شهدت المناطق الشمالية للعاصمة اليمنية صنعاء معارك عنيفة بين قوات الجيش والمقاومة من جهة وميليشيا الانقلاب وقوات المخلوع علي عبدالله صالح من جهة، استشهد فيها ضابط رفيع بقوات الشرعية، فيما رصد المجلس العسكري الموالي للشرعية في محافظة تعز 153 خرقاً للهدنة من قبل الانقلابيين منذ بدء سريانها في منتصف ليل الأحد الاثنين الماضيين، وسط استمرار الخروقات من قبل الانقلابيين للهدنة في محافظات عدة، بينما قال سكان ومسؤولون إن مراقبين محليين سيشرفون على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وصلوا إلى ثلاث محافظات يمنية لدعم الهدنة قبل بدء مشاورات الكويت. وفي التفاصيل، شهدت المناطق الشمالية للعاصمة صنعاء معارك طاحنة مع الانقلابيين بعد أن شنوا هجوماً مباغتاً على قوات الشرعية في منطقة فرضة نهم والمناطق المحيطة بها، الأمر الذي دفع قوات الشرعية، وفقاً لمصدر بالمقاومة، إلى صد الهجوم والتقدم نحو مناطق جديدة ممتدة بين الفرضة وبني حشيش شرقاً، وكذلك باتجاه محلي الواقعة على الطريق بين الفرضة ونقيل ابن غيلان. وأكد المصدر لـالإمارات اليوم سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الانقلابيين في تلك المعارك، بينما استشهد أركان حرب اللواء 314 العميد زيد الحوري في نهم خلال المعارك التي تشهدها المنطقة إثر قصف ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح لها. وينتمي العميد زيد الحوري إلى مديرية ذي السفال التابعة لمحافظة إب وسط اليمن. من جهة أخرى، أقدمت ميليشيا الانقلاب على تصفية عضو المجلس المحلي في مديرية آزال أمين الجمل، بعد معارضته ورفضه للاختلاسات والسياسات التي تقوم بها جماعة الحوثي في المديرية، الأمر الذي دفع مسلحين قبليين إلى وسط المدينة للمطالبة بقتلته وفرضوا حصاراً على المديرية وسط العاصمة، ما أدى إلى انتشار حالة من الرعب والهلع في أوساط السكان. وفي محافظة مأرب، استشهد جنديان في صفوف قوات الشرعية إثر هجوم حوثي على مواقعهما في مأرب، وذكرت مصادر في المقاومة أن قواتها مسنودة بقوات الجيش صدت هجومين منفصلين لميليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح، الأمر الذي أدى إلى سقوط قتيلين وإصابة سبعة آخرين في عمليات متصاعدة من قبل الانقلابيين رغم الهدنة ووقف اطلاق النار بين الجانبين. وفي مأرب أيضاً أفادت مصادر في المقاومة بأن الانقلابيون عززوا من تواجدهم في المناطق التي يسيطرون عليها في صرواح والمشجع ومجزر بـ100 آلية عسكرية ثقيلة، مستغلين الهدنة المعلنة. وقال القيادي في مقاومة مأرب أحمد الشليف في تصريح صحافي، إن الانقلابيين عززوا جبهتهم بصرواح بهذا العتاد الكبير من الأفراد والسلاح، في خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار، وقاموا بإطلاق العديد من القذائف المدفعية على مواقع المقاومة في جبل هيلان بالمحافظة، ما أسفر عن مقتل خمسة من أفراد المقاومة. وأضاف أنهم تبادلوا إطلاق النار مع الانقلابيين في جبهة صرواح بعد أن بدأت الميليشيات بقصف مواقع الطرف الثاني، من دون أن يذكر نتائج هذا القصف المتبادل، مشيراً إلى أن الانقلابيين غير جادين في تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في المحافظة، مضيفاً أن المقاومة الشعبية أصبحت في موقف دفاع بسبب الهدنة. وكان أحد رجال المقاومة استشهد وأصيب أربعة آخرين في هجوم شنه الانقلابيون وقوات المخلوع صالح على المخدرة، في محاولة منهم للتقدم في تلك المناطق إلا أن الجيش والمقاومة تمكنوا من كسر الهجوم. وشنت ميليشيا الانقلاب وقوات المخلوع صالح هجوماً عنيفاً على منطقة مزوية في مديرية المتون غرب الجوف، استخدمت فيه مختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة بعد أن حشدوا مجاميع وأسلحة تم تجميعها في مديرية الحميدات غرب المحافظة. ووفقاً للقيادي في المقاومة عبدالله الشريف، فإن عشرات الآليات العسكرية التابعة للانقلابيين اقتحمت مزوية بعد قصف مكثف بصواريخ الكاتيوشا والمدفعية، لكن رجال المقاومة والجيش تمكنوا من طردهم بعد اقتحامهم للبلدة بساعات. وأشار الشريف في تصريح لـالإمارات اليوم إلى أن تلك المجاميع كانت احتشدت بالمنطقة منذ بدء سريان الهدنة منتصف ليل الأحد الماضي، فيما يعد خرقاً للهدنة رغم التزام أطراف الشرعية بها، موضحاً أنهم قاموا برصد كل تحركات الانقلابيين وتوثيقها، ما مكنهم من طردهم من مزوية بعد ساعات من اقتحامها، كما تمكنوا من قتل عدد كبير من الانقلابيين في تلك العملية. وأكد تمكن قوات الجيش والمقاومة من إعطاب آلية عسكرية للانقلابيين وغنيمة عدد من الأسلحة الرشاشة، فيما استشهد اثنان من قوات الجيش والمقاومة في العملية. وفي تعز، ذكر المركز العسكري في المحافظة أنه سجل 153 خرقاً للهدنة من قبل ميليشيا الانقلاب بعد مرور 48 ساعة للهدنة. وأشار المركز إلى أن ميليشيا الانقلاب واصلت خروقاتها لوقف إطلاق النار الذي أعلنت كلامياً التزامها به لكنها عملياً تعمل عكس ذلك. وأوضح أن الخروقات في تصاعد مستمر مع مرور الوقت، ما يؤكد أن هذه الميليشيات ليست جادة في الالتزام بالهدنة ولا احترام تعهداتها المقدمة للمبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، في الوقت الذي التزمت قوات الجيش والمقاومة بالهدنة ولم تخرقها وظلت في حالة دفاع عن النفس فقط. وأكد المجلس التزامه التام والكامل بالهدنة وعدم خرقها، لكنه أكد في الوقت نفسه أن قواته لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء استمرار الخروقات واستهداف مواقعها ليلاً ونهاراً، وأنها سترد بقوة على كل مصادر النيران والخطر. كما شهدت جبهات تعز مواجهات وتعزيزات كبيرة للانقلابيين، فيما شنت طائرات الاباتشي التابعة لقوات التحالف، قصفاً عنيفاً استهدف عدداً من المناطق في مديرية ذوباب في باب المندب غرب مدينة تعز. وشهدت مديرية الوازعية بمحافظة تعز تبادلاً للقصف المدفعي بين الحوثيين وقوات الجيش والمقاومة في عدد من المواقع بالمديرية. وفي محافظة شبوة، استشهد ثلاثة أطفال من أسرة واحدة فيما أصيب آخرون في قصف صاروخي حوثي استهدف الأحياء السكنية بمديرية عسلان. وتشهد مديرية عسيلان مواجهات بمختلف الأسلحة منذ أشهر بين الجيش والمقاومة من جهة وميليشيا الحوثي وصالح من جهة أخرى. وفي محافظة حضرموت، قتل شخص وأصيب اثنان جراء انفجار عبوة ناسفة في مدينة سيئون، بالقرب من مبنى فرع شركة النفط اليمنية. يأتي ذلك في وقت ذكرت مصادر محلية في ثلاث محافظات يمنية أن مراقبين محليين سيشرفون على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وصلوا أمس لمراقبة وقف إطلاق النار في إطار الهدنة التي يصفونها بالهشة بين الشرعية والانقلابيين في اليمن، قبل بدء محادثات سلام تحت رعاية الأمم المتحدة في الكويت الأسبوع المقبل. ووفقاً لتلك المصادر فإن فرقاً من 12 مراقباً انتشروا في مأرب وتعز وحجة، في محاولة لوقف انتهاك الهدنة والسماح بمرور المساعدات الإنسانية، فيما تستعد ثلاث محافظات أخرى لاستقبال المراقبين الذين يتحركون ببطء شديد نتيجة الإجراءات الأمنية التي تفرضها ميليشيا الانقلاب على الطرق والممرات بين المحافظات.
مشاركة :