقام الأول تشبث واشنطن بعقلية المحصلة الصفرية وتأطير الصين على أنها تهديد. على مدى السنوات الأخيرة، حمل انخراط الولايات المتحدة مع الصين شكل نهج متناقض -- أي الدعوة ظاهريا إلى التعاون والحوار مع العمل في الوقت ذاته على استخدام إستراتيجيات الاحتواء سرا تحت ذريعة "المنافسة" وشواغل الأمن القومي. ولكن من المؤسف أن هذه الازدواجية لا تزال قائمة على ما يبدو. وعلى الرغم من أن الجانبين وجدا قدرا من الاستقرار في علاقاتهما بعد قمة سان فرانسيسكو، إلا أن واشنطن واصلت انتهاك الخطوط الحمراء للصين ومحاولة قمع التنمية في الصين، والتي تجسدت في تقديم مساعدات عسكرية لتايوان، واللجوء إلى المواجهة بين التكتلات، وعرقلة تطوير الصين للتكنولوجيا الفائقة واختلاق خطاب "القدرة المفرطة الصينية" لإجبار الصين على الرقص على نغمتها. يجب أن يكون واضحا لواشنطن أن مثل هذه التكتيكات لا تؤدي سوى إلى تفاقم التوترات الثنائية. وقد أثبت التاريخ أيضا أن جهود الإكراه والترهيب الاقتصادي غالبا ما تؤدي إلى تداعيات غير مقصودة، وتعمل في النهاية ضد المصالح الأمريكية. ووسط حماسة الدورة الانتخابية المثيرة للجدل، يميل السياسيون الأمريكيون إلى الاستفادة من الخطاب المعادي للصين. وفي مقابلة أجرتها معه شبكة ((سي إن إن)) يوم الجمعة، أكد بلينكن مجددا على تأكيدات لا أساس لها من الصحة حول محاولات من جانب الصين "للتأثير ويمكن القول للتدخل" في الانتخابات الأمريكية المقبلة. لا يزال من غير المؤكد ما إذا كانت مثل هذه التكتيكات السياسية الانتهازية ستؤدي إلى أي مكاسب سياسية كبيرة، لا سيما بالنظر إلى الإقرار المتزايد بين الجمهور الأمريكي بأن العديد من التحديات المحلية هي من صنعهم وليست بسبب تدخل خارجي. وإن اللجوء إلى مثل هذه الافتراءات التي لا أساس لها من الصحة لا يؤدي سوى إلى تفاقم التوترات الثنائية. ترحب الصين بولايات متحدة واثقة ومنفتحة ومزدهرة وناجحة. وعلى النقيض من ذلك، أدى خوف واشنطن غير العقلاني من نمو الصين إلى سياسات وخطابات معادية على نحو متزايد. وإن القضية الحقيقية المطروحة ليست "القدرة المفرطة الصينية"، بل "القلق المفرط لدى واشنطن". إن القلق المفرط لدى واشنطن نابع من إنكارها العنيد للاتجاه الغني عن البيان والمتمثل في أن الجنوب العالمي يكتسب بروزا متزايدا في إطار العولمة. وبينما أثبت دول الجنوب العالمي هذه، والصين على وجه الخصوص، وجودها كمراكز حيوية للتصنيع والإبداع والتنمية، تفسر واشنطن ذلك ليس على أنه نعمة للرخاء العالمي، وإنما على أنه تحدِ مباشر لهيمنتها. تعكس وجهة النظر قصيرة النظر هذه إحجام واشنطن الشديد عن التكيف مع المشهد العالمي المتغير، الأمر الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى إدامة أجندة تخدم مصالحها الذاتية وتعطي الأولوية للحفاظ على الهيمنة على حساب علاقات بناءة وصحية مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم. من الطبيعي أن تواجه الصين والولايات المتحدة، كل على مساره المختلف نحو التنمية، منافسة واختلافات حول مسائل مختلفة. ولهذا السبب فإن مبادئ الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجميع هي مبادئ أساسية. ومن ناحية أخرى، ينبغي إجراء أي منافسة في إطار القواعد الراسخة وينبغي على البلدين الامتناع عن تقويض القدرات التنموية والحقوق المشروعة للآخر. وباعتباره عاشقا للرياضة، يتعين على بلينكن أن يدرك أن المنافسة الصحية تتطلب تحقيق تكافؤ الفرص للطرفين، وليس إعطاء الأفضلية للولايات المتحدة. وبينما يُشكل استقرار العلاقات الثنائية الأكثر أهمية على مستوى العالم تطورا إيجابيا، فمن الأهمية بمكان أن ندرك أن مجرد الاستقرار لا يكفي. وكما يقول المثل الصيني "عدم إحراز تقدم يعني تراجعا". وهذا ينطبق أيضا على العلاقات بين الصين والولايات المتحدة.

مشاركة :