في منطقة التسوق التجارية الدولية "سولانا" ببكين، دفع الباكستاني رانا أحمد، الذي جاء إلى الصين للمرة الأولى، تكلفة مشترياته من خلال مسح رمز الاستجابة السريعة عبر منصة "نايا باي"، وهي منصة باكستانية للدفع الالكتروني، قائلا: "من المريح جدا أن أتمكن من الدفع من خلال مسح رمز الاستجابة السريعة كما أفعل في بلدي." وخلال جولته في بكين، ذهب رانا إلى أحد متاجر السوبر ماركت واشترى وجبات خفيفة وأكل بط بكين المشوى وشرب الشاي بالحليب، ودفع ثمن جميع مشترياته مباشرة من خلال مسح رمز الاستجابة السريعة بهاتفه المحمول دون الحاجة إلى تحميل تطبيق جديد. ويرجع سبب استمتاع رانا بسهولة الدفع عبر هاتفه المحمول في الصين إلى توسيع نطاقات الدفع الإلكتروني في الصين، والذي يدعم المحافظ الإلكترونية الخارجية. وخلال الأيام الأخيرة، أعلنت المحفظة الإلكترونية الباكستانية "نايا باي" أنها تدعم الدفع والاستهلاك في الصين من خلال خدمات الدفع عبر الحدود على منصة "علي باي+" التابعة لمجموعة "آنت" الصينية. وفي الوقت نفسه، قالت منطقة التسوق التجارية الدولية "سولانا" ببكين إنها تبني "دائرة تجارية صديقة للمستهلكين الوافدين"، وتعد منصة "نايا باي" أحد أطراف التعاون معها. كما أطلق عدد من الممثلين المحليين والخارجيين من صناعات الخدمات المالية والتجارية والمدفوعات في "سولانا" خطة للبناء المشترك لدوائر تجارية صديقة للمستهلكين الوافدين، مخططين لتحسين خدمات الدفع للمستهلكين الوافدين التي تتمحور حول الدوائر التجارية الرئيسية في المدن التجارية والسياحية الكبرى. وخلال السنوات الأخيرة، واصلت الصين توسيع انفتاحها عالي المستوى على الخارج. ومن أجل تلبية احتياجات خدمات الدفع المتنوعة للأجانب الوافدين إلى الصين، وضعت البلاد سلسلة من التدابير ودفعت تنفيذها. وفي الفترة الأخيرة، استجابة لصعوبات الدفع التي يواجهها الأجانب في الصين، أصدر بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) توجيهات لمؤسسات الدفع الرئيسية لزيادة حد المعاملة الواحدة للأجانب الوافدين إلى الصين من ألف دولار أمريكي إلى خمسة آلاف دولار أمريكي، والحد التراكمي السنوي للمعاملات من عشرة آلاف دولار أمريكي إلى 50 ألف دولار أمريكي. وفي هذا الصدد، وضعت بكين، عاصمة الصين، عدة إجراءات لتحسين خدمات الدفع وزيادة سهولته. فعلى سبيل المثال، ستوسع بكين نطاق تغطية قبول البطاقات المصرفية الخارجية بشكل أكبر بحلول نهاية يونيو القادم، وستواصل تسهيل طرق الدفع المتمثلة في الدفع عبر الأجهزة المحمولة والبطاقات المصرفية والنقود. وفي "سولانا"، تضع بعض المتاجر أمام مكينات الدفع أدلة للدفع من خلال "علي باي+"، فيما يتواجد في بعض الأماكن لا فتات عليها معلومات مكتوبة باللغة الإنجليزية تقدم توجيهات بشأن كيفية الدفع الإلكتروني عن طريق ربط بطاقات الفيزا الدولية أو المحافظ الإلكترونية الخارجية. وقال شيويه هونغ يان، مدير عام قسم الأعمال العالمية في مجموعة "آنت"، إنه من خلال الاتصال بـ"علي باي+"، يمكن لـ11 محفظة إلكترونية من منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة ومنطقة ماكاو الإدارية الخاصة وكوريا الجنوبية وسنغافورة وتايلاند وماليزيا ومنغوليا وباكستان إجراء عمليات شراء مباشرة داخل الصين. وأظهرت بيانات صادرة عن مجموعة "آنت" أنه من عام 2022 حتى الآن، يأتي السياح الأجانب الذين يستخدمون تطبيق "علي باي" لربط بطاقاتهم المصرفية الدولية بعد دخول البلاد من ما يقرب من 200 دولة ومنطقة، من بينها كوريا الجنوبية وسنغافورة والولايات المتحدة واليابان والمملكة المتحدة. وفي مارس الماضي، ازداد حجم المعاملات التراكمية التي قام بها الوافدون من خارج البر الرئيسي الصيني، من خلال "علي باي" داخل الصين بنحو عشرة أضعاف مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. وقال بعض الأجانب الموجودين في الصين إنه أصبح من السهل الآن أن يستخدموا البطاقات المصرفية الخارجية في الصين ويمكنهم استخدامها في المزيد من الأماكن. وقالت الأمريكية ماريا ماكسييه، التي عاشت في الصين لمدة ست سنوات، إنها قد اعتادت استخدام الدفع الإلكتروني وإنها تستخدم تطبيقات الهاتف المحمول دائما لاستدعاء سيارات الأجرة وحجز التذاكر للسفر، قائلة إن هذه التطبيقات لديها نسخ إنجليزية ومن السهل استخدامها. وترى ماريا أنه قريبا سيتمكن الأجانب من الاستهلاك بشكل مريح في جميع المدن الرئيسية بالصين، من الموانئ الحدودية ومحطات السكك الحديدية عالية السرعة إلى الفنادق والمناطق التجارية والمواقع السياحية.
مشاركة :