بشكل عام يحتاج مريض الباركنسون إلى طريقة علاج متكاملة تتزامن مع العلاج الدوائي والجراحي، فيحتاج المريض إلى العلاج الطبيعي واختصاصي تغذية ودعم نفسي من قبل العائلة والفريق المعالج. العلاج الدوائي يتمثل في أنواع من الأدوية التي تعوض مادة الدوبامين وأدوية تحفز الدوبامين وهناك أدوية تقلل من عملية هدم الدوبامين، ( الدوبامين هي مادة كيميائية تتفاعل في الدماغ لتؤثر على كثير من الأحاسيس والسلوكيات بما في ذلك الإنتباه، والتوجيه وتحريك الجسم، وتؤدي مادة الدوبامين دوراً رئيسياً في الإحساس بالمتعة والسعادة والإدمان، ويعد الدوبامين أحد المجموعات الكيميائية التي تسمى النواقل العصبية التي تساعد في نقل المعلومات من خلية عصبية إلى أخرى )، والأدوية لاتعالج المرض ولكن تخفف من الأعراض فقط. مع بداية المرض يعتبر العلاج الدوائي هو العلاج الرئيسي ونلخص الأدوية المستخدمة كالتالي: الأدوية المعوضة للدوبامين أو اليفودوبا Levodopaويعطى مع مادة الكربيدوبا والتي تؤخر تحويل اليفودوبا إلى أن يصل إلى الدماغ، ومن أشهر هذة المجموعة من الأدوية هو السينمت Sinemet ويساعد هذا الدواء تقريبا 60-70% من المرضى، وتستجيب الأعراض الحركية مثل تصلب الأطراف وبطء الحركة أكثر من غيرها مثل اضطراب التوازن والرعاش أو اهتزاز الأطراف، ويجدر بالذكر أن هذا الدواء يؤخذ عن طريق الفم ولا يصل إلى الدماغ إلا تقريباً 5% من تركيز الدواء في الجسم. وخلال العشرين سنة الماضية هناك العديد من المحاولات والتجارب البحثية سواءاً مخبرية أو تجارب على الحيوانات الفقرية مثل القردة لعلاج مرض الباركنسون، وبما أن مرض الباركنسون يصاحبة نقص شديد في مادة الدوبامين في نويات الدماغ فإن الكثير من الأبحاث تركزت في كيفية زيادة هذة المادة داخل الدماغ، وهناك طريقتين رئيسيتين تتبع في كثير من التجارب، أما العمل على حقن النواة القاعدية بمواد تستطيع أن تمنع تكسر مادة الدوبامان وهذا بتعطيل أنزيامات معينة تعمل على تكسير الدوبامين أو الطريقة الجديدة وهي حقن النويات القاعدية بمواد تستطيع انتاج مادة الدوبامين داخل الدماغ وكذلك تحفيز المتبقي من الخلايا المصنعة للدوبامين، وقد أظهرت الطريقة الجديدة نتائج تعتبر مشجعة، حيث نشر في مجلة ( ذي لانسيت ) في شهر مارس 2014 نتائج الدراسة البحثية الأكلينيكية على 15 مريضاً يعانون من مرض الباركنسون لأكثر من 5 سنوات، واستمرت متابعة المرضى لسنة واحدة ثم متابعة بعيدة المدى على مدار سنوات، واوضحت الدراسة أن المرضى استفادوا من حقن مواد جينية مصنعة يحملها فيروس منزوع النواة، وأوضحت الأشعات النوويية أن مادة الدوبامين زادت في النواة القاعدية حتى بعد عدة أشهر من حقن المادة العلاجية، وهذا قد يكون دليلاً على أن الخلايا أستمرت بتصنيع مادة الدوبامين، ومن ناحية أكلينيكية فقد استجاب كل المرضى بشكل جيد مع تحسن في نسبة قياس المرض للأعراض الحركية مع تقليل علاج الدوبامين الذي يؤخذ عن طريق الفم. ومن ناحية أخرى فلم يثبت وجود أية مضاعفات من الفيروس المعطل والناقل للمواد الجينية على مدار أربع سنوات من المتابعة الدقيقة والفحوصات المخبرية للمرضى. * برنامج الاضطرابات الحركية- قسم العلوم العصبية
مشاركة :