حذرت أكاديمية سعودية متخصصة في أمن المعلومات مستخدمي الإنترنت من خطورة الإبلاغ عن أماكن وجودهم والمبالغة في ذلك من خلال المواقع الإلكترونية بالصور أو التعبيرات الأخرى، لافتة إلى أن هذا الأمر يشكل «خطورة ذاتية على المستخدم من خلال الترصد له ومتابعته من أشخاص مجهولين»، مشيرة إلى تعرض بعض المنازل إلى السرقة عند إعلان أصحابها في مواقع التواصل الاجتماعية عن سفرهم. وقالت طالبة الدكتوراه المحاضرة في أمن المعلومات بجامعة الدمام موضي الجامع: «إن المملكة بدأت تطبيق نظام الجرائم المعلوماتية لحفظ الحقوق، بعد أن أصبحت تلك الجرائم تهدد أمن المجتمع وسلامته»، لافتة إلى أن «الانتشار الواسع لأجهزة الحاسوب والاستخدام الشخصي والمؤسسي والحكومي لها أدى إلى زيادة الحرص على حمايتها من الجرائم الإلكترونية، ففي الآونة الأخيرة أصبح الدخول إلى الشبكة الإلكترونية أمراً خطراً بعد انتشار عمليات الاختراق وسرقة المعلومات والخسارة المادية الكبيرة التي سببتها هذه الجرائم»، لافتة إلى «علاقة عكسية بين التطور السريع في مواقع التواصل الاجتماعي، ومستوى خصوصية معلوماتنا فيها». وذكرت الجامع، المبتعثة للدراسة في جامعة «كنجز كوليج» البريطانية، أن «المملكة احتلت المركز الأول بين الدول الأكثر نشاطاً في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» على مستوى العالم، وذلك في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وأضافت أن «هذا النشاط غير المسبوق في «توتير» بالنسبة للسعوديين، جاء نتيجة اتخاذهم إياه كمتنفس يعبرون فيه عن يومياتهم، ويناقشون عدداً من القضايا والهموم التي يعانون منها». وأشارت الجامع إلى أن بعض السعوديين كونوا «صداقات إلكترونية، تجمعهم مع أشخاص آخرين في دول أخرى»، لافتةً إلى أن الوسم الذي يستخدم في التصنيف (هاشتاق) «أصبح السعوديون الأكثر تأثيراً فيه»، موضحة أن «الفتيات أكثر من الرجال في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بأسماء وهمية، لأنهن يجدنها أكثر راحة وطمأنينة من الدخول بأسمائهن الحقيقية». وألقت الجامع أخيراً محاضرة في أقســـــام الطالبات بجامعــة الدمــــام، بعنوان «الهويــــة الإلكترونـــيـة فــي المواقع الاجتماعية»، نظمتها كلية إدارة الأعمال بحضـــور تجاوز 500 طالبة من مختلف التخصصات، تطرقت فيها إلى فائدة الهوية الإلكترونية في مواقع التواصل الاجتماعي، والهوية الإلكترونية المثالية وطرق إدارتها وحمايتها والحلول المقترحة لإثباتها. وتحدثت عن طرق إثبات الهوية من خلال بصمه الأصبع أو العين أو الوجه، وبخاصة في الأجهزة الذكية. وأشارت إلى إنها «ليست طريقة آمنة لأنه لو سرقت البصمة، سيكون صعب تغييرها». وذكرت الجامع خلال المحاضرة أنه «بعدد سكان المملكة الـ28 مليون نسمة فإن نسبة من يستخدم الأجهزة الذكية هي 200 في المئة، أي أن لكل شخص جهازين محمولين»، لافتة إلى أن «أكثر المستخدمين لموقع يوتيوب، يتصفحونه من خلال أجهزتهم الذكية». وأشارت إلى أن 7 من كل 10 أشخاص يتم رفضهم للعمل في بريطانيا بسبب حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، الذي بدوره يحدد شخصية المتقدم للعمل ومن خلال ذلك يتم تقديره، إن كان صالحاً للعمل أو أنه يشكل خطورة على المؤسسة التي يتقدم إليها». وأشارت إلى ما يسمى بـ«الوشم الإلكتروني»، أي أن «كل ما يوضع في المواقع الإلكترونية باقٍ، حتى لو تمت إزالته»، لافتة إلى أن «الكثير من الشركات الإلكترونية تعد بإزالة الصورة أو الفيديو، ولكنه لا يُزال حقيقة، إذ يبقى في الخوادم الإلكترونية (السيرفرات) كوضع مخفي فقط». وذكرت أنه «ليس بالضرورة أن كل ما لا نراه يعني أنه غير موجود». وتحدثت عن البنــــاء الصحيــح للهوية الإلكترونية التي «تقوم على أساس صحيح، لتكون مؤثراً جاداً في مواقع التواصل الاجتماعي والمجتمع من نواحي كثيرة، مثل التسويق والنشر وغيرها من الأمور التي تجلب نفعاً وإيرادات مالية جيدة لصاحب هذا الحساب، إذ إن بعضهم بعد بناء قاعدة جماهيرية له في مواقع التواصل الاجتماعي يبدأ في استخدام الحساب في الإعلانات، التي من شأنها أن تجلب له عائداً مادياً يفوق عند بعضهم 100 ألف ريال شهرياًَ». وأشارت إلى أن البعض «يعانون من ضعف اجتماعي، لكن تجده متحدثاً جيداً في مواقع التواصل الاجتماعي. بخلاف ما هو عليه في التواصل مع بيئته الاجتماعية، لتكون المواقع الإلكترونية بالنسبة له متنفساً وتعبيراً».
مشاركة :