تعرف المهارات الناعمة بأنها تلك المهارات والقدرات التي يمتلكها الفرد وتميزه عن غيره وتساعده في التعامل مع الآخرين بشكل إيجابي وفعال ولا سيما في بيئات العمل، ومن ذلك مهارات التواصل والتفاوض والقيادة وحل المشكلات والعمل الجماعي والمرونة وتنظيم الوقت وغيرها. وبالمقابل هناك ما يعرف بالمهارات الصلبة التي تتمثل في الدراسات الاكاديمية والمؤهلات والخبرات السابقة؛ بمعنى أن المهارات الناعمة لا ترتبط بالجانب المهني والجامعي بقدر ما ترتبط بشخصية الفرد. ويرى الخبراء أن المهارات الصلبة قد لا تمثل أكثر من 15% من متطلبات نجاح الشخص في عمله، في حين تمثل المهارات الناعمة 85% من أسس النجاح. ولعله من المفيد أن نتساءل هنا عن أبرز المهارات الناعمة التي يحتاج إليها المتعامل في القطاع العقاري وخاصة الوسطاء العقاريين. وهذا ما يتحدث عنه الخبير العقاري أشرف علام في قناته المخبر العقاري، لافتا الى ان هناك نوعين من المهارات في أي مجال مهني في العالم، الأولى هي الناعمة والثانية هي الصلبة، وهي أشبه بالهاردوير بالكمبيوتر والسوفتوير. وفي حين يعتبر الهاردوير الأجزاء الرئيسية التي لا يمكن للجهاز ان يشتغل من دونها، مثل الماذربورد والبروسيسور والهارد درايف والذاكرة وغيرها، فإن السوفتوير هي البرمجيات التي تميز كل جهاز وتختلف قدراتها ومميزاتها ومواصفاتها. وهنا نجد ان المهارات الناعمة تعتبر ضرورية في مجال المبيعات العقارية، فامتلاك شهادات جامعية ودورات لا يعني بالضرورة القدرة على النجاح والاستمرار في المهنة. ومن أهم المهارات الناعمة في القطاع العقاري مهارات التواصل، بمعنى القدرة على تكوين علاقة من خلال التواصل مع الآخرين. وهذا ما يشمل مهارات التحدث والاستماع والتفهم والطاقة الإيجابية عند التحدث معه. وهذا التواصل يشمل العملاء والزملاء والمديرين وكل من يعمل في نطاق وبيئة العمل. وهي مهارات تحتاج إلى تنمية من الشخص نفسه. ثم تأتي مهارة التنظيم والتخطيط وإدارة الوقت؛ فمن الضروري ان يكون الشخص قادرا على تنظيم العمل والتخطيط ليوم العمل والمهام. ومن المهارات الناعمة أيضا مهارة العمل ضمن فريق عمل؛ فالعمل في القطاع العقاري وخاصة الوساطة العقارية يتطلب عملا جماعيا ضمن فريق متكامل سواء في الشركة أو خارجها او مع شركات أخرى أو مطورين أو عملاء. وهذا ما يشمل القدرة على تبادل المعلومات والخبرات والتعاون في الفريق. ووجود هذه المهارة مهم أيضا لتسلم مناصب قيادية مستقبلا مثل مدير فريق عمل. ومن دون وجود الخبرة في العمل ضمن فريق لا يمكن النجاح كمدير للفريق. أيضا هناك مهارة التأقلم والمرونة، وليس ثوابت لا يحيد عنها. فلا بد ان يتمتع الوسيط بقدر كاف من المرونة التي تمكنه من التأقلم مع جو العمل والعملاء والظروف والإدارة والتغيرات التي تطرأ. كما تعتبر مهارة الاقناع وفن العرض مهمة في هذا المجال؛ فمن الضروري أن يمتلك الوسيط قدرة اقناعية وحديثا لبقا سواء من خلال الهاتف او المقابلة المباشرة، بحيث يقتنع العميل بقوة شخصية الوسيط وثقته بنفسه ومصداقيته. ويمكن تنمية هذه المهارة بالتدريب والثقافة وامتلاك المعلومات الكافية. ويعتبر أسلوب التقديم والعرض من الأساسيات المهمة للإقناع، وهذا ما يتطلب مهارات خاصة. ثم تأتي مهارة حل المشاكل، فمن الطبيعي ان يواجه الوسيط العقاري مختلف أنواع المشاكل سواء من العملاء او الزملاء او المديرين. ومن الضروري أن يمتلك المهارات الكافية للتعامل مع هذه المشاكل وليس مفاقمتها. وهذا ما يرتبط بمهارة أخرى هي الفكر النقدي والقدرة على تقييم ونقد كل ما حولك بهدف تطوير العمل والأداء؛ فليس من الذكاء التحدث مع المسؤول أو العميل حول مشكلة معينة من دون عرض الحلول والخيارات المتاحة. كذلك هناك مهارة التفاوض، وهي من أهم المهارات للوسيط العقاري. ويشمل ذلك الذكاء في تقديم العروض وقبولها أو رفضها والقدرة على الإقناع. ويعتبر الثبات الانفعالي من المهارات الناعمة المهمة في المتعامل بالشأن العقاري وخاصة الوسيط العقاري؛ فالشخص العصبي مثلا أو المنفعل لا يمكنه الاستمرار في هذه المهمة والمهنة ولا يكون ناجحا. وخاصة أن الكثير من العملاء يكونون مستفزين. وإذ لم يمتلك الوسيط ثباتا انفعاليا فقد ينجر إلى تصرفات تجعله يخسر العملاء بل حتى العمل. وهذه المهارة يمكن التدرب عليها. فالعملاء أنواع، ولا بد ان يكون الفرد قادرا على التعامل مع المواقف الصعبة ومع الأشخاص الصعبين. ويرتبط بهذا مهارة الصبر؛ فمهنة الوسيط العقاري من المهن التي تتطلب الصبر والمثابرة والحياد في المشاعر، أي لا يفرح بشكل مبالغ بسبب مكالمة من عميل، ولا يحبط بسبب صفقة لم تعقد. ومن ثم يقدم ما يمكنه من جهد ويصبر على النتائج بتأن وليس بعجلة. فبعض الصفقات تتطلب جهدا كبيرا ومددا طويلة. وعدم الصبر قد يؤدي الى الإحباط والملل ثم عدم الرغبة في العمل. كل ذلك يأتي إلى جانب مهارات البيع والإدارة والقيادة والتعامل الذكي مع الإدارة. وهناك دورات تدريبية تقدم في المهارات الناعمة التي يمكن للفرد تطويرها بهدف النجاح في عمله. ويمكن للفرد تطوير مهاراته الناعمة من خلال تحديد المهارات الناقصة أو التي تحتاج إلى تطوير. ومن ثم يضع خطة عمل لتطويرها من خلال القراءة والتدرب والمشاركة في الدورات التدريبية والبرامج المختلفة المتعلقة بهذا الجانب. وعلى جانب الاستفادة من الأفراد المتميزين بهذه المهارات، فهم أفضل من يمكن التعلم منهم حتى من خلال مراقبة تصرفاتهم وعروضهم وسلوكياتهم وأسلوب حديثهم مع المديرين والزملاء والعملاء.
مشاركة :