كشفت خدمة الأمين في الإدارة العامة لأمن الدولة، أن منازل تعرضت للسرقة بعدما نشر أصحابها صوراً لها على مواقع التواصل الاجتماعي، وتتبعها اللصوص، ونفذوا جرائمهم، محذرة من غياب الإشراف والرقابة على الأطفال، خصوصاً أثناء الإجازات التي ينشطون فيها على الإنترنت. شرط العمر قال المستشار الإعلامي في خدمة الأمين، خليل آل علي، إن شبكات التواصل الاجتماعي تضع شرط العمر في التسجيل فيها، سواء كان 13 عاماً أو أكثر، لتحمي نفسها من المساءلة القانونية فقط، لكن لا يعنيها على الإطلاق المخاطر التي تحيق بالأطفال، والتي يفترض أن يتحمل مسؤوليتها آباؤهم، مؤكداً أن الأسرة هي خط الدفاع الأول، وعلى الآباء تثقيف أبنائهم وتوعيتهم بمخاطر هذه الشبكات، وشرح القوانين لهم، حتى لا يتورطوا في جرائم تقنية المعلومات، مثل السب والقذف والتشهير. وقال المستشار الإعلامي في خدمة الأمين، خليل آل علي، لـ« الإمارات اليوم»، إن «الصورة تعد بمثابة معلومات بصرية يقدمها البعض بكل سهولة لغرباء لا يعرف عنهم شيئاً، بينهم مبتزون ومحتالون ولصوص»، مضيفاً أن «الخطر لا يقتصر في بعض الحالات على مجرد استهداف المنازل أو الأسر من خلال الأطفال، بل يصل إلى حد استدراجهم عبر صداقات وهمية من قبل جماعات متطرفة، مثلما حدث في إحدى الدول المجاورة، حين تسلل التنظيم الإرهابي (داعش) إلى طفل عمره ثماني سنوات فقط، دون أن تنتبه أسرته، التي فوجئت به يطلق على الإرهابي (أبوبكر البغدادي)، لقب أمير المؤمنين». وتفصيلاً، قال آل علي، إن «هناك منازل تعرضت للسرقة، نتيجة رصد نشاط أصحابها على شبكات التواصل الاجتماعي، خصوصاً تلك المتخصصة في نشر الصور ومقاطع الفيديو، إذ تعد الصور بمثابة المعلومة البصرية، ويتضاعف الخطر في حال تفعيل خاصية تحديد الموقع مع الصورة، التي تساعد اللصوص على معرفة مكان صاحبها، ما يسهل مراقبته والتسلل إلى منزله». وأكد أن «هناك تفاوتاً كبيراً في وعي مستخدمي شبكات التواصل لهذه الجوانب، ويتعامل معها البعض باستخفاف، دون إدراك أن الذين يمكنهم مشاهدة هذه الصور وتحليلها ليسوا جميعاً أسوياء أو أصدقاء»، لافتاً إلى أن «هناك إشكالية أخرى ناتجة عن الفئات المساعدة، إذ يندفع الخدم إلى نشر صور الأطفال داخل المنزل أو أثناء السفر للاستجمام والسياحة، متسببين في سرقة المنازل التي يعملون فيها، لذا يجب تحذير الخدم من نشر أي صورة من داخل المنزل أو للأطفال الذين يقومون برعايتهم». وذكر أن «هناك جرائم عدة وقعت نتيجة هذه الأخطاء الساذجة، منها الابتزاز بواسطة صور اعتقد أصحابها أن أقاربهم أو أصدقاءهم هم الذين سيرونها فقط، ويجب أن يعرف الجميع أنه بمجرد توصيل الهاتف أو الكمبيوتر بالإنترنت تصبح البيانات والصور الشخصية ليست بمأمن 100%، لذا من الأفضل تجنب الخطر بدلاً من التفكير في علاجه لاحقاً». وأوضح آل علي، أن «الصور تعبر عن حالة الشخص المادية والاجتماعية، ومن الطبيعي حين ينشر صور سياراته الفارهة ومنزله الفخم ورحلاته في أغلى الفنادق والمنتجعات أن يكون هدفاً مغرياً للمجرمين، وسيظل محل متابعة مستمرة منهم، إلى أن يجدوا ثغرة يتسللون منها إليه». وكشف أن «جلوس الطفل أمام والديه في المنزل ممسكاً هاتفه الذكي أو حاسبه اللوحي يعطيهما شعوراً بالأمان، فيعتقدان أنه تحت نظرهما، لكن هذا خطأ متكرر، لأن من الضرروي أن يعرف الآباء مع من يتواصل أبناؤهم عبر شبكات التواصل أو الألعاب التي تتيح اتصالاً مباشرة بالإنترنت والدردشة مع الآخرين»، لافتاً إلى «أطفال تعرضوا للاستدراج من قبل مجرمين ينتحلون صفة أطفال، وحصلوا منهم على معلومات حول بيوتهم وسرقوها، كما أن هناك حالات عالمية مسجلة لأطفال تعرضوا للابتزاز الجنسي الإلكتروني، الذي دفع بعضهم إلى الانتحار». وأكد أن «واقعة الطفل الخليجي (ثماني سنوات)، الذي استدرجه تنظيم (داعش) الإرهابي، يجب أن يكون جرس إنذار لجميع الأسر، فمن المؤكد أن هذا الطفل ظل يتواصل مع هؤلاء الإرهابيين على مدار شهور، حتى رسخوا لديه قناعة بأن زعيمهم هو أمير المؤمنين».
مشاركة :