سيد زيان.. «العسكري الأخضر» يرحل رافعاً «الراية البيضا»

  • 4/14/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

نحو 15 عاماً قضاها الفنان الراحل سيد زيان بين الحياة وشائعات الوفاة التي لم تكن تفارقه، بعد أن أقعده المرض الذي بدأ بجلطة في المخ، وأعجزه عن الكلام، ليغيب زيان عن الشاشة والمسرح، لكنه لم يغب عن وجدان جمهوره العريض في مختلف أنحاء الوطن العربي ومن كانوا يدعون له بالشفاء والصحة ويتذكرون أعماله الفنية التي رسمت البسمة على وجوه الملايين. زيان أعلنت وفاته بمنزل ابنته، صباح أمس، عن عمر يناهز 73 عاماً، وشيعت جنازته من مسجد الحصري بمدينة السادس من أكتوبر بحضور عدد من الفنانين وأسرته وأعضاء نقابة الممثلين التي أعلنت تضامنها مع أسرة الفنان الراحل. ولد سيد زيان في حي الزيتون بالقاهرة، وتعود أصوله لمحافظة الشرقية، وبعدما التحق بمعهد الطيران وتخصص في هندسة الطائرات، عمل في القوات الجوية والقوات المسلحة لفترة، وعندما تكونت فرقة المسرح العسكري كان من أبرز نجوم تلك الفرقة التي كانت تقدم المسرحيات العالمية. بدأ زيان مشواره الفني بالتمثيل التراجيدي، ولم يكن اكتشف في نفسه الأداء الكوميدي بعد، الذي جاء على يد الفنان عبدالغني ناصر الذي كان يدير فرقة للهواة وتقدم مسرحية جميلة بوحريد، التي كان سيد يؤدي فيها دوراً تراجيدياً، وأثناء العرض قال له عبد الغني ناصر: يا سيد أنت في داخلك فنان كوميدي رائع لم تستخرجه بعد، لكن سيد زيان رفض هذا الكلام، فقد كان مفهومه في ذلك الوقت أن التمثيل الحقيقي المؤثر هو الأداء التراجيدي. لكن عبد الغني ناصر أوضح له أن الكوميديا من أصعب فنون الأداء ولا يقدر على تقديمها إلا الفنان الموهوب الذي أهّله الله بخفة الظل والحضور، ولكي يثبت له نظريته أسند إليه دوراً كوميدياً في مسرحية إعلان جواز، وحقق نجاحاً كبيراً استوقف المخرج الكبير نور الدمرداش الملقب بـملك الفيديو، فأسند له دوراً بارزاً في مسرحية حركة واحدة أضيعك. وفي إحدى ليالي هذا العرض فوجئ سيد زيان بالفنان الكبير فؤاد المهندس بين الجمهور وبرفقته الكاتب والمنتج المسرحي سمير خفاجي، وعقب انتهاء العرض طلب منه فؤاد المهندس أن يحضر لفرقة الفنانين المتحدين، وهناك فوجئ بأنه رشحه للمخرج حسن عبد السلام للمشاركة معه في مسرحية سيدتي الجميلة. وتمكن سيد زيان بعد ذلك من أن يقدم بمفرده عدداً من الأعمال المسرحية الناجحة في تسعينات القرن الماضي، خاصة حين وقف على مسرح نجم، منها العسكري الأخضر والباراشوت، معتمداً على حضوره القوي أمام الجمهور، وتميز وقتها بالخروج عن النص والتواصل بشكل كوميدي مع جمهور المسرح. كان سيد زيان حالة فنية، خصوصاً بجميع تفاصيلها، بداية من نبرة صوته المميزة التي كانت سبباً في توسيع قاعدته الشعبية لدى جمهوره ومحبيه، والتي ميزته أيضاً عن غيره من الفنانين، خصوصاً ممن ساروا على دربه في الخط الكوميدي، وكثيراً ما كان يقدم مقاطع طرب في أعماله المسرحية بصوته الأجش المتميز بهدف الكوميديا والسخرية أيضاً، لكن بحة صوته لم تكن تخلو من الشجن والطرب فخلط الموال بالكوميديا، والطرب بالحزن، والشجن بالسخرية. كان زيان محبوباً من أبناء جيله، ومتعاوناً مع عدد ممن شاركوه أعماله، منهم عبدالله فرغلي وفاروق فلوكس وفؤاد خليل والمنتصر بالله ومظهر أبو النجا، كما امتاز بقدرته على التقليد الصوتي، فكان يقلد أشهر الفنانين، منهم فريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب، إلى جانب عدد كبير من زملائه، بل والباعة الجائلين في منطقة البحر الأعظم التي عاش فيها سنوات. تميز زيان بشخصياته المتعددة التي كان يظهر بها، والتي تنوعت بين أدوار الخير والشر، فهو الفهلوي الذي يعرف كيف يأخذ ما يريد، أو مساعد لزعيم العصابة في المتسول، وهو المطحون الموجوع الذي ينحاز للخير بعد أن كان أحد محركات الشر كما في مسلسل الراية البيضا. قدم سيد زيان في السينما 40 فيلماً أبرزها أبناء الصمت، أريد حلاً، عفواً أيها القانون، ليلة ساخنة، وكالة البلح، المتسول، وأعمالاً أخرى عدة، بعضها يمكن اعتباره من أفلام المقاولات والبعض الآخر من الأفلام الخفيفة التي تعتمد على المفارقات الكوميدية، مثل احترسي من الرجال يا ماما، ليس لعصابتنا فرع آخر، عماشة في الأدغال، الطماعين، الفهلوي. وفي التلفزيون شارك زيان في أعمال قليلة لكنها متميزة مثل العائلة، عمر عبد العزيز، المال والبنون، الراية البيضا.

مشاركة :