على الرغم من أنها حقوق مالية مستحقة تلك الأموال التي تطالب بها المدارس الأهلية أولياء أمور الطلاب الدارسين بها، وعلى الرغم من تخلف نسبة كبيرة من أولياء الأمور عن السداد مما يجعل تلك المدارس تواجه صعوبات مالية أحياناً، إلا أن بعض تلك المدارس وجدت أن أقصر الطرق وأكثرها ضغطاً على ولي الأمر أن تمنع الطلاب الذين تأخر أولياء أمورهم عن السداد من دخول المدرسة، في تصرف يتنافى وكل قيم التعليم والتربية التي تزين بعباراتها تلك المدارس حيطانها المختلفة. وتبلغ عملية الضغط على الطالب ذروتها حينما يُبلّغ من المشرف أمام طلاب الفصل أن أباك لم يسدد، وأن عليك الا تأتي غداً إلا ان أحضرت ذلك المال، الأمر الذي يحرج الطالب أمام زملائه، مما ينعكس على وضعه النفسي وعلى تحصيله العلمي، ويقيم حاجزاً نفسياً بينه وبين تلك المدرسة. وحسب محمد المهنا – المشرف الإداري بإحدى المدارس الأهلية – فإن هذا السلوك من بعض المدارس التي تلجأ إلى منع الطلاب من دخولها إلا بعد السداد يجعلها ترتكب خطأ تربوياً فادحاً يتنافى ورسالتها التعليمية، وقال: مع الأخذ بالحسبان الأثر السلبي لتأخر أولياء الأمور عن دفع المستحقات المالية للمدارس، إلا أن ذلك ليس مبرراً لأن يقحم الطالب في العملية المالية والإدارية، لما لذلك من انعكاسات سلبية تترك اثراً بالغاً في نفس الطالب، فكم من طالب مجتهد ومتفوق أدى تأنيبه أمام زملائه لعدم دفع ولي أمره الأقساط المدرسية إلى انتكاسة في مستواه التحصيلي، وتحول إلى طالب فاشل بعد أن كان متفوقاً في بعض الأحيان. وأضاف: إن المدارس التي تتبع هذا الأسلوب ترتكب مخالفة صريحة عدا كونها بسلوكها هذا ترتكب عملاً يتنافى ورسالتها التعليمية السامية، وأنا هنا أدعو الزملاء العاملين في هذا المجال في المدارس الأهلية إلى التفاهم مع الملاك من خلال ابتاع الطرق الصحيحة لتحصيل المبالغ من أولياء الأمور دون اقحام الطالب في هذا الأمر، وفي الوقت ذاته أدعو أولياء الأمور إلى الحرص على سداد تلك الرسوم قدر المستطاع لتمضي تلك المدارس في اكمال رسالتها التعليمية. وشدد على أن بعض أولياء الأمور تحدث لديهم ظروف مالية تجعلهم يتأخرون عن السداد، داعياً المسؤولين عن المدارس إلى اتباع اساليب مختلفة لتحصيل تلك المبالغ كتقسيط المبلغ على دفعات، الأمر الذي يؤدي إلى السداد في نهاية الأمر دون أن يكون الطالب طرفاً في تلك المفاوضات حرصاً على مستواه التحصيلي.
مشاركة :